ان التدبر وربط ما تدبرت في ما يحويه الكون ممكنا بكوننا موحدين لله تعالى، فحينما يقع حب الله في قلب الموحد عن بصيرة وتدبر صار إنسانا أدرك جزء من أبديته، لأن الحُب محرك لا فيزيائي ولا كيميائي بل رباني، وهو أن تُقدم كُل وجودك في سبيل المحبوب، لذلك أريد ان آخذكم مع بعض التدبرات العلمية في هذا الحوار الشيق.
رفع صباح رأسه من الهاتف بإهتمام مخاطبا سمير بلهفة وكأنه اكتشف كنزا: في الجزء الثالث مِنْ كتابه تطرّق لأمور تهمنا نحن المسلمون، فقد أصغى الماء لِتِلاوة القرآن الكريم، فتشكلتْ بلورة هي أجمل البلورات الموجودة في الكتاب، و وضع الماء في إناء مكتوب عليه كلمة (الإسلام)، فنتجتْ صورة بلورية تتوهج بألوان قوس الله الجميلة، وتشكلتْ البلورة مِنْ رؤوس عديدة تشبه الأغصان، محاكيا قوله تعالى:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: ٤٤].
رد عليه سمير باستغراب: كأني لم أقرأ هذه الآية رغم تلاوتي للقرآن، و هل يُمكن ذِكر تجاربه و ما هي الكلمات التي استخدمها وما هي النتائج منها؟
صباح: فكرة البحث تقول: حينما يقرأ المرءُ على الماء كلماتٍ، فإنّ بلورة الماء المتجمّدة ستتغيّر وفق ما يُتلى عليها، فإذا كانتْ الكلمات جميلة، تتحوّل بلورات الماء المُنجمدة إلى أشكال جميلة جداً، أمّا إذا كانت الكلمات قبيحة فإنّ البلورات المنجمدة ستكون قبيحة المنظر.
بعد اتمامك لما قرأت اريد تسليط الأضواء من هذه القبيل بأن هناك شيئًا ملموسًا ذاتيًا يجعلك ببينة حقًا بأن بعض الملحدين الذين ينكرون أبسط الحجج البالغات هم لا يجهلون اي شيء، بل إنهم قارئون وعارفون بها، ولكن فعالهم مثل فعال الجهلاء مع نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك مع نبي الله موسى (عليهِ وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام) الذين رأوا المعاجز أمام أعينهم لكنهم أنكروها لعلة العمى القلبي وليس فقط العمى العيني، بدليل قوله تعالى في محكم كتابه الكريم العظيم :{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: ٤٦].
سمير: هذا يعني أنّ الماء يفهم ما يدور حوله، وهذا شيءٌ غريبٌ جداً.
صباح: إذا كان غريباً على غير المسلم، فهو ليس غريباً على المسلم، فحينما عرض الماء على البسملة، تحوّل بحسب المؤلف إلى بلورات فائقة الجمال. وحينما عرض الماء على صور مُتعدّدة للكعبة الشريفة، تشكلت بلورة ماء مُطابقة تماماً لصورة الكعبة المُلتقطة مِنَ السماء!! وكانت النتيجة حسب وصف المؤلف:(مُفاجأة ومُذهلة).
سمير: شيءٌ مُدهشٌ حقاً، ولكنْ هل نشر صوراً لتلك البلورات؟
هناك الكثير من الصور راجعوا تطبيق المجيب (قصص وروايات/ تحديدًا عجائب الكائنات/ الفصل الثالث)
لو جئنا وتدبرنا في ذلك بعين الحقيقة لرأينا ان الترابط المعرفي من هذا يمكن ان يجعلنا موحدين لله قلبيًا ومؤمنين به ، ولا أعني فقط بأن الملحد يصير مسلمًا بل حتى نحنُ المسلمون سيكون إيماننا عن بصيرة وتعمق ويكون اليقين في قلوبنا أقوى من الحديد، فلربما الحديد هناك قوى تكسره لكن الإيمان واليقين إذا وقع في القلب عن معرفة وتدبر مَن يكسره؟ القرآن يدعونا للتأمل في كل مرة بقوله تعالى : {أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: ٥٠]، فهلاّ تفكّرنا.
|