• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أرقام في القرآن الكريم (ألف) (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

أرقام في القرآن الكريم (ألف) (ح 2)



كل حلقة من هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن ألف في القرآن الكريم "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" ﴿المعارج 4﴾ ألف اسم. مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة: بالنسبة لصعود غير الملائكة. دعا داع من المشركين على نفسه وقومه بنزول العذاب عليهم، وهو واقع بهم يوم القيامة لا محالة، ليس له مانع يمنعه من الله ذي العلو والجلال، تصعد الملائكة وجبريل إليه تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا، وهو على المؤمن مثل صلاة مكتوبة. قوله جل جلاله "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" ﴿القدر 3﴾ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ: خير من عبادة ألف شهر. ليلة القدر ليلة مباركة، فَضْلُها خير من فضل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر. قوله عز وعلا "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ" ﴿البقرة 243﴾ ألوف اسم. ألم تعلم أيها الرسول قصة الذين فرُّوا من أرضهم ومنازلهم، وهم ألوف كثيرة؛ خشية الموت من الطاعون أو القتال، فقال لهم الله: موتوا، فماتوا دفعة واحدة عقوبة على فرارهم من قدر الله، ثم أحياهم الله تعالى بعد مدة؛ ليستوفوا آجالهم، وليتعظوا ويتوبوا؟ إن الله لذو فضل عظيم على الناس بنعمه الكثيرة، ولكن أكثر الناس لا يشكرون فضل الله عليهم. قوله عز وجل "إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ" ﴿آل عمران 124﴾ آلاف اسم. اذكر أيها الرسول ما كان من أمر أصحابك في "بدر" حين شقَّ عليهم أن يأتي مَدَد للمشركين، فأوحينا إليك أن تقول لهم: ألن تكفيكم معونة ربكم بأن يمدكم بثلاثة آلاف من الملائكة مُنْزَلين من السماء إلى أرض المعركة، يثبتونكم، ويقاتلون معكم؟.
يتكرر رقم في عدد من آيات القرآن الكريم و أن وراء ذلك حكمة. من الآيات المباركة "ليال عشر" حيث 10 من ذى الحجة فدى الله تعالى نبيه اسماعيل عليه السلام من الذبح ومصداقها 10 محرم استشهاد الذبيح حفيد اسماعيل الامام الحسين عليهما السلام والذى قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم (حسين منى وانا من حسين). ولا تأتي أحداث الأيام والأرقام الا من منزل القرآن سبحانه وتعالى دليل على صحة هذه الأحداث وعلاقتها مع بعضها البعض.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جل جلاله "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" ﴿القدر 3﴾ والمراد بكونها خيرا من ألف شهر خيريتها منها من حيث فضيلة العبادة على ما فسره المفسرون وهو المناسب لغرض القرآن وعنايته بتقريب الناس إلى الله فإحياؤها بالعبادة خير من عبادة ألف شهر. قال تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ" (العنكبوت 14). ما جاء في أمر الطوفان في أخبار الأمم وأساطيرهم: قال صاحب المنار في تفسيره: قد ورد في تواريخ الأمم القديمة ذكر للطوفان منها الموافق لخبر سفر التكوين إلا قليلا ومنها المخالف له إلا قليلا. وأقرب الروايات إليه رواية الكلدانيين، وهم الذين وقع الطوفان في بلادهم. قوله جل جلاله "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" ﴿الحج 47﴾ رد لاستعجالهم بالعذاب بأن الله يستوي عنده قليل الزمان وكثيره. حكم بتساوي اليوم الواحد والألف سنة عند الله سبحانه فلا يستقل هذا ولا يستكثر ذلك حتى يتأثر من قصر اليوم الواحد وطول الألف سنة فليس يخاف الفوت حتى يعجل لهم العذاب بل هو حليم ذو أناة يمهلهم حتى يستكملوا دركات شقائهم ثم يأخذهم فيما قدر لهم من أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. قوله سبحانه "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ" ﴿الأنفال 9﴾ الاستغاثة طلب الغوث وهو النصرة كما في قوله: "فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ" (القصص 15) والامداد معروف، وقوله: "مردفين" من الارداف وهو ان يجعل الراكب غيره ردفا له، والردف التابع، قال الراغب: الردف التابع، وردف المرأة عجيزتها، والترادف التتابع، والرادف: المتأخر، والمردف المقدم الذي اردف غيره. انتهى. وبهذا المعنى تلائم. الآية ما في قوله تعالى فيما يشير به إلى هذه القصة في سورة آل عمران: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (ال عمران 123-126). فإن تطبيق الآيات من السورتين يوضح ان المراد بنزول الف من الملائكة مردفين نزول الف منهم يستتبعون آخرين فينطبق الألف المردفون على الثلاثة آلاف المنزلين. وبذلك يظهر فساد ما قيل: ان المراد بكون الملائكة مردفين كون الألف متبعين ألفا آخر لان مع كل واحد منهم ردفا له فيكونون الفين، وكذا ما قيل: ان المراد كون بعضهم إثر بعض، وكذا ما قيل: إن المراد مجيئهم على أثر المسلمين بأن يكون مردفين بمعنى رادفين، وكذا ما قيل: إن المراد إردافهم المسلمين بأن يتقدموا عسكر المسلمين فيلقوا في قلوب الذين كفروا الرعب.
جاء في كتاب المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي عن مركز الرسالة عن ولادة الإمام المهدي عليه ‌السلام: هل إنَّ امتداد عمر الانسان مئات السنين ممكن منطقياً، أي ليس مستحيلاً من وجهة نظر عقلية ؟ والجواب: نعم بكل تأكيد، فقضية امتداد العمر فوق الحدّ الطبيعي أضعافاً مضاعفةً ليست في دائرة المستحيل، كما هو واضح بأدنى تأمل. نعم هو ليس مألوفاً ومشاهداً، ولكن هناك حالات، نقلها أهل التواريخ، وتناقلتها بعض النشرات العلمية، تجعل الانسان لا يستغرب ولا ينكر، على أنَّ الغرابة ترتفع تماماً عندما يقرع سمعَ المسلم صوتُ الوحي ومنطوق القرآن في النبي نوح عليه ‌السلام: "وَلَقَدْ أرْسَلْنَا نوُحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَاماً" (العنكبوت 14) ولتقريب مسألة الامكان بهذا المعنى نضربُ مثالاً كالآتي: لو أنَّ أحداً قال لجماعةٍ إني أستطيع أن أعبرَ النهر ماشياً، أو أجتاز النارَ دون أن أُصابَ بسوء، فلا بدَّ أن يستغربوا وينكروا، لكنه لو حقّق ما قاله بالفعل فعبر النهر ماشياً أو اجتاز النار بسلام، فإنَّ انكارهم واستغرابهم سيزول عند ذلك. فلو جاء آخر وقال مثلَ مقالة الأول، فإنَّ درجة الاستغراب ستقلُّ، وهكذا لو جاء ثالث ورابع وخامس، فإنَّ ما وقع منهم من الاستغراب أوّل مرّة سوف لا يبقى على حالته وقوّته في المرة الخامسة، بل يضعف جداً الى أنْ يزول. وهكذا نقول في مسألتنا، فإنَّ القرآن قد أخبر: أن نوحاً عليه ‌السلام لبثَ في قومه ألف سنةٍ إلاّ خمسين عاماً، وهذا غير عمره قبل النبوّة وأن عيسى عليه ‌السلام لم يمت وإنما رفعه الله إليه كما في قوله تعالى: "وَقَوْلِهِمْ إنّا قَتَلْنَا المسيحَ عيسى ابنَ مريمَ رسولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وما صَلَبُوه وَلَكِنْ شُبِّه لَهُمْ وإِنّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فيهِ لَفي شَكٍّ مِنْهُ مَالَهُم بِهِ من عِلْمٍ إلاّ اتباع الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَفَعَهُ اللهُ إليهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكيماً" (النساء 157-158). وأيضاً فقد جاء في روايات الصحيحين (البخاري ومسلم) أنّه سينزل إلى الأرض، وكذلك جاء فيهما أن الدجال موجود حي. لو افترضنا قانون الشيخوخة قانوناً صارماً، وإطالة عمر الانسان أكثر من الحد الطبيعي والمعتاد هو خلاف القوانين الطبيعية التي دلّنا عليها الاستقراء، فالأمرُ بالنسبةِ للمهدي عليه ‌السلام يكون حينئذٍ من قبيل المعجزة، وهي ليست حالة فريدة في التاريخ. ثم إنَّ الأمر بالنسبة للمسلم الذي يستمد عقيدتَه من القرآن الكريم والسُّنة المشرفة ليس منكراً أو مستغرباً، إذ هو يجدُ أن القانون الطبيعي الذي هو أكثر صرامةً قد عُطّلَ، كالذي حَدَثَ بالنسبةِ للنبي إبراهيم عليه ‌السلام عندما أُلقي في النار العظيمة فأنجاه الله تعالى بالمعجزة، كما صرَّح القرآن قائلاً: "قلنا يا نارُ كوني بَرْدَاً وسلاماً على إبراهيم" (الانبياء 69). وهذه المعجزة وأمثالها من معاجز الانبياء، والكرامات التي أختصَّ الله بها أولياءه، قد أصبحت بمفهومها الديني أقرب إلى الفهم بدرجةٍ أكبر بكثير في ضوء المعطيات العلمية الحديثة والانجازات الكبيرة التي حققها العلماء بوسائلهم المادية.
في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: بنو امية حين حكموا طبعا ما عدا عمر بن عبد العزيز منهم. فانهم لعنوا ابا تراب على المنابر في صلوات جمعاتهم طيلة مدة حكمهم وهذا هو احد تفاسير قوله تعالى"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر 3) يعني الف شهر حصلت فيها هذه الجريمة الشنعاء وهو مدة ملك بني امية تقريبا وليس تحقيقا. ومن الملاحظ انهم لم يذكروه بمنقصة بصراحة وليس لهم ان يقولوا ذلك وانما لعنوه فقط حقدا عليه واخذا بمصالحهم الدنيوية الضائعة عنهم مع ولايته واخذا بأحقاد بدر وحنين، كما قال يزيد الاموي: ماذا فال ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل لا هلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل قد قتلنا القرم من اسيادهم وعدلناه ببدر فاعتدل لست من خندف ان لم انتقم من بني احمد ما كان فعل واشياخه حين يقول (ليت اشياخي) هم المشركون الذين قتلهم امير المؤمنين عليه السلام في وقعة بدر الكبرى واحد وامثالها. فهو يقول مثل هذا الكلام الفاسد في حين ان جبرائيل سلام الله عليه يقول: (لا فتى الا علي لا سيف الا ذو الفقار).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192048
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12