قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها كلمة للناس (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) "إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ" (الزمر 41)، و "هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (الجاثية 20)، و "ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) أَمْثَالَهُمْ" (محمد 3)، و "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحديد 25)، و "لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (الحشر 21).

جاء في الكافي لأحكام التجويد: لام التعريف: هي لام ساكنة زائدة على بنية الكلمة تجعلها العرب قبل أسماء النكرة لتعريفها نحو: (والشَّمس والقمر) ولها قبل حروف الهجاء كاملة حكمان: 1 - الإظهار القمري. 2 - الإدغام الشمسي. وضع لام التعريف مع الحروف العربية: الإظهار القمري: هو أن تظهر لام التعريف بشكل واضح وجلي إذا أتى بعدها أحد حروف الإظهار الأربعة عشر، وهي مجموعة في قول: (اِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ)، وتسمى حروفه بـ (الحروف القمرية) نسبة للام القمر. ويتم إظهار لام التعريف بتوضيح سكونها، ثم توضيح حركة حروف الإظهار من غير فصل بينهما. وسبب إظهارها هو بعد مخرجها عن الحروف القمرية. نحو: "وَالْعَصْرِ"، "الْقَارِعَةُ"، "الْجِبَالُ"، "الْوَاقِعَةُ". ملاحظة: على القارىء أن ينتبه ويحرص على إظهار اللام عند حرف الجيم، خوفاً من أن يسبق اللسان إلى إدغامها فيه كما يفعله بعض الطلاب والعوام نحو (الجنّة - الجبال - الجحيم). الادغام الشمسي: ويختص بالأربعة عشر حرفاً الباقية المرموز إليها بأوائل كلمات هذا البيت: طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم * دع سوء ظن زر شريفاً للكرم. فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف وجب إدغامه، ويتم ذلك بدمجها فيما يليها من حروف الإدغام بحيث يصير الحرفان حرفاً واحداً مُشدَّداً كالثاني منه، ولا يظهر في النطق أثر (للام التعريف)، نحو: "وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ" (ص 19). "أَيُّهاَ الثَّقَلانِ" (الرحمن 31). "وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا ٭ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَ" (الشمس 3-4). "وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ" (الجاثية 24). "وَالتِّيِنِ وَالزَّيْتُونِ" (التين 1). وسبب هذا الإدغام هو تماثلها مع اللام وتقاربها مع غيرها من الحروف الشمسية. تنبيه: ترد اللام في بعض الأسماء وتكون أصلية، ويكون حكمها دائماً الإظهار، نحو: "واَخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَألْوَانِكُمْ" (الروم 22). وكذا الأسماء الموصولة فإن اللام فيها زائدة لازمة - أي أنها لا تفارق الكلمة - نحو: "أَفَرَءَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بَآيَاتِنَ" (مريم 77). "وَالَّلذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ" (النساء 16). "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُو" (الفرقان 32). "وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللاَّئِي تُظَاهِرُونَ" (الاحزاب 4). "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أرْضَعْنَكُمْ" (النساء 23). "جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ" (مريم 61). أما لامَيْ الفعل والحرف: فحكمهما الإظهار المطلق، إلا عند اللام والراء.وذلك لأجل التماثل مع اللام والتقارب مع الراء. - إظهارها نحو: "وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ" (الاسراء 81). "بل ظننتم" (الفتح 12). - ادغامهما: "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْم" (طه 114). "بَلْ رَفَعَهُ اللَّه إليه" (النساء 158).

قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها كلمة للدين (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) "وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (يونس 105)، و "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (الروم 30)، و "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ" (الرو 43).

وعن كتاب قاموس الاملاء للدكتور مسعد محمد زياد: ﺩﺧﻮﻝ ﻻﻡ اﻟﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ " ﺃﻝ" التعريف: أولا: "ﺃﻝ" اﻟشمسية ﻣﻊ ﺣﺮﻑ اﻟﺠﺮ "ﻟ": 1 ـ اذا اﺗﺼﻠﺖ ﺃﻝ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺑﺎﻻﺳﻢ تكتب وﻻ ﺗﻠﻔﻆ. 2 ـ اذا ﺩﺧﻠﺖ ﻻﻡ اﻟﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻝ، ﺗﺤﺬﻑ ﺃﻟﻒ "ﺃﻝ". 3 / تكتب لام الجر ولام "أل" وﺗﻠﻔﻆ ﻻﻡ اﻟﺠﺮ ﻓﻘﻂ. ثانيا: "ﺃﻝ" اﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺣﺮﻑ اﻟﺠﺮ " ﻟ " ﺗﺤﺬﻑ ﺃﻟﻒ "ﺃﻝ" 1 / اذا اتصلت ﺃﻝ اﻟقمرية ﺑالﻻﻢ تكتب وﺗﻠفظ. 2 / ﺗﺤﺬﻑ ﺃﻟﻒ اﻟﻮﺻﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑـ " ﺃﻝ" اذا ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺮﻑ اﻟﺠﺮ. 3 / تكتب لام الجر ولام "أل" وﺗﻠﻔﻆ كل منهما.

قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها كلمة للرؤيا (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا (لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) تَعْبُرُونَ" (يوسف 43).

عن الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز للدكتور محمد بن سيدي محمد محمد الأمين: عناية الأمة بالأخذ بالتجويد: قدمت في المبحث السابق أن القرآن نزل مرتلاً مجوداً وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاه كذلك وبلّغ أمته ما نزل عليه بحروفه وهيئاته. بقي أن نعرف ما المراد بالترتيل المأمور به في قوله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً". الرتل: حسن تناسق الشيء. وثغر رتَل ورتِل حسن التنضيد مستو النبات. وقيل المفلج وقيل بين أسنانه فروج لا يركب بعضه على بعض. ورتّل الكلام: أحسن تأليفه وأبانه وتمهل فيه. والترتيل في القراءة: الترسل فيها والتبيين من غير بغي. قال علي رضي الله عنه حينما سئل عن معنى الترتيل: (هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف). قال أبو العباس: ما أعلم الترتيل إلا التحقيق والتبيين والتمكين أراد في قراءة القرآن. وقال مجاهد: الترتيل الترسل. قال: ورتله ترتيلا بعضه على إثر بعض. قال أبو منصور: ذهب به إلى قولهم ثغر رتل إذا كان حسن التنضيد. وقال ابن عباس في معنى الآية: قال: بينه تبييناً. قال أبو إسحاق: والتبيين بأن يجعل في القراءة وإنما يتم التبيين بأن يبين جميع الحروف ويوفيها حقها من الإشباع. وقال الضحاك: انبذه حرفاً حرفاً. قال الفراء: اقرأه على هينتك ترسلاً. وقال الراغب: الرتل اتساق الشيء وانتظامه على استقامة يقال رجل رتَل الأسنان، والترتيل إرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة. وقال الخازن في تفسيره: وقيل الترتيل هو التوقف والترسل والتمهل والإفهام وتبيين القراءة حرفاً حرفاً إثره في إثر بعض بالمد والإشباع والتحقيق. وقال القرطبي في تفسيره: الترتيل في القراءة هو التأني فيها والتمهل وتبيين الحروف والحركات تشبيها بالثغر المرتل وهو المشبه بنَوْرِ الأقحوان وهو المطلوب في قراءة القرآن. وقال الزمخشري في الكشاف: ترتيل القرآن قراءته على ترسل وتؤدة بتبيين الحروف وإشباع الحركات حتى يجيء المتلو منه شبيهاً بالثغر المرتل وهو المفلج المشبه بنَوْرِ الأقحوان وأن لا يهذّه هذّاً ولا يسرده سرداً. وقال الشيرازي في كتابه الموضح: الترتيل هو من قولهم ثغر رتَل إذا كان مفلجاً وذلك إذا انفرج ما بين الأسنان على استواء فيها، وترتل في مسيره إذا تتابعت خطاه من غير سرعة، فكذلك الترتيل هو التأني في القراءة مع تفصيل الكلم بعضها من بعض جامع لشرائط التجويد والتقويم. وقال ابن الجزري: وقال علماؤنا: أي تلبث في قراءته وافصل الحرف من الحرف الذي بعده، ولا تستعجل فتدخل بعض الحروف في بعض. بعد هذا العرض تبين لنا معنى الترتيل المأمور به، وأنه تبيين القراءة وإتباع بعضها بعضاً على تأن وتؤدة مع تجويد اللفظ وحسن تأديته وتقويمه وإخراجه من مخرجه، فهو الأصل ولذلك نوه الله بشأنه حينما أكد الفعل بالمصدر تعظيما لشأنه وترغيباً في ثوابه، "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" (المزمل 4)، "وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" (الفرقان 32).