• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شقشقة .. دمعة في محراب التاريخ :  لك العزاء يا رسول الله!!  .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

شقشقة .. دمعة في محراب التاريخ :  لك العزاء يا رسول الله!! 

 أيُّ عام مضى عليك يا رسول الله وأنت في ذروة الدعوة إلى توحيد الله تعالى ونبذ الشرك والإلحاد!! 

أي عام مضى عليكَ وأنت تجاهد الكفار والمشركين والمنافقين، وتبذل في سبيل ذلك كُلَّ شيء ولا تخشى أحدًا إلا الله!! 
أي عام مضى عليكَ وأنت تنظر إلى ما يصيب أهل بيتك وأصحابك المخلصين الذين آمنوا برسالتك، ولبَّوا دعوتك من أذًى وحصارٍ وتشريدٍ!! 
أيُّ عام مضى عليكَ وأنت تحاط بأنواعٍ من البلاء والمحن .. ويخفف ذلك أنْ ترى في إباء عمِّك "أبي طالب" وهو ينادي: (واللهِ لن يصلوا إليكَ بزعمهم - حتى أُوَسَّد في التراب دفينا) سندًا وركنًا وثيقًا .. بل ترى في بريق عيني زوجك "خديجة" الحنان والأمل والنصر؟!! 
ولكن أي حالٍ غدوت وأنت تفقد الركن الوثيق والحنو والأمل في عام واحد، فما جفَّت منك دمعة على أحدهما حتى اغرورقت عيناك بأضعافها.. 
فكان من وفائك لهما -وأنت سيده- أنْ تسمِّي عام تاريخ المسلمين هذا (عام الحزن) .. 
نعم إنه عام الحزن!! 
وأي حزنٍ عظيمٍ يمرُّ عليك يا رسول الله!! إذ تدفن بيديك الكريمتين مَنْ كان يحامي بنفسه عنك طوال أربعين عامًا بكُلِّ ما أوتي من شجاعة وإباء، ثم تدفن بعده مَنْ سخَّرت مالها وجاهَها ونفسها في سبيل أنْ تنتصر دعوتك إلى الله، وتخفف آلام عداء قومك الأقربين والأبعدين!! 
فلك يا رسول الله العزاء والمواساة والبكاء .. 
وعلى مثلهما فليبكِ الباكون .. ويعلن الحِداد المؤمنون ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192163
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13