• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : الثقافة العراقية إلى أين؟! .
                          • الكاتب : محمد كريم الكلابي .

الثقافة العراقية إلى أين؟!

لا أعني بالثقافة القراءة

قبل البدأ بالخوض في حديثنا عن الثقافة العراقية إلى أين أطرح هذا السؤال هل توجد فعلا ثقافة عراقية أم ثقافات عراقية ،وهل توجد هوية عراقية واحدة أم هويات ثقافية عراقية ذلك أن من يحدد الهوية الثقافية ،التاريخ السياسي للبلد فإذا كان التاريخ السياسي للعراق مضطربا متقلبا لا يكاد يستقر على حال فمن نافلة القول أن لا تتكون ثقافة واحدة وبالتالي لا تنشأ الهوية الثقافية الخاصة به ،تنقل العراق من احتلال عثماني وثقافته الطائفية إلى احتلال بريطاني جاء بالنخب العثمانية لتدير شؤون البلد العامة بالعقلية التي كونتها طيلة خدمتهم للاتراك مع قوانين جديدة فير صياغتها لكنها أعادت تدوير السياسة العثمانية القائمة على تهميش فئة كبيرة (الشيعة) لحساب فئة أقل وهذا مااعترفت به المس بيل صانعة عرش الملك فيصل الأول ،فتكونت هنا ثقافة الفئة الغالبة وثقافة الفئة المغلوب على أمرها والمهمشة وبصريح العبارة ثقافة سنية حاكمة وثقافة شيعية محكومة وكل فئة لها أدبائها وكتابها ومؤرخيها وحتى القراء، السني لا يقرأ للشيعي والعكس هو الصحيح، فتحول الأمر إلى حق مكتسب (السلطة) بمرور الزمن وبواقع الحال، يقابله حق مستلب ولم يسع المثقفون من الجانبين بتكسير الحواجز بل تحولت إلى مقدسات حتى المثقفين الذين انتموا إلى أحزاب وحركات يسارية أو يمينية لم يستطيعوا الخروج من هذا المستنقع بل أكثرهم خاض به وعندما جاء الاحتلال الأمريكي ومنح الشيعة المنصب التنفيذي الأول، شعر السنة بأنهم قد سرقوا وهمشوا وأبعدوا وبدأ صراع ثقافي شرس تجلى في الشارع وبما أن الحال على هذا المنوال لا تتكون ثقافة عراقية واحدة ولا هوية عراقية شاملة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193160
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12