• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : حكاية مرجع وفتوى .. السيد المجاهد .
                          • الكاتب : عدي المختار .

حكاية مرجع وفتوى .. السيد المجاهد

-     من العراق افتى بالجهاد ضد الروس في ايران

-     مات في قزوين ودفن في كربلاء المقدسة خارج حرمي الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس عليهما السلام

·       قصة صحفية خبرية – كتبها عدي المختار

لساعات طويلة بقي جهاد علي ( ٣٣ عاماً ) يتأمل ذلك المقام الصغير الذي يشخص بصمت مهيب في منطقة مابين الحرمين ، حرم الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس عليه السلام في كربلاء المقدسة ، وفي خلده الكثير من الاسئلة وهو يدون ماسطر من كلمات في اعلى المقام الذي يمر من امامه وحوله الكثير من الزائرين دون ان يعرف بعضهم لمن هذا المقام او ماهي قصته , فراح جهاد يلتقط عددا من الصور للمقام من جوانبه المختلفة وهو يدون في كتيبه الصغير معالم المكان الذي حمل عنوان (قبر السيد محمد بن علي الطباطبائي ، المعروف بالسيد محمد المجاهد ) .

 

 

·     مقام مابين الحرمين

في منطقة مابين الحرمين في الجهة المحاذية الى شارع صاحب الزمان ( عجل الله فرجه القريب ) وتحديداً عند خروجك من ضريح المولى ابا الفضل العباس عليه السلام من باب الامام الحسن عليه السلام والسير بضع مترات في مسقف الزائرين يطالعك بغرفة مكسوة بالرخام عمادها شبابيك بطراز اسلامي وتعلو الغرفة قبة شامخه زرقاء صغيرة من الكاشي الكربلائي وتحت القبة هناك كتائب ظاهرة للعيان , كتب في الكتيبة الاولى ( مرقد سيد العلماء واولاد الفقهاء العظام استاذ الفقه والاصول السيد محمد الطباطبائي الملقب بالمجاهد المولود سنة 1180هجري / والمتوفي في 1242هجري ) , وكتب بيت شعري على الكتيبة الثانية ( عن بيضة الدين بدى مدافع – اتنعى بها محمد الشرائع ) وفي الكتيبة الثالثة كتب البيت الشعري ( قبر الذي للكفر كان مانع -  مجاهد في كربلاء تاريخه ).

 

 

·     فتى كربلاء المجاهد

جمع جهاد الكثير من المصادر حوله وكل المصادر وما كتب عنه كانت تشير الى انه ولد في مدينة كربلاء سنة 1180 هـ، وأبوه السيد علي بن محمد علي الطباطبائي صاحب الرياض وأمه آمنة بنت الوحيد البهبهاني، تزوج من البنت الوحيدة لمحمد مهدي بحر العلوم وأنجبت له ثلاثة أولاد ، يعود نسبه للإمام الحسن عليه السلام وهو المعروف بالسيد محمد المجاهد وصاحب المناهل، من فقهاء الشيعة في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر, درس عند أبيه صاحب الرياض والعلامة بحر العلوم، فترقى في علمي الفقه والأصول حتى عدّه والده أعلم منه، فصار لا يفتي وابنه في كربلاء، فعلم ابنه بذلك، وبناء عليه هاجر السيد محمد من كربلاء إلى أصفهان، وأقام فيها 13 سنة انشغل خلالها بالتدريس والتأليف ، ورجع بعد وفاة والده إلى كربلاء سنة 1231 هـ، فتولى فيها منصب الإفتاء والقضاء والزعامة، وكان مرجعاً للشيعة في ذلك الزمان، حتى أغار الوهابيون على مدينة كربلاء، فهاجر إلى مدينة الكاظمية.

بلغت مؤلفاته اكثر من (15) كتاب ، منها: مفاتيح الأصول، ومناهل الأحكام، والوسائل إلى النجاة، وعمدة المقال في تحقيق أحوال الرجال, وتتلمذ على يديه اكثر من (16) كلهم من العلماء الافذاذ .

 

·      فتوى الحرب على الروس

وكي يكمل جهاد قصة هذا المرجع سافر الى الجمهورية الاسلامية ايران لاقتفاء اثر الظروف التي دعت الى ان يصدر مرجعاً عراقياً فتوى للقتال مساحتها الجغرافية ايران وليس في العراق حتى اهتدى الى عدد من الكتب في كبرى المكتبات هناك .

في عهد الشاه القاجاري فتح علي شاه تأزمت الأمور في إيران بسبب وجود الروس، فطلب فتح علي شاه من السيد أن يتخذ موقفاً، فتوجّه السيد مع جماعة من العلماء والطلاب وأهل الصلاح إلى إيران، فلما دخلها عظّمه أهلها غاية التعظيم، واستقبله الشاه فتح علي القاجاري، وفي 5 ذي الحجة سنة 1241 أصدر فتوى بالجهاد ضد الروس وأصدر هؤلاء المجتهدون الذين جاءوا معه فتاوى جماعية، جاء فيها " أن من يتقاعس عن جهاد الروس يعد كمن عصى الله، وتبع الشيطان".

وتوجه بنفسه إلى ساحات القتال لذا لُقب بالمجاهد، فصار له في إيران دورا بارزا حتى أن المندوب الروسي كان يحاول بكل جهده أن يلتقي به ولكنه رفض رفضاً قاطعاً.

 

 

·      القريب البعيد بالأرقام

بقي جهاد يسأل نفسه كثيراً ما لأسباب التي دعت الى دفن مرجع بهذه الاهمية والتاريخ المرجعي والجهادي في منطقة ما بين الحرمين وليس في ضريحي الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس عليهما السلام ؟

هذا السؤال استدعى الى ان يلاحق جهاد عدد كبير من المصادر للظفر بالإحصائيات كي يستدل الى الجواب فكانت البداية بالأرقام :

عدد المدفونين في ضريح الامام الحسين عليه السلام من شهداء واقعة الطف (134 ) شهيدا , وأكثر من ( 16) من العلماء ووجهاء القوم واعيانها والمشاهير منهم , و( 8) شخص من عائلة الشهرستاني واكثر من ( 161) من العلماء الاخرون في ازمان وحقب قديمة ومعاصرة ,و(15) حكماً ورجل سياسة من دول وحكومات اسلامية .

فيما دفن في ضريح المولى ابا الفضل العباس عليه السلام من العلماء ووجهاء القوم واعيانها الكثير ونقتصر على بعض المشاهير والذين بلغ عددهم اكثر من (12) شخص .

 وصية الدفن

واخيراً استدل جهاد الى جواب السؤال الذي شغله عن سبب دفن مرجع بحجم السيد محمد المجاهد خارج ضريحي كربلاء المقدسة.

بعد رجوعه من الجهاد ضد الروس توفي السيد المجاهد في مدينة قزوين سنة 1242 هـ، وكان قد أوصى بنقل جثمانه إلى مدينة كربلاء مسقط رأسه، فنقل إلى كربلاء، وشيع تشيعاً مهيباً، ودفن في هذا المكان أي المقام الحالي والذي هو بالأصل المقبرة الخاصة لعائلته من ال طباطبائي  والتي كانت تقع جنب مدرسة المجاهد في سوق التجار الكبير، وقد أُزيلت هذه المدرسة سنة 1980 م بعد ان تم فتح شارع المشاة الذي يربط الحرمين الشريفين الحالي . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192689
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12