• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المصير المجهول ............ في سجون النظام المقبور ( حاكمية المخابرات) .
                          • الكاتب : صلاح الاركوازي .

المصير المجهول ............ في سجون النظام المقبور ( حاكمية المخابرات)

          بعد مسير لساعات في ظلمة الليل ووحشتة مع الحذر والترقب وبنقس الطريق الذي سلكته في اول مرة عند نزولي في المهمة  لكن الاقدار شاءت  وتحديداً في ليله الاثنين 5 /6 من شهر  ايار من عام  1996  اي قبل 28 عاماً وعند رجوعي من احدى المهام الجهادية  في العاصمه بغداد الى السليمانيه تم  القاء القبض علي بعد ان وقعنا في كمين من قبل استخبارات الفرقه 34 في الطريق الغير رسمي( القجق ) الرابط بين خانقين وكلار وكان معي الدليل ويدعى احمد وهو كردي من اهالي كلار ومن مفارقات القدر أن اكتشف اثناء التحقيق بانه كان يعمل وكيلاً للامن في الخانقين ومرتبطا بشخص ضابط امن يدعى نقيب عطيه (من امن خانقين) وكان مهمته ( اي احمد )جلب المعلومات عن المعارضة المتواجدة في كردستان ونسخ من الجرائد الصادرة من هذه الاحزاب والتشكيلات وكان يعمل مع احد اقاربي الذي كان بدورة مرتبط ايضا بنقيب عطيه ، وبعد ذلك تم نقلي الى استخبارات الفيلق الثاني حيث بقيت هناك بضعه ايام وخلال هذه المرحلتين اي استخبارات فرقه 34 واستخبارات الفيلق الثاني تعرضت فيها لانواع  مختلفه من التعذيب والتحقيق، بعد ذلك تم نقلي الى منظومه مخابرات الشرقيه في بعقوبه حيث قام بالتحقيق معي شخص يدعى مقدم دريد بقيت يومين عندها تم نقلي الى حاكميه المخابرات ( دائرة التحقيق والتحري )  في بغداد في يوم السبت من نفس العام 1996 واذكر كان يصادف  الاول من شهر محرم الحرام ودائة الحاكمية تم اعطاءي الرقم (750 ) لان التعامل يكون على اساس ارقام وليس كأسماء امعانا بالتعامل الهمجي البربري مع السجناء والمعتقلين وتجريدهم من انسانيتهم ( فسبحان الله فان العشرات من ضباط الاجهزة الامنية ومن الحاكمية نفسها ممن كانوا سابقون يحتقرون السجناء كانوا معنا ويتم التعامل معهم بنفس الاسلوب واصبحوا مجرد ارقام والعديد منهم قد تم اعداهم من قبل نفس الدوائر التي خدمةا فيها طويلا )  فقد كنت في الغرف رقم 19 ثم في غرفة رقم 12 وبعدها تم نقلي الى القاعة رقم 65 والتي تقع مباشرة تحت البرج  وبجوار المشمش ، ومنها بدات معاناتي مع هذا القسم او الشعبه والتي كانت مختصه بالتحقيقات لكن اراده الله سبحانه وتعالى والتمسك بنهج ال البيت عليهم السلام ودعاء الوالدين والمؤمنين كان له اثراً كبيراً في خروجي من ذلك المكان المرعب بعد رحلة طويلة وسلسلة  من التحقيقات وصعودي مرتين الى محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه حيث لم يتم محاكمتي في دائره المخابرات علما ان الحاكميه كانت لديها محكمه خاصه لكن قضيتي صحيح كانت على المخابرات لكن المحكمه كانت في مديريه الامن العامه في البلديات (محكمه الامن الخاص ) اللي كانت سابقا تعرف بمحكمه الثوره وفي ذلك الوقت كان يتراسها المدعو عجيل العجيلي ، فكانت الغرف والقاعات ممتلئة حيث كان اسلوب نومنا هو بالتعاكس بين شخص واخر راس بجوار اقدام السجين المجاور وكان لون الجدران في الغرف لون جوزي مع مصباح 60 واط وهذا بمرور الزمن يدمر نفسية واعصاب السجين والغرف التي كنت فيها 19 و 12 كانت تنزل عليها من صحيات الغرفة التي فوقنا مياه المجاري وبقطرات محسوبة .

 بواذكر ايضا حادثة مهمة اخرى انه بتاريخ 6/6 وهو نفس اليوم التي تم اخذ بصماتنا تم نقل الكثير منا ليلاً الى سجن قسم الخاصة في ابو غريب واهم شيء او احقر اسلوب انه يتم التعامل مع السجين او المعتقل على اساس رقم وليس على اساس اسم حيث كنت احمل الرقم 750 فقد وجدت في الحاكميه امور كثيره :-

  1. فقد رايت ابطالاً يتحدون الجلاوزة والمحققين بانه لو انهم لو استطاعوا ان ينتزعوا كلمه اه من افواههم فانهم سوف يعترفون لهم بكل شيء لكن هذه الاه كانت تأبى تخرج  نعم استشهد الكثير تحت التعذيب وارتفعت ارواحهم الطاهرة الى بارئهم ولكن لم تخرج اه الذي اراده الجلاوزة،
  2. بالمقابل وجدت احقر المخلوقات سجين وفي المعتقل يتجسس على اخوته ،
  3. كذلك وجدت سجانين لم يكونوا بشرا بل كانوا ممسوخين ذئاب بشرية تتلذذ في نهش اجساد السجناء والكثيرين منهم كانوا يصومون يصلون يقرأون القران فحقا هم خوارج العصر لان الشهر الاول من عام 1997 صادف شهر رمضان حيث كان السجان في النهار صائما وعلى الرغم من ذلك فهو يتلدذ بتعذيب السجناء وفي الليل يقرؤون القران { حقا انهم خوارج العصر} في الحاكميه .

وفي سجن الخاصة التابع لابو غريب لدي قصص ومواقف لاشخاص لن انساه ابدا فقد شاركت المرحوم الدكتور ابراهيم البصري نفس الغرفه في السجن الخاصه لابو غريب ( الغرفة رقم 2 ) في الطابق الارضي وهذا الرجل واقعاً لديه مواقف مع السجناء ومعي خصوصا وحقيقه يستحق ان نذكر اسمه بكل فخر واعتزاز وشموخ ز

  1. ايضا صادفت الشبكات ضخمه منهم السراق والعصابات .
  2. وكذلك  من المجاهدين سواء كانوا تابعين لبدر او من كان شبكه كبيره كانت تعمل للسفاره الايرانيه .
  3. ايضا شبكه كبيره وصلت الى السرب الخاص للمخلوع صدام حسين حيث كان معي شخص يدعى رائد سعد الدليمي واخيه النقيب محمد رائد سعد كان بالقوه الجويه ونقيب محمد الشقيقه كان في الاستخبارات العسكريه كانوا من ضمن الشبكه اللي كانت تعمل مع المؤتمر الوطني العراقي الموحد .
  4. ايضا كان معي شبكه كانت تعمل للسفاره الايرانيه والشبكه كان يتراسها شخص اسمه  السعدي ابو علي وايضا كان معي شخص اخر من اهالي الكوفه لا اذكر اسمه كانت تهمته العمل مع الموساد الاسرائيلي .وكذلك جماعة عدي ( جماعات سيارات المرسيدس ) .
  5. وجماعة حسين كامل  والكثير من القضايا والشبكات لانه في تلك السنه تحديداً في عام 96 كل القضايا قد تم تحويلها الى المخابرات فيبقى الموقوف فتره يتم التحقق من خلفيته السياسيه والامنيه فاذا لم تكن عليه اي مؤشر امني عندها يتم نقله الى الجهه ذات العلاقة والاختصاص.
  6. فمثلا كان موجود معنا اشخاص بتهمه قضيه الاثاراو تزوير دفتر خدمه او التعامل بالدولار وغيرها من هذه القضايا فمن لم تثبت عليه اي قضيه امنيه او سياسيه عندها يتم نقلهم الى جهات ذات الاختصاص .

وخلال تواجدي في الحاكميه تم التحقيق معي اكثر من مره بعدها تم عرضي لتصديق الافادة وانا معصوب العينين وتم توقيعي على اوراق وافادة لم اعلم مافيها الا يوم محاكمتي في  محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه في البلديات والذي كان يتراسل عجيل العجيلي وفي المره الثانيه تم اصدار الحكم ببراءتي من التهمه الموجهه اليه حيث كانت الاحاله وفق ( الماده 156 أ ) وهي ماده يكون حكمها الاعدام بدون نقاش لكنه الله سبحانه وتعالى كان سندي وهو من سخر لي اسباب ان اصل الى هذه المنزله وان اخرج دون ان تثبت علي اي تهمه لان ما خدم قضيتي هو:-

  1. انني اثناء اقامتي وتحركي حتى في كردستان كنت دائما اتحرك باسم مستعار ولا زلت احتفظ ببعض المستمسكات والاسماء التي كنت اتحرك بها سابقا .
  2. والشيء الثاني انه كنت وحيدا في القضيه يعني من السهل تغيير الافادات نعم تتعرض الى التعذيب بل الى شتى انواع التعذيب والتهديد لكنه عندما لا يثبت عليك شيء وليس هنالك دليلا ماديا ملموسا بتورطك بنشاط سياسي عندها يتم اطلاق سراحك .

      فخلال فتره عملي في المعارضه كنت حسبت حساب اليوم الذي سيلقى القبض عليه ( كوني كنت اتردد بحسب طبيعة عملي في المعارضة باستمرار على بغداد سواء للشراف او التنقيذ او بحسب المهام التي نكلف فيه  ) يعني كان في حساباتي انه قد يتم القاء القبض عليه ولهذا كنت في حركاتي وتحركاتي  في الكردستان والذي اسكنه منذ الانتفاضه يعني منذ عام بدايه 92 فكان تحركي باسم مستعار وليس لدي اي نشاط ظاهري حيث عندما تم طلب معلومات فالمعلومات كانت تقول انه هو استاذ في الجامعه  وليس هنالك اي مؤشرات امنيه عليه وايضا عند القاء القبض عليه لم يجدوا عندي اي شيء سواء كانت اسلحه خرائط او اي ادله جرميه والاهم من هذا انه في تلك الفتره الحكومه العراقيه كانت قد قطعت الطريق الرسمي بين كردستان وبقيه مناطق العراق فكان للناس يترددون عن طريق ما يعرف بالطريق الغير رسمي (القجق) فهذه الامور ايضا كانت من صالحي وقد خدمتني كثيرا وبالتالي كانت النتيجه خروجي من الحاكميه بعد رحله طويله استغرقت ثمانيه اشهر و 27 يوما   ( وتحديدا في يوم 27 / 1 / 1997 ) تم اطلاق سراحي ولحد هذا اليوم ما زلت اعاني من اثار التعذيب والاثار النفسيه لما عانيته وشاهدته في الحاكميه وكأي عراقي شريف رفض ان يكون اداه وبيدق وخادما وجاسوسا  لصدام وزمرته فكان لزاماً علينا ان نسير على نهج اوالطريق المنجى والمخلص الوحيد الا وهو طريق الامام الحسين سلام الله عليه وهو هذا الطريق الذي يكون فيه النجاة والفلاح وهو طريق الرفعة والخلود وحسن الخاتمة والعاقبة ولا طريق سواه ما دامت السموات والارض..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193181
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13