نتيجة لتصرفاتها طيلة الفترة الماضية أصبحت القائمة العراقية تحتضر نافقة جماهيرها التي رشحتها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وكانت تأمل تلك الجماهير خيرا بالنواب الذين انتخبوهم من اجل الدفاع عن حقوقهم في هذا الوطن وان يتابعوا كل مشاكلهم كمواطنين لهم الحق في هذا البلد ، وهذه هي طبيعة عمل النائب في البرلمان ان يكون مدافعا عن حقوق ناخبيه وفي النهاية هو يمثل ارادة الشعب وان يكون حاميا للوطن.
ما حصل من تفاعلات على الساحة العراقية وتحديدا مكان تواجد الشريحة الانتخابية التي رشحت نواب القائمة العراقية انهم ملوا من تصرفاتهم في تأزيم الاوضاع السياسية والخروج عن جادة المشروع الوطني الذي تحدثوا عنه وطالما أطلقوا له العنان من على منابرهم ودعاياتهم الانتخابية في العام 2010 وهم يجولون على مناطقهم الواحدة تلو الاخرى ، هذا التفاعل الذي يجري اليوم في المناطق الغربية من العراق او تحديدا لنقل السنية منها بدأ صوتها يظهر للعلن وهو ما أطلق له العنان سابقا في محافظة صلاح الدين وكذلك في الانبار واليوم نلحظ بشكل واضح عرب كركوك الذين أعلنوها بشكل صريح مدى انتهازية قادة واعضاء القائمة العراقية وقد صرح بهذا القول حسين صالح الجبوري من المجلس السياسي العربي في المحافظة وقال بشكل واضح (( ان هدف زيارات القائمة العراقية الى أربيل ليس خدمة عرب كركوك والمناطق المختلفة بل تمزيق وحدة العراق وتفتيت عرب كركوك عبر خلق أجندات وخطابات واظهار شخصيات ممولة ،،كما قال ان القائمة العراقية هي التي ابتعدت عن قاعدتها الجماهيرية وفرطت بمشروعها الوطني)) فماذا يدلل هذا الخطاب من عموم القاعدة الجماهيرية لتلك القائمة ؟ ألا يدلل ذلك بأن المشروع الذي تسوّق له القائمة مشروعا تحوم حوله الشبهات ما يفقده من روح مسمى أن يكون وطنيا لان الشك هنا يلاحق قادة القائمة وليس اعضاءها فقط وهذا يعتبر في العرف السياسي غاية الانهيار والسقوط السياسي الذي تمر به القائمة على المستوى السياسي ولذلك نحن نلحظ التخبط الكبير لمسؤولي الكيانات في هذا التكتل السياسي وبهذا جاء رد مسؤول مكتب القائمة العراقية في كركوك ردا انفعاليا مهووسا خارج اطر اللباقة والتخاطب السياسي بين الفئات والكيانات ، والا ماذا نمسي قول مازن ابو كلل مسؤول القائمة في كركوك الذي اتهم المجلس السياسي العربي بعزل القائمة عن قاعدتها الجماهيرية ولا أدري ألا يظن ابو كلل ان تصرفات مسؤوليه الحزبيين خرجت رائحتها واصبحت تزكم الانوف من ما تآمروا على العراق وعملوا على تأزيم كل العملية السياسية في العراق منذ بدايتها والى اليوم وكذلك ماذا نسمي تصرف انتصار علاوي عضوة القائمة العراقية ومديرة مكتب علاوي بتهديدها رئيس تحرير جريدة كل الاخبار السيد سمير عواد انها سوف تستخدم قوة السيارات المفخخة معهم بسبب نشرهم خبر على لسانها وهي من صرحت به ، ألا يُعد ذلك استهتارا بكل المقاييس الاخلاقية والوطنية والعرف في التعامل السياسي
أنا أرى من الاجدى لهم كقائمة متصارعة على كسب ود قاعدتها الجماهيرية التي نفرتها بشكل نهائي ان يلجئوا الى تفكيكها واعادة بناءها من جديد على وفق تسلسل بعض الذين يمكن ان يخلصوا الى قواعدهم الجماهيرية والذين هم كانوا مهمشين فيها ممن لم يغادرها بعد الى الان ويأتلفوا مع من خرج منهم في الفترة الماضية وبذلك تتكون قوة وطنية مخلصة لتراب الوطن في حال لم تفز في الانتخابات القادمة فستكون بكل تأكيد قوى معارضة حقيقية في البرلمان تقوم على توجيه مسار الحكومة ومؤسساتها التنفيذية ونتخلص بشكل نهائي من الموتورين والشوفينيين لسلامة مسار الدولة سياسيا وبشكلها الصحيح. |