لربما هنالك من يجعل من الاتهامات الموجهة الى العراقية يقين من خلال متابعة سير اعمال ومطالبات العراقية وهي في الوقت نفسه تعاني من الانشقاقات ، ففي الوقت الذي اعلن فيه نتائج الانتخابات التشريعية وقبل تحالف القانون مع التيار والمجلس وبقية الكتل كانت العراقية تتحدث من موقع المنتصر في الانتخابات وهذا امر طبيعي فاذا ما طلبت او رفضت يكون ذلك معقول لانها حاصلة على 91 مقعد ، اليوم وبعد الانشقاقات الحاصلة بين صفوفها اضافة الى الارهابيين الذين تم القاء القبض عليهم من المؤكد اصبح عدد المقاعد اقل بكثير من بقية الكتل وهذه القلة لا تمنح العراقية فرض الراي وعرقلة العملية السياسية ولكن بالرغم من ذلك فانها يحسب لها حساب خاص ذات نكهة خاصة ، قد يكون احد الاسباب لان يكون للعراقية ثقلها بعدما اتضح ان نائب رئيس الجمهورية والعضو في العراقية ارهابي من الدرجة الاولى اضافة الى عضو مجلس محافظة بغداد ليث الدليمي مع التزوير في الامتحانات مع ما يحيط المطلك من شبهات منافقي خلق وما على شاكلتها فان مثل هكذا مؤهلات تنبئ بان هنالك عناصر اخرى يتمتعون بنفس المؤهلات ، اضافة الى ذلك دور السعودية وقطر والاردن وتركيا بعد ما تم اختزال دور سوريا بسبب الخلاف بين اللصوص ، قد تكون هذه الاسباب هي التي منحت للعراقية قوة المطالبة .
ولو تابعنا الدعاية الاعلامية لهذه القائمة وطريقة تصريحات رئيس القائمة فانها تدل على اختزال الراي الاخر وتمجيد شخصية القائد ولا يسمح بالنقد والنقاش ، فالمنصة الخاصة بالعراقية التي يقف خلفها الدكتور اياد علاوي للادلاء بخطاباته تجد واجهتها صورة كبيرة له ، وفي احدى لقاءاته مع قناة الاتجاه تهجم بشكل استعلائي مع قذف الكلمات النابية للمذيع الذي كان غير موفق في كيفية طرح الاسئلة فبدلا من ان يحتويه الدكتور علاوي اجابه بقساوة تدل على انه لا يسمح للاخر ان ينتقد اخطاءه .
اليوم نجد ان التحالف الكردستاني يعول كثيرا على العراقية قد يكون التحالف فيما بينهم يجعل عدد المقاعد مؤهل لان يطالبون بعدة مطالب ولكن لماذا العراقية هي الجهة المنشودة لدى برزاني ؟ بالرغم من ان حزب طالباني لا يرتاح ابدا للعراقية ولا للتيار الصدري وقد افصح عن ذلك السيد مراد احد قيادي حزب طالباني .
قد تعلم العراقية ان مسالة سحب الثقة امر ميؤس منه ولكنها استطاعت ان تستخدمه بنجاح للحصول على مكاسب كثيرة منها اعادة ضباط الجيش السابق مع صرف رواتب تقاعدية لهم ولعناصر الاجهزة الامنية في زمن المقبور اضافة الى صرف رواتب بعض الصحوات وباثر رجعي واعتقد ختام المكاسب هو توقيع قانون العفو حتى يسمح للارهابيين ان يشموا نسيم العبث بارواح العراقيين ، اما الاصرار الكردي على سحب الثقة فالمشكلة معروفة انها كركوك والتنقيب عن النفط وهذه المشكلة ستبقى عالقة ، اما المناطق المتنازع عليها لربما قيادة دجلة المستحدثة قد تكون احد الحلول لها . |