متى تكون نهاية الرجل ؟ سؤال قد يبدو غريباً لكنه مهم ، اعتقد ان نهاية الرجل تكون عندما يدخل المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك ،وتلك مداخل حب الشهوات وحب المال والشعور بالعظمة ، وهي بداية سوء الخاتمة .
في الآونة الاخيرة اصبحنا نرى سقوطاً مدوياً لرجال دين ينجرفون نحوا الرذيلة ، فشعرنا بالاحباط وحاولنا قدر الامكان نسيان الذي حصل بل جعلناه امراً شاذا وليس قاعدة ، وحاولنا ايجاد المبررات حتى لا تكون هنالك شائبة قد تؤثر مستقبلاً على سلوك المجتمع ، رغم ان الامر كان فضيع للغاية وهز صورة البعض في اعيننا ، لكن ليس بأيادينا حل غير غض الطرف ومحاولة النسيان ، وخصوصاً نحن نمتاز بحالة تقديس ( الرموز ) مهما كان شأنهم .
بعد تلك الحوادث المقيتة طلت علينا حادثة عميد لاحدى الجامعات وبلا ادنى شك ان منصب العميد يتطلب ان يكون لرمزاً اجتماعياً اكاديمياً ذو اخلاق عالية، حديثي هنا لايخص الدكتور الشاذ بقدر تعلق الامر بتلك الحادثة ، وخوفاً على استمرار هكذا حوادث وخصوصاً ان الشارع العراقي يرى ان الامر نفسه يجري بغالبية الجامعات العراقية ، ويكاد يجزم الناس ان هناك الاف القصص المشابهة التي تحدث تحت اجنحة الظلام ، وان الضحايا كثيرات ، وان صح حدس الشارع فهذه هي كارثة الكوارث ان لم يكن هنالك حل جذري لكبت جماح هؤلاء الوحوش ، فمن غير المنطقي ان تستمر حالة الخلاعة في اقدس حرم تعليمي ، وكيف ستكون هناك ثقة لدى الناس بالسماح لبناتهم من ارتياد الجامعات ؟، الجامعات التي تمارس رموزها الرذيلة تارة بالترغيب واخرى بالترهيب .
مرت حادثة الرمز ( الشيخ ) وبعدها حادثة الرمز ( عميد الجامعة ) وأتتنا الحادثة الثالثة ، اتت مصداق للمثل العراقي الشعبي الذي يقول ؛ (القدر مايركب الا على ثلاث )، حادثة سقوط ثالثة لرموز في المنظومة العسكرية ، وما ابشع سقوط هكذا رموز ، لقد هزت تلك الحادثة الصورة الرائعة التي كنا نراها في قادتنا ، فاليوم نحن نبحث عن مبرر لتلك الافعال ولا نجد اي مبرراً او عذر ، هم يملكون كل شيء ، يملكون المال والجاه والسلطة والمركز ، هم بالفعل رموزاً رائعة للبلد ، فكيف يسقطون هكذا وبكل بساطة في مستنقع الرذيلة المزري ؟، كيف كان هؤلاء يحسبون الامور ؟ الايعلمون ان المجتمع ينظر اليهم نظرة الفخر والاعتزاز والحب ؟، اوليس هؤلاء هم أمن البلد وهم حماة الارض و ( العرض )؟ ، وما هو العذر الذي سيخبرن به اهاليهم قبل ان يخبروا الناس به ؟، والله لا نجد لهم أي عذر او شفاعة .
ثلاث نماذج من رموز المجتمع سقطوا في بحر الرذيلة ليس لهم ولامثالهم من علاج الا اطلاقة في الرأس تنهي مسيرتهم ، وتكون هذه الاطلاقة باياديهم هم انفسهم عسى ان يكفروا عن جرمهم الذي ارتكبوه في حق عوائلهم وحق محبينهم وحق الناس عليهم ، فبئس سوء خاتمتهم التي ختموها بحبهم للشهوات .
|