من الحقائق التي لابد من الوقوف عندها والتامل فيها بان المسلمين فقدوا كما هائلا من الاحاديث النبوية التي كان يحفظها الامام علي ع والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عن النبي الاكرم ص , فهل يعقل ان الامام على الذي هو لسان الرسول منذ صغره وكان ملاصقا له على مدى 23 سنه لم يصلنا منه منه سوى 423 حديثا؟ اتفق البخاري ومسلم على 20 حديثاً منها، وان اما فاطمة الزهراء (ع) التي عاشت مع أبيها ما يقرب من 18 عاما، وكان رسول الله (ص) إذا قدم من غزو أو سفر بدء بالمسجد، فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة، ثم يأتي أزواجه انظر(الاستيعاب ٤ / ١٨٩٥ومستدرك الحاكم ٣ / ١٥٥ وذخائر العقبى ص ٣٧ والجامع الصغير ٢ / ٢٩٣ وكنز العمال ص ٥٨ وحلية الأولياء ٢ / ٣٠ إن ما روي عنها (18) حديثا صح منها حديثان فقط لا غير, كيف يعقل هذا؟!!
ضياع قسم كبير من السنن في كتب السنة التي كانت عند على الشيخ محمد ابو زهرة اعترف على الامام علي قبل خلافته واثناءها لا سيما كانت حياته كلها للفقه والدين، وكان أكثر الصحابة اتصالا برسول الله , ولغرض المقارنة لقد وصلنا عن عبد الله ابن مسعود ٨٤٨ حديثا , في حين على رافق النبي ص اكثر من ابن مسعود ولنفترض جدلا ان الاثنين سمعا من الرسول بنفس المستوى , فهذا يعني اننا فقدنا من احاديث الامام 425 حديثا!! المنقولة عن النبي وهو عدد نستطيع أن نعمل منه موطأ كموطأ مالك , فتأمل هذه الخسارة في السنة النبوية!!!
لو قارنا بما رواه الامام علي ع قياسا بروايات ابو هريرة 5373حديثا والتي لم يصحب النبي ص سوى سنتان وروايات عبد الله بن عمر2630 حديثا والاحاديث المنقولة عن السيدة عائشة 2210 حديثا , اذن لابد هناك ضياع لاحاديث علي وفاطمة ع.
السؤال هنا: من هو المسؤول عن ضياع هذه الاحاديث؟ والجواب
إما أن الله هو المسؤول إذ جعل سنته عند هؤلاء بين الحرق والمحو والضياع، وحاشا لله من هذا القول الباطل، وإما أن نقول أن الله لم يخترهم وهو الصحيح فحجبوا والغوا وحرقوا كل الروايات عن علي وفاطمة واهل بيتهما بدافع الحقد والكراهية .
إن فعل السابقين التابعين من حرق السنن ومحوها هو دليل على أنهم كانوا اعداء لأهل البيت , فهل تريدون من يأمر بسب علي على المنابر ان ينقل عنه حديثا نبويا , ولكن رغم الحرص الشديد لهؤلاء النواصب فقد فلتت احاديث منهم لصالح اهل البيت كما في حديث { وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي}صحيح مسلم " كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن ابي طالب ، ورواه أحمد بن حنبل في " المسند " ٤/ ٣٦٦ والبيهقي في " السنن " ٢/ ١٤٨ والدارمي في " سننه " مختصرًا ٢/ ٤٣١، والمتقي الهندي في " كنز العمال " ١/ ٤٥) لذا اضطر القوم الى وضع حديث بنفس السياق ولكن بدل عترتي اهل بيتي باستبدالها بسنتي وهو حديث لا وجود له لا في البخاري ، ولا مسلم ، ولا مسند أحمد ، ولا الترمذي ، ولا عند ابن تيمية ، ولا ابن كثير ، ولا السيوطي الا في عقول السلفين .. ولنفترض هذا الحديث صحيح فنتساءل اين سنة علي فيه من باقي السنن؟!
إن مسلم والبخاري لم يخرجا حتى حديثا واحدا عن أحد من أهل البيت ( ع ) ، مثل : الإمام الحسن المجتبى ، والإمام موسى بن جعفر ، والإمام علي بن موسى الرضا ، والإمام محمد الجواد ، والإمام الهادي ، وخاصة الإمام الحسن العسكري ( ع ) الذي كان معاصرا للبخاري
كذلك لم يرويا حديثا واحدا عن أحد من أبنائهم ، مثل : زيد بن علي بن الحسين الشهيد ، والحسن بن الحسن المثنى ، والعشرات من أبناء أئمة أهل البيت ( ع ) الذين كانوا رواة الحديث) ولكن الفريدة الرواية الوحيدة التي صدرت عن البخاري ومسلم هي أنهما نقلا رواية مختلقة ومزيفة نسباها إلى الإمام زين العابدين ( ع ) على أنه قال : إن أمير المؤمنين علي وفاطمة ( ع ) لم يكونا يستيقظان للصلاة ، وكان النبي ص يوقظهما ! ويبدو أن البخاري ومسلم لم يجدا أحاديث نقلت عن آل الرسول ( ع ) غير هذا الحديث لكي يخرجاه في صحيحيهما ، وكأنما لم ينقل عنهم أي مسألة علمية وشرعية ، إلا ما نقله البخاري ومسلم من أن أخا الرسول الإمام علي وبضعته وفلذة كبده فاطمة الزهراء ( ع ) لم يستيقظا لصلاة الفجر والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا لم يجمع لنا البخاري إلا خطبة جمعة واحدة من كلمات الرسول وهي "خطبة الوداع" رغم أن خطب الرسول في صلاة الجمعة تزيد عن ألف خطبة في حياته؟ هل من المنطق والفكر المستقيم إهمال ذكر ما قاله الرسول في قرابة ألف خطبة جمعة؟ وذكر ـ بدلا منها ـ أحاديث عن حياته الجنسية الخاصة وقدرته على الممارسة الجنسية؟ وهذه فقط بعض الأمثلة من "صحيح البخاري":
فهل يعقل أن يغض البخاري وغيره من رواة الأحاديث عن ألف خطبة جمعة كانت ستوضح الكثير والكثير في فهم الإسلام ويتم جمع الأحاديث المذكورة أعلاه بدلا منها؟
هل هذا شيء منطقي أو يتوافق حتى مع البديهيات؟ مجرد سؤال
فيا ترى هل كان إهمال خطب جمعة رسول الله عبر تاريخه، وذكر مثل هذه الأحاديث محض صدفة أم أنه كان متعمدا لتشويه صورة الرسول والإسلام؟
إن التقليل من الرواية ومنعها وحرق السنن ومحوها ليس من صفات الدعاة إلى الله. فالمفترض بالصحابة إذا كان قد انتدبهم الله لبيان دينه: أن يقوموا بأعباء هذه المهمة خير قيام، خاصة وإن أمامهم عملا شاقا وطويلا, لكننا وجدنا الصحابة قد عملوا ما يؤثر سلبا على الدعوة. إن الله يريد لدينه أن ينتشر في كل مكان، فما معنى امتناع الصحابة عن الرواية إذا كان الله قد اختارهم لتبليغ دينه؟!
أما أن يقلوا الرواية وينهوا عنها ويحرقوا السنن ويحبسوا... فهذا لم يحصل في تاريخ الدعاة إلى الله إن الله لم يبعث أنبياءه (ع) دعاة يحتكرون رسالات ربهم ويكتمون ما أمرهم الله بتبليغه ويحرقون السنن ويمحونها
ولذلك فلابد من التأكيد على أن سيرة الصحابة في تعاملهم مع السنة من حرق ومحو ومنع انتشارها لدليل واضح على أن الله لم يختر الصحابة لبيان دينه ومن الواضح أن الرسول الكريم لم يذهب لرواة الأحاديث ليكلمهم عن قدراته الجنسية الخارقة، فهل كان هؤلاء الرواة يتلصصون عليه ليعرفوا هذه الأشياء؟ أم أنهم كانوا يسألون زوجات النبي عن هذا وأسأل كل من يدافع عن كتاب البخاري أن يسأل نفسه هل كان يقبل أن يروى أحد تفاصيل العلاقة الجنسية الخاصة بين أمه وأبيه كما روى البخاري هذه التفاصيل الجنسية عن الرسول الكريم؟ وأوجه لهؤلاء السؤال بنفس طريقتهم "هل ترضاه لأمك... هل ترضاه لأبيك... هل ترضاه لأختك... أم هل ترضاه لابنتك"؟
|