• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 5) (اهل البيت الأطهار) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 5) (اهل البيت الأطهار)


من دعاء يوم دحو الارض (وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ الأطْهارِ). قال الله سبحانه وتعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" (النازعات 30) عن الكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق أنّه قال: (إن الله عز وجل دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى ثم دحاها من منى إلى عرفات ثم دحاها من عرفات إلى منى فالأرضُ من عرفاتٍ وعرفاتٌ من منى ومنى من الكعبة). وعن الشيخ صالح الكرباسي في صفحته الالكترونية في مركز الاشعاع الاسلامي أي بسطها و مهدها بحيث تصبح صالحة للسكن و السير، و"دحاها" أي جعلها كالدحية "البيضة " و هو ما يوافق أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض، و لفظة دحا تعني أيضا البسط، و هي اللفظة العربية الوحيدة التي تشتمل على البسط و التكوير في ذات الوقت، فتكون أولى الألفاظ على الأرض المبسوطة في الظاهر المكورة في الحقيقة. و عن ناصر مكارم الشيرازي في الامثل في تفسير كتاب الله المقصود بدحو الأرض أنّ الكرة الأرضية في بدايتها كانت مغمورة بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها لفترة طويلة، إلّا أن تلك المياه تدريجياً استقرت في المنخفضات الأرضية، وبذلك تشكلت البحار والمحيطات، وعلت اليابسة على أطرافها وتوسعت تدريجياً، وكانت مكة أول نقطة يابسة ظهرت من تحت الماء، حسب الأحاديث الإسلامية.

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" ﴿الأحزاب 33﴾ قال ابن عباس الرجس عمل الشيطان وما ليس لله فيه رضى والبيت التعريف فيه للعهد والمراد به بيت النبوة والرسالة والعرب تسمي ما يلتجأ إليه بيتا ولهذا سموا الأنساب بيوتا وقالوا بيوتات العرب يريدون النسب قال: ألا يا بيت بالعلياء بيت * ولولا حب أهلك ما أتيت ألا يا بيت أهلك أوعدوني * كأني كل ذنبهم جنيت. يريد بيت النسب وبيت النبوة والرسالة كبيت النسب قال الفرزدق: بيت زرارة محتب بفنائه * ومجاشع وأبو الفوارس نهشل لا يحتبي بفناء بيتك مثلهم * أبدا إذا عد الأكمل. وقيل البيت بيت الحرام وأهله هم المتقون على الإطلاق لقوله إن أولياؤه إلا المتقون وقيل البيت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهله من مكنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ولم يخرجه ولم يسد بابه وقد اتفقت الأمة بأجمعها على أن المراد بأهل البيت في الآية أهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ثم اختلفوا فقال عكرمة أراد أزواج النبي لأن أول الآية متوجه إليهن وقال أبوسعيد الخدري وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعائشة وأم سلمة أن الآية مختصة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام. ذكر أبوحمزة الثمالي في تفسيره حدثني شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت جاءت فاطمة عليها السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحمل حريرة لها فقال ادعي زوجك وابنيك فجاءت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبرياً، فقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فقلت يا رسول الله وأنا معهم؟ قال: أنت إلى خير. وروى الثعلبي في تفسيره أيضا بالإسناد عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها حريرة فقال لها ادعي زوجك وابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك ثم قالت فأنزل الله تعالى "إنما يريد الله" الآية قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى يده بها إلى السماء ثم قال (اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فأدخلت رأسي البيت وقلت وأنا معكم يا رسول الله قال إنك إلى خير، أنك إلى خير.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه "وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ" ﴿القصص 12﴾ لما رأت أخت موسى حيرة آل فرعون في أمر الصبي عرضت عليهم أن ترشدهم إلى من يقبل ثديها من دون النساء، وتهتم بشأنه، ولا تقصر في رعايته. وتقدم مثله في الآية 40 من سورة طه "فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ" أيضا تقدم في الآية 40 من سورة طه "ولِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ". قوله عز وجل "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ" ﴿هود 73﴾ وقد خصكم بالكثير من نعمه، وهذه واحدة منها، وما هي بأعجب من جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم "إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". هذه الجملة توضيح وتأكيد لما قبلها، والحميد صاحب الأفعال المحمودة، والمجيد صاحب الفضل والجود، إذن، فلا عجب إذا أعطى اللَّه من سأله ومن لم يسأله، من حيث يحتسب أو لا يحتسب. وتسأل: ان سياق الآيات يدل على أن المراد بآية التطهير نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف أخرجهن عنها من نقلت عنهم من المفسرين والمحدثين؟ الجواب أولا: ان صاحب تفسير المنار نقل عن أستاذه الشيخ محمد عبده في ج 2 ص 451 طبعة ثانية: "ان من عادة القرآن أن ينتقل بالإنسان من شأن إلى شأن آخر، ثم يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة". وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ان الآية من القرآن يكون أولها في شيء، وآخرها في شيء آخر. وعلى هذا فلا يصح الاعتماد على دلالة السياق لآي الذكر الحكيم كقاعدة كلية. ثانيا: لو سلمنا جدلا بصحة الاعتماد على دلالة السياق للآيات فإن قوله تعالى: "ليذهب عنكم" "ويطهركم" بضمير المذكر دون ضمير المؤنث هو نص صريح على اخراجهن من الآية. وليس من شك ان دلالة النص مقدمة على دلالة السياق لأنها أقوى وأظهر. ثالثا: ان المفسرين والمحدثين الذين ذكرناهم قد اعتمدوا في اخراجهن على الحديث الصحيح عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن السنة النبوية تفسير وبيان لكتاب اللَّه.

قول صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة في تفسير هذه الآية: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمّد بن عبد الله بن نمير، واللفظ لأبي بكر قالا: حدّثنا محمّد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وآله غداةً وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء علي فأدخله، ثمّ قال: "انَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33). أخبرنا علي بن زيد عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: (الصلاة يا أهل البيت" ِانَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33)).

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاها" (النازعات 30) أي بسطها ومدها بعد ما بنى السماء ورفع سمكها وسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها. وقيل: المعنى والأرض مع ذلك دحاها كما في قوله: "عتل بعد ذلك زنيم" وقد تقدم كلام فيما يظهر من كلامه تعالى في خلق السماء والأرض في تفسير سورة الم السجدة وذكر بعضهم أن الدحو بمعنى الدحرجة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193928
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12