لكي تكونَ كالصخرةِ في مواجهة الرياحِ
الغريبةِ ..... وأمواجِ الأعاصيِرالتي تُثرثرُ
خلفَ النهرِ ، وتُلقي بأصدافِها الفارغةِ على
الجُدرانِ ... وفي جيوبِ الحالمين !
لكي تُشيّدَ منزلك من رُخامِ الوقتِ خلفَ سياج
القابضين على مرايا الرمل ِ، ورمل ِاللحظات
العابرة ...
لكي يمنحَك الوقتُ اسْماً مُرادفا للعُشبِ الذي
ينمو وينجبُ عُشباً .... وضوءاً لحُلم الفراشةِ
والدليلِ . لكي يُشارَ إليك في وقت ِ (الينابيعِ)
السخيّة ِ بالقواقعِ ، والطحالب ِ ....
لكي تكونَ الصخرةَ أنت ، والعشبَ أنت
والضوءَ .. وأنت الدليلَ والمُشارَ إليه
........................
لكي تكونَ كُلّ هذا يا بُنيّ ، خُذ بغلتي هذه ..
واتّخذْها مطيّةً لأسفارِك في الأيّام الحالكةِ ،
واعلمْ ، يا بُنيّ ، أنّ ظهرَها كان لي وطناً ،
إلى هذهِ اللحظةِ التي سقطتُ فيها مُضرّجاً
بنارالحكمةِ والشوقِ إلى بدايةٍ ... أخرى
... وتذكّرْ يا بُنيّ : أنّ بغلتي هذه توارثَها
أجداديَ الحُكماءُ ... وكُلّهم يحكونَ ( كما
حدّثني أبي ) :
أنّ فيها طبعاً جميلاً ، وحاسّةً لا تُخطئُ ..
فهي ، يا بُنيّ : تنْحني احتراماً للعابرينَ
الطيّبينَ من أهلنا ....
وتشمئزُّ كثيراً ... من الغُرباء !
|