البطالة ظاهرة يعاني منها الكثيرمن البلدان ، ويسمى العاطل عن العمل (عطال بطال ) باللغة الدارجة العراقية ، ومن انواعها بطالة نتيجة تغيير النظام ، ومنها مرتبطة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية ، ومنها البطالة المقنعة وأخرى ناتجة عن النمو السكاني .
في بلادنا تضخمت هذه الظاهرة بسبب الظروف الصعبة التي مرة علينا ، من تقلبات سياسية وإقتصادية ادت الى اتساعها بين الشباب حاملي الشهادات والادنى مستوى من غير المتعلمين ، كون الشهادة الصحيحة ( كثرة التزوير في كافة المستويات ) هي الطريق السليم لتحقيق فرص العمل ، ولغير المتعلم لم ينلها للتسرب الواسع من المدارس الحكومية لضعف الرقابة والاهتمام ، وما حصل من وضع مضطرب بعد 2003 للسياسة غير الواضحة في الاقتصاد والتعليم والصناعة وغير من المجالات التي لم يتم اعمارها ، فبرزعاطلين عن العمل بكثرة ، اضافة الى البطالة المقنعة في دوائر الدولة .
البطالة مقارنة بسكان البلد غدت كبيرة وقد تكون الاعلى في شرقنا الاوسط ، حسب واقع مؤلم لما يُشاهد وتراه العين من تواجد عمالة وافدة رخيصة بنغلاديشي، سوري ،باكستاني ، مصري ، ايراني (مجنس) ولبناني .
والسبب الرئيسي لهذا الانتهاك الكثير من المشاريع كالاسلامية التي تعتبر نفسها عابرة للحدود فارض الله واسعة ، اوقومية جعلت من الوطن مرتع للمصري والفلسطيني وغيرهم ، أو ما تنادي به الشيوعية من فكرة الاممية التي تتعارض مع المشروع الوطني، وكلها تهدف الى تمييع هوية ووطنية العراقي وتركيبته المتعددة ، التي نخرها الفساد والعنصرية والتكفير .
من الواضح جليا ان يتدفق هذا الكم الكبيرمن العمالة الذي يحتاج الى وقفة جادة لما له من نتائج وتداعيات تحدث شرخ في واقع المجتمع العراقي ، كزواج البعض من عراقيات لسلوك بعض العوائل المتدنية التعليم للاندفاع مع هذه الاليات للحصول على الاقامة كنازع بشري مصلحي .
قد يكون للصراعات والتوترات سببا للبطالة وللفقروعدم خروج شبابنا من الحياة الصعبة، وما يزدها سوء انهم كسالى اصلا لا يميل للعمل وتفضيل العيش عالة على اعانات الحكومة ، والركون الى المقاهي والتسكع في المولات واللهو غير البريء للبعض، في مسعاه الى تدوال المخدرات والتواجد في الملاهي الليلية، وباهمال متعمد من بعض العوائل التي لا تدفع ابنائها الى التعليم والتغيير! ، وقد يكون للخرافات الدينية مصدر ملهم لهؤلاء( يولد الطفل ورزقه معاه).
ابناء العراق نمت فيه روح القيادة والعمل المنتج والحرص بطاقات عالية مؤثرة لحياة افضل ، لكن الحروب المتعددة لحكم الجهل والتصحر، والتناحر السياسي الحالي ساهمت بشكل كبير في اضعاف القوانين مما جعل البلد ساحة للطامعين والفاسدين وللقادمين الدخول بطرق غير قانونية وشرعية ، مما يجعل مصير ومستقبل ابنائنا صعب ومجهول !
|