• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : براءة ابن العلقمي من تهمة الخيانة في سقوط بغداد على يد المغول .
                          • الكاتب : د . راجي العوادي .

براءة ابن العلقمي من تهمة الخيانة في سقوط بغداد على يد المغول

 البروفسور الدكتور سعد بن حذيفة ألغامدي  
 أستاذ التاريخ الإسلامي ودراساته الشرقية
  جامعة الملك سعود   


تقديم               
راجي العوادي                                  
باحث أكاديمي وكاتب عراقي                             
2013
شهادة منصفة  -1  
ابن العلقمي برئ والذي دفع المغول لاحتلال بغداد هو ابن الدويدار الحنبلي! لا تصدق أكاذيب السلفية وراجع رسالة جامعية سعودية في هذا , اسم الرسالة:( سقوط بغداد ) للدكتور سعد ألغامدي! وهي في السوق بعد أن منعوها مدة ! حتى لا ينكشف أن حنبليا مكان ابن العلقمي ! هذه الشهادة المنصفة التي كان تغريده تلقيتها عبر ال فيسبوك من المفكر الإسلامي السعودي حسن بن فرحان المالكي هي من دعتني للبحث عن هذه الأطروحة ولأقدمها بهذا الشكل المختصر المتواضع .
2 - مدخل الدراسة
الظلم التاريخي الذي لحق بالوزير والفقيه مؤيد الدين والمشهور بال (العلقمي) من أبرز الظلامات التي 
وقعت على شخصية دينية لعبت دورا مهما في أحد المنعطفات والتحولات التاريخية المهمة في تاريخنا العربي والإسلامي وتعتبر جناية المؤرخين الذين وقعوا تحت تأثيرات طائفية وأوامر سلطانية لغياب روح النقد العلمي والبحث الموضوعي في دراسة تاريخنا هي أحد الأسباب التي أحاطت هذه الشخصيات بالالتباس والتقييم المغلوط الذي يصل لحدود الافتراءات والتشويه المتعمد بما أضافه المؤرخون المحدثون على القدماء منهم لنفس هذه المبررات والأسباب المنهجية التي لم تتجاوزها الدراسات التاريخية وظلت أسيرة لفقرها ومنهجها البالي والتحقيق العلمي من الأحداث ومجريات التاريخ وتتلخص التهمة بإلصاق صفة الخيانة والتآمر مع المغول ضد أولياء نعمته ، الخليفة المستنصر وأسرته العباسية السنية المذهب وتسهيل مهمة دخول المغول الى بغداد واستباحتها من قبل جنود هولاكو وتعدى الاتهام لدى بعض المؤرخين الى وضع ((طائفة ابن العلقمي)) برمتها تحت الاتهام الذي لم يستند لدليل أو حجة تاريخية سوى الحقد الطائفي البغيض .
3 - المقدمة
قبل أعوام أطلت علينا عقلية علمية في المملكة العربية السعودية وأقول علمية لأنه استطاع تجاوز الخلفيات التحجرية والمذهبية والقومية الوهمية الضيقة واصدر نتائج بحث علمي رائع والذي بريء فيه ابن العلقمي والشيعة من تهمة تسهيل سقوط بغداد , انه البروفيسور الدكتور سعد بن حذيفة ألغامدي ( أستاذ التاريخ الإسلامي ودراساته الشرقية في جامعة الملك سعود ) لقد اثبت ان تاريخ امتنا مزيف لانه كتب من قبل وعاظ السلاطين ، واعتبر أن ما يتم تدريسه في مناهج الدراسة عار عن الحقيقة ، لأنه لا يستند على مصادر موثّقة ، وإنما مصادر مغرضة وقال إن التذرع باختلاق الفتن الطائفية والمذهبية وتحميل الحاضر وزر الماضين لهو من أكبر الأسباب الداعية لانشغال المسلمين والإنسانية ككل عن خلق الوحدة الوطنية وهذه دعوة إشادة بمثل هذه الأقلام المنصفة كالدكتور ألغامدي لكي يتجاوز المسلمون ، على اختلاف مذاهبهم أسباب الفرقة والتطاحن التي ملّ منها إنسان الحاضر الساعي إلى التقدّم والباحث عن الإنصاف  ولينشغلوا ببناء الحاضر والبحث عن أسباب التآلف والوحدة والتسامح والعمل سوية لدرء المخاطر المحدقة بالإنسانية ككل وطالب الدكتور ألغامدي بأن نقوم نحن ببناء تاريخنا والكتابة عنه ، فنحن الأولى بكتابة التاريخ من غيرنا، مبيّناً أننا لا زلنا في كتب التاريخ نستعين بغيرنا لكتابة تاريخنا , من المفارقة في الآمر أن باحثا ومؤرخا من أهل السنة والجماعة ومن مدينة الرياض ، تقدم ببحثه الموضوعي والعلمي وأنبري للدفاع عن هذه الشخصية المظلومة وأعاد لها الاعتبار وفق رؤية تاريخية معاصرة ومنهجية علمية بلغت أعلى درجات الحياد والنزاهة , ومن هنا تكتسب هذه الدراسة أهميتها لتضع جميع الدراسات التاريخية التي كتبت حول هذا الموضوع الحساس محل شك وتساؤل ، كما تستدعي الشروع بدراسات لها نفس المواصفات العلمية بتصويب وقائع تاريخنا الإسلامي والعربي مما علق بها من تشويهات وتضليل وافتراءات جاءت بعقد طائفية أو قومية ... وتعد هذه الدراسة المنصفة والعلمية هي الأولى من نوعها في الدراسات التاريخية الحديثة ويمكن اعتبارها مقدمة لمشروع علمي في نفض الغبار ومراجعة التشويهات والافتراءات التي لحقت بشخصيات مماثلة لابن العلقمي لنفس المبررات اللاعلمية والطائفية .
4 - من هو ألغامدي؟
 شخصية منفتحة سافر إلى أغلب بلدان أوروبا وأمريكا والمشرق الإسلامي ( الهند وباكستان وإيران وروسيا ) وحكَم أكثر من سبعين كتاباً وبحثاً علمياً وناقش رسائل للماجستير والدكتوراه وأنتج مجموعة من المصنّفات والدراسات منها أوضاع الدول الإسلامية في المشرق الإسلامي ـوتتبع المصادر العلمية التي تحدثت عن تاريخ المغول في العالم بكافة اللغات الحيّة واللغات القديمة كالصينية والمغولية واليابانية والروسية والجرجانية والأرمينية والسريانية واللاتينية إلى جانب لغات تركية وسافر لهذا الغرض إلى مكتبة متحف قصر طوبقابي في اسطنبول والمكتبة الظاهرية بدمشق ودار الكتب بالقاهرة وجامعة انقلاب (الثورة) بطهران ومكتبة مجلس الشورى الوطني الإيراني ومكتبة جامعة طهران ومكتبة إيران الوطنية ومكتبة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن ، وهو أصلا طالب سعودي من مدينة الرياض درس في بريطانيا جامعة اكستر لنيل شهادة الدكتوراه بمدة خمس سنوات سنه منها قضاها في إيران لدراسة الفارسية منح الدرجة العلمية في عام 1400هجرية بعد أربع سنوات أصبح أستاذًا مشاركًا ، وبعد أربع سنوات أخرى تقدم للأستاذية ونالها بعد رجوعه من بريطانيا ال على نفسه أن لا يكون مثل الآخرين ممن سبقه ، وكثير ممن لحق بعده ، بدكتوراه وبأطروحته وعفا عليها الزمن ولم يستفد منها احد. أما هو فقد  ترجم أطروحته إلى اللغة العربية ، حيث استغرق ذلك منه سنة كاملة من العمل المضني بمعدل ست عشرة ساعة يوميا حتى صدرت أطروحته في كتابين بواقع 450 صفحة تقريبًا , عندما كتب رسالة الماجستير عن سقوط العباسيين وجد أن الموضوع شائك وكبير. فاختصره إلى سبعة فصول إلا أن اللجنة العلمية في الجامعة رأت أن الموضوع يستحق أن يكون أطروحة دكتوراه . لذلك لم يكن أمامه إلا أن يتعلم الفارسية لصلتها بموضوع المشرق الإسلامي , طلب منه المشرف حينها أن يذهب إلى مدرسة الدراسات الشرقية في لندن ليدرس الفارسية ، فقال أنني لن أتعلم اللغة إلا بين ظهراني أهلها , ذهب إلى إيران وبقي هناك سنة كاملة يدرس الفارسية ؛ حيث نقلت بعثته الدراسية إلى إيران , كان ذلك في عهد الشاه بجامعة طهران فرع (مامازان) على طريق خراسان بجامعة اسمها جامعة الثورة العسكرية “الثورة ضد الفقر والجهل والمرض في إيران وهو يقول إنني شكرت جامعة طهران ، التي احتضنتني ورحبت بي ودعمتني بجميع الوسائل. كنت في إيران الطالب الوحيد من المملكة وبالرغم من وجود ملحق ثقافي سعودي هناك إلا أنه لم يقدم له شيئا لا هو ولا حتى السفارة فيها , ويقول لأنني من المملكة فقد احترموني كثيرًا ، وهذا ديْدن العامة هناك فهم يحترمون أهل هذه البلاد الطاهرة , وفروا لي سكنًا خاصًا كطالب دراسات عليا , وكنت أستعير من المكتبة ما أشاء وآخذ من المصادر والمراجع ما شئت حتى أتقنت الفارسية , لم يكن من بين مصادر مادتي الأولى مؤلف شيعي بل كان أصحابها شافعية وأحنافا. كتبت رسالتي بالانجليزية ونلت الدرجة بإعجاب لجنة الامتحان التي كان أحد أعضائها من جامعة أكسفورد .  
5 - من هم متهمي ابن العلقمي وما هي دوافعهم ؟                             
يقول الباحث الغامدي : متهموا ابن العلقمي هم : ابو شامة في التراجم وابن الساعي في المختصر واليونيني في ذيل مرآة الزمان وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات والذهبي في تاريخه وغيره كثير كثر 
كل أولئك كتبوا هذه الإشاعة وزاد عليها كلّ مؤرخ ما يحلو له ، واعتمدها المؤرخ ابن العميد المسيحي في مصر الذي لم يشهد الواقعة بل نقلها في كتابه المخطوط أخبار الأيوبيين. ولحق بهؤلاء المستشرقون في ذكر هذه التهمة وعلى رأسهم المؤرخ الجوزجاني في الطبقات كانوا مؤرخين سنيين متطرفين فقد وجهوا اليه تلك التهم بدافع من التعصب المذهبي الذي تمليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملية يكنونها تجاه الوزير الشيعي المذهب. ولهذا لابد من الوقوف موقف الحذر والشك من هذه الروايات التي أوردها أولئك المؤرخون في تقاريرهم التي لا تقوم على أساس علمي دقيق ((كما ان هذه الاتهامات الباطلة لم تأت من مؤرخين عراقيين معاصرين لتلك الأحداث في بغداد بل وردت من مؤرخين خارج الأراضي العراقية كالمؤرخ الفارسي ألجوزجاني الذي كان يعيش في الهند بدلهي في تلك المرحلة التاريخية كما وردت هذه الاتهامات في كتاب ((تراجم رجال القرنين السادس والسابع لابي شامة )) وهو مؤرخ شاب عاش ومات في الشام عام 665هـ وهو أول مؤرخ من اهل السنة يذكر هذه الاتهامات وكان يجهل ما يحصل في البلاط العباسي كما يجهل حقيقة المغول أنفسهم وهذا واضح من خلال المغالطات التي حفلت بها رواياته التاريخية عن تلك الفترة .
وتناقلت هذه الاتهامات والأكاذيب من مؤرخ لآخر دون تدقيق أو تمحيص أو مقارنة بل أضيف لها من كل مؤرخ زيادات وإضافات من عنده لإلقاء عود الثقاب لتأجيج نار الفتنة الطائفية ممالاة للسلاطين او إشباع لهوس طائفي .
وبهذه الآلية المجحفة اكتسبت هذه القصة المفبركة مادة تاريخية منقولة عن طريق هذا الصنف من المؤرخين الذين لم يشهدوا قسما كبيرا من أحداثها فاتخذت شكل الحقيقة التاريخية التي لا تقبل المراجعة 
او النقد ، ابن الأثير، حيث عاصر اجتياح جنكيز خان للمشرق الإسلامي رغم أنه كذلك فقد كتب عنهم وصوّرهم لنا بشكل غير معقول. هل يعقل أن رجلًا مغوليًا واحدًا يدخل قرية ويجمع أهلها ثم يقول لهم انتظروا هنا حتى أذهب وأحضر سيفي وآتي لأقتلكم ويفعل ذلك ؟ هل نصدق رواية كهذه ؟ ويذكر أيضا 
أن المغول ربطوا خيولهم في الجوامع، بمدينتي بخارى وسمرقند وأنهم قدموا القرآن علفًا لدوابهم ؟ هذا خطأ فاحش ارتكبه ابن الأثير في الترهات التي كان يسمعها عن المغول وخلط خلطا كثيرًا. كان يدون معلوماته في الموصل عن أحداث ما وراء نهر جيحون. والمسافة معروفة بينهما. فقد يأخذ عن تاجر ليس همه إلا تجارته وأكثر اهتمامه نقل الأخبار والشائعات. كما وجدت ابن كثير “شاميًا” زمانًا ومكانًا. وفوق ذلك كله غير معاصرٍ؛ فقد توفى سنة 774هـ أو نحوها ، أي أن هناك قرابة قرن ونصف القرن على سقوط الدولة العباسية على أيدي المغول. هو نقال فعلًا، حيث وجدته ينقل في التاريخ عن ابن الأثير. حتى دون أن يشير إليه كمصدر له ، مع الأسف. وليس هذا فقط بل وجدت الناس يرجعون في تفسير القرآن الكريم إلى تفسير ابن كثير وهو مأخوذ عن تفسير أبي جعفر الطبري ، الذي يعتبر أعظم تفسير للقرآن الكريم ؛ ولهذا فهو ينقل عن الطبري في تفسيره وعن ابن الأثير في تاريخه. ابن كثير نقَّال!.
أن الاستسلام لدولة المغول في هذا التاريخ في غاية الأهمية لأنه تم في زمن سيطرة الأتراك على مقاليد الحكم في بغداد. فجاء مؤرخو الأتراك المماليك في مصر والشام واتهموا الشيعة وابن العلقمي ليبرؤوا إخوانهم الأتراك، بقيادة شرف الدين إقبال ألشرابي، وأيبك الدواتا دار. لقد وصل المغول إلى نهر دجلة وهم يطاردون السلطان محمد خوارزم شاه وحاصروه وشتتوا شمله واحتلوا أرضه ، فامتدت إمبراطوريتهم في عام 619هـ إلى نهر دجلة وأصبحوا جيرانا لبقية الحكام المسلمين في المنطقة .
6 - شخصية جنكيزخان وسلوكه
كان جنكيز خان ذو أفق واسع اتسع لكل الأديان والمذاهب. لم يكن يميز دينًا على دين ولا مذهبًا على آخر. كرَّم العلماء وأصحاب الأديان والمذاهب المعروفة في ذلك الوقت ونادى بحرية الأديان ودعا إلى حوار الحضارات ، هكذا كان أبناؤه وأحفاده ولكننا تعلمنا في التاريخ أن جنكيز خان والمغول لم يكن هدفهم الإصلاح وإنما تدمير الشعوب وقتل الناس واجتياح الأراضي وحرق أخضرها ويابسها؟ لا أعرف أن جنكيز خان قتل رجلًا من قومه كما فعل محمد الخوارزمي الذي كان يمتلك إمبراطورية في المشرق الإسلامي من نهر سيحون في الشرق إلى نهر دجلة وكان مستبدًا ويبني السجون تلو السجون لمن يعارضونه ثم يقتلهم أما جنكيز خان فمثله مثل المسلمين عندما يدخل إلى أي مدينة يقول سلموا لنا تسلموا وأعلنوا لنا ولاءكم ولا شيء غير ذلك. لذلك لا يجب أن يخرج المغول عن إطارهم لا زمانا ولا مكانا ولا أفعالا , المغول يؤمنون برب واحد (تنكري) يتربع على عرشه فوق السماء الزرقاء فهو الذي خلق كل شيء وإليه مصير كل شيء وهو منزل الغيث ومبعث الناس , أعود وأقول إن جنكيز خان جمع -لنقاش الأديان- العلماء وأصحاب الديانات من المسلمين والبوذيين والزرادشتيين والنصارى واليهود ، في خيمة واحدة . كان يجلس يستمع لمداولاتهم حيث يترجم له ذلك. بعد النقاش الطويل يخرجون من عنده معززين مكرمين. فيخرج المسلم ليقول الحمد لله أصبح جنكيز خان مسلمًا والنصراني يقول أصبح نصرانيًا وهكذا. كان يشبه الأديان بأصابع اليد الواحدة مصدرها واحد. كلها ترجع إلى عبادة الرب والدعوة إلى الحسنى ونبذ العنف والاستبداد والظلم والقتل بدون وجه حق ، وخاصة من أصحاب السلطة وصولجانه .
 لقد قدم جنكيز خان إلى أراضي المسلمين بدعوة من المسلمين المظلومين من السلطان محمد خوارزم شاه ومن كو تشلوك النيماني” ثم للانتقام لمقتل تجاره وسلب تجارتهم ولمقتل سفرائه ولغدر السلطان محمد خوارزم شاه به لم يحرق ولا كتاب واحد. أن المغول كانوا يقدسون العالم والقاضي والزاهد حتى حفار القبور والقائمون على المساجد والأديرة والكنائس يقولون عنهم إنهم يخدمون ربهم في هذه الأعمال. كان في جيش هولاكو العالم المؤرخ علاء الدين عطا ملك الجويني. علاء الدين هذا صاحب كتاب فاتح العالم. ما دون في التاريخ الشامي والمصري عن المغول لا صحة له على الإطلاق. إذ ما يقوله المؤرخون عن الكتب وإحراقها غير صحيح، وهي موجودة الآن في روسيا وأوروبا وأمريكا. أما ما حدث بعد اجتياح بغداد حاليًا على أيدي قوى الإنجلوساكسون، فقد سرقوا كل شيء حتى معدات المستشفيات سرقوها. روسيا اجتاحت شرق العالم الإسلامي وبسطت نفوذها على ما يسمى اليوم بدول وسط آسيا الإسلامية. ثم جاء البريطانيون والأسبان والفرنسيون والايطاليون ونهبوا مكتباتنا في العالمين العربي والإسلامي. العراقيون اليوم يطالبون قادة القوى المعتدية عليهم باسترجاع ما سرقوه .
7 - ما يحدث الآن هو شبيه بما حدث البارحة؟ 
يقول الغامدي : عندما أصبح بيننا وبين خاتمي علاقات دافئة انزعجت أمريكا, فكانوا حريصين على ألا يكون بيننا وإيران ود أو علاقة حميمة , ولا بيننا واليمن ولا بقية جيران بلادنا. لقد توقعت حرب اليمن هذه قبل وقوعها منذ عشرين سنة في كتابي “الجريمة الكبرى”. كما توقعت أن يقيم الأنجلوساكسون حربا بين السنة والشيعة لا يريدون أن نكون على وئام مع أحد من دول الجوار. لقد زودوا صدام بالأسلحة الكيمائية وشاهدوا بأم أعينهم كيف أباد صدام الأكراد وفعل أفاعيله بجنوب العراق وسكانه وكيف اجتاح الكويت. ضميرهم الإنساني المزعوم كان في ثلاجة تبلغ درجة حرارتها 300 درجة تحت الصفر. هنا يُسأل أمريكي من المجلس ماذا ستفعلون لو اجتاح صدام الكويت ؟ قال نائب خارجيتها: ليس بيننا وبين الكويت معاهدة دفاع مشترك ، يعني يا صدام اجتح الكويت , أقول هذا بناء على ما ورد في شريط أمريكي مسجل أحتفظ بنسخة منه وأثبته في كتابي “الجريمة الكبرى”. إضافة إلى ذلك فإن السيدة غلاسبي سفيرة بوش ببغداد تقول: الرئيس بوش يمتدح صداما ويحمد له تطور العراق ونموه وتقدمه ويتمنى اليوم الذي يزور فيه العراق أو يزور صدام واشنطن ، في إشارة لصدام بأن يأخذ الكويت. لقد جعلوا من صدام بعبعًا يهدد المنطقة وحكامها وجعلوه الأقوى على العرب لينالوا ما خطط له مؤرخوهم ومستشرقوهم منذ مئات السنين ونجحوا في ذلك وابتلع صدام الطعم .
8 - نتائج الدراسة
تظهر هذه الدراسة ان حقائق التاريخ الناصعة ستظهر يوما مهما كانت محاولات حجبها قوية ، وتظهر حالما تتوافر النوايا الطيبة والمخلصة والمؤهلات العلمية الموضوعية التي ترتقي على العقد المذهبية المقيتة وتتجاوز اطر التاريخ التقليدية فان التاريخ يسير بالمسار الحقيقي بعيدا عن الزيف والافتراءات الباطلة ويمكن اعتبار هذه الدراسة أيضا نوعا من دراسات المقارنة بين المذاهب او المقاربات التاريخية المطلوبة في زمننا الذي شهد حقبة مأساوية من الاقتتال والحروب والنزاعات التي مصدرها الهويات والقراءة المشوهة لرموز هذه الطوائف والقوميات ، ويمكن ان تكون مثل هذه الدراسات وتعميمها مدخلا لوحدة وطنية او دينية وفق أسس موضوعية تدعمها الحقيقة التاريخية الموضوعية لكتاب منصفين أمثال الدكتور والمؤرخ ألغامدي وتوصله لنتائج باهرة نسف من خلالها ما أثير من خيانات وهمية لا أساس لها من الصحة اتخذت أساساً للتشنيع دونما دليل علمي ملموس. "حيث تساءل ألغامدي : هل كان هولاكو محتاجاً لمساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدّت إلى سقوط بغداد؟!
 في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد ، شيعياً كان أم سنياً، لذلك فإننا نجد كما يظهر لنا أنه من غير المحتمل ، إن لم يكن من المستحيل ، أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أيّ دور فعّال ، سواء من داخل أم من خارج بغداد ، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية بغداد وخلافتها السنية"! ولم تثبت تلك المصادر أن المسلمين من الشيعة الساكنين في حي الكرخ داخل بغداد لم يشاركوا في الدفاع عن بغداد أبان الحصار المغولي لهذه المدينة أو أنهم أبدوا تحفظاً أو عدم تحمّس في قتال المغول "ثم يردف الدكتور الغامدي قائلاً مع أنهم كانوا ممتعضين من حكومتهم وجيشها المكوّن من مماليكها الذين يقوم بإدارة شؤونه وقيادته مملوك تركي الداودار الصغير الذي هاجم أحياءهم السكنية فسلبها المماليك وقتلوا أهلها وهتكوا أعراض النساء قبل أقلّ من سنتين من الغزو كل ذلك بأوامر من قائدهم أيبك الداودار". تلك التهم التي وجهها لهم أخوانهم المسلمون من أتباع المذهب السني وجدت لها صدى في كتبهم التاريخية على وجه الخصوص، ويدلل المؤلف على بطلان هذه الأقوال بأنه لو كان الشيعة أعواناً للمغول إذاً "لماذا أقدم المغول على اقتحام جميع الأحياء السكنية لإتباع المذهب الشيعي في داخل بغداد وما تلاه من أعمال بشعة ارتكبها الغزاة المغول بحقهم وبهذه الطريقة ذبح أهلها دون تمييز بنفس الطريقة التي عومل بها بقية المسلمين داخل تلك المدينة المنكوبة" ثم يناقش الدكتور بحسب ما توصل إليه من خلال دراسة المصادر والوثائق التاريخية جوهر التهمة وتحديداً فيما ينسب للوزير الشيعي المذهب مؤيد الدين محمد بن العلقمي فيقول : والكلام للمؤلف هو أن هذه الاتهامات ضد ابن العلقمي وما لصق به من أمور الغدر والتشنيع به ما هي إلا نتيجة لذلك العداء المستحكم الذي كان يسود العلاقات بين هذا الوزير والداودار الصغير، وأنها لم تكن إلا اتهامات مضادة قام بتوجيهها الأخير ضد خصمه الوزير، والسبب في ذلك هو أن ابن العلقمي والداودار الصغير كانا متنافسين كما ان الأول قد سبق واتهم الأخير بأنه كان يخطط للثورة ضد الخليفة المستعصم للإطاحة به ومن ثم تنصيب ابنه الأكبر أبو العباس في مكانه على كرسي الخلافة" وهذا ما أضافه المؤرخون وزادوه نتيجة الروح الطائفية المستحكمة. اتهامات مضادة قام بتوجيهها الأخير ضد خصمه الوزير. النقطة الأخرى التي يناقشها الدكتور الغامدي هي الاتهام بأن الوزير ابن العلقمي حمل مسؤولية ووزر تسريح مئة وعشرين ألف جندي من جيش الخلافة من الخدمة العسكرية كما أشيع لدى المؤرخين بأن الوزير استطاع إقناع المستعصم بزوال خطر المغول. التهمة الثالثة التي توجّه لابن العلقمي هي أنه عندما أراد حسام الدين بن عكا الثورة ضد المغول وشى ابن العلقمي به إلى المغول ويقول المؤلف: يظهر لنا بجلاء واضح من الروايات التي أوردت لنا الكيفية التي تمّت بموجبها المراسلات المزعومة بين الوزير ابن العلقمي والمغول ممثلين بقائد حملتهم هولاكو خان أن هذه المسألة هي إلى الأسطورة المختلفة أقرب منها إلى الحقيقة والواقع. ويثبت الدكتور الغامدي من خلال تناقض الروايات، سواء التي ذكرت أنه حلق رأس جندي وكتب على رأسه الرسالة بالصبغ ثم انتظر حتى يكبر شعره وأرسله لهولاكو، أو التي ذكرت ان هولاكو انتحل شخصية تاجر وأتى إلى بغداد دون أن يقبض عليه أحد. ويمكن إثبات ذلك من خلال أن أغلب المراجع التي تقدح في الوزير ابن العلقمي بدافع طائفي , ويثبت المؤلف حجم التناقض في الروايات التي أشار فيها ابن العلقمي على الخليفة بوجوب تلطيف الأجواء مع هولاكو لكي يأمن شره، ومن ذلك ما أورده رشيد الدين في جامع التواريخ ج2 في معرض دفاعه عن الوزير العلقمي فمرّة يذكر ان الوزير خاطب الخليفة في رده عليه قائلاً: هولاكو انتحل شخصية تاجر وأتى إلى بغداد يظنون أن الأمر سهل، وإنما هو السيف حدثت للقاء مضاربه، وقوله أثناء حصار بغداد: لحية الوزير طويلة أو لحيتنا طويلة لكون الخليفة لم يرسل الهدايا لاسترضاء المغول، رغم أن هذا الرأي ذهب إليه الخليفة نفسه وشرع في تنفيذه لولا معارضة الداودار الصغير. التهمة الرابعة لابن العلقمي انه المسؤول عن غرق جيش الخليفة حينما خرج لمقابلة المغول في معركة الأنبار حيث اتهم ابن العلقمي بأنه أرسل أصحابه لتكسير السدود والحواجز المائية وكذلك اتهم بأنه حثّ الخليفة على إعدام الخليفة المستعصم. وبالنسبة لاتهام ابن العلقمي فلا يمكن لأي شخص أن يكون عادلاً أو منصفاً في حكمه ما لم يكن ذلك المرء على علم تام بعدة حقائق ومن هذه الحقائق ما يتعلق بالعوامل الخارجية ، وأعني بذلك حقيقة المغول وسياستهم تجاه الشعوب ثم نظرتهم العامة للعالم وبتاريخهم وفتوحاتهم ثم على علم ولو كان بسيطاً عن كيفية تعاملهم مع الآخرين ومن هذه الحقائق (أعني الوزير) شخصية الوزير ذاته ثم علاقته بسيده والأسرة التي يخدمها ثم علاقته مع زملائه ومنافسيه ثم مدى فعالية وإمكانية الوزير لو قلنا بقول المتهمين في نجاح حملة هولاكو تلك ، أما أن يصدر المرء حكمه لمجرد قراءة قرأها في مصدر تاريخي معيّن ذي ميول واتجاهات تمليها أهداف أو مذاهب معينة دون تمحيص أو تدقيق أو أخذ الرواية على علاّتها فالإجابة على هذا خارجة عن نطاق البحث العلمي. والذي نراه صحيحاً في هذا الشأن كما يبدو لنا ـ هو أن المؤرخين الذين اتهموا الوزير ابن العلقمي وعلى رأسهم الجوزجاني كانوا مؤرخين متطرفين ، فقد وجهوا عليه تلك التهم بدافع التعصب المذهبي تمليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملية يكنونها تجاه هذا الوزير المسلم ، الشيعي المذهب. لهذا يقف المرء عند روايات من هذا القبيل موقف الشك هذا إذا لم يرفضها رفضاً قاطعاً ، وإن ما أورده أولئك المؤرخون في تقاريرهم حول هذا الشأن لا يقوم على أساس علمي دقيق ومحقق......... مؤيدات أخرى 
1ـ امتداح المؤرخ السني ابن الجوزي الوزير ابن العلقمي الشيعي بوصفه رجلاً ورعاً تقياً مستقيماً وأنه    قارئ لكتاب الله "سبط ابن الجوزي , مرآة الزمان ج2                                                 
2 ـ يبدو انه من غير المحتمل إن لم يكن من المستحيل أن يذهب الوزير إلى ذلك الحدّ من التطرف لأن                         المغول سيقضون على الخليفة وعلى كل المنافسين بمن فيهم الوزير على حد سواء .         
3 ـ ما ورد لدى المؤرخين، لم يكن من مؤرخين عراقيين معاصرين .
 4 ـ حملة المغول العسكرية كانت مقرّرة على بغداد كما هي على كلّ العالم سواء افترضنا التنسيق                 المسبق للوزير أم لم نفترض .
 5 ـ لم يفرّق المغول في التنكيل بين السنة والشيعة أثناء الهجوم على بغداد فقد قتلوا الجميع ونكلوا بهم .
 6 ـ كان الوزير على ثقة ويقين بعدم مقدرة الخلافة العباسية على القيام بأي دفاع عن أيّ قوة مهاجمة    فما بالكم بقوة عملاقة لم تكن بحاجة لأكثر من خمس سنوات لتحطيم الصين ،  فما بالنا بـ 38 عاماً كانت   فيها المناوشات تتجدد على بغداد ، ولا ضير في أن يكون لابن العلقمي رأي في ضرورة تهدئة قواعد اللعبة مع المغول لكي بأمن شرهم وهذا لا يعني الخيانة البتة .
 7 ـ طلب هولاكو بعد وصوله لمنطقة همدان مقابلة الخليفة المستعصم أو أي من وزرائه ، ولم يكن هولاكو يفرّق بين الوزير الشيعي أو السني ، وذات المستعصم توسّل لابن العلقمي ان يخرج إلى هولاكو ليعرف مطالبه فقبل ابن العلقمي ولم يقبل الداودار وسليمان شاه بل عاندا ولم يستجيبا لرأي الخليفة لعله يخفف من تطرّف هولاكو ويرحم سكان بغداد .
 8 ـ الوزير ابن العلقمي خدم الدولة العباسية ثلث قرن وأخلص في خدمتها (626 - 642هـ) وخلال هذه الفترة لم يتعرّض ابن العلقمي لأي اتهام البتة . 
9 ـ ثم أن تهديد المغول لم يكن بالشيء الجديد فقد تعرّضت بغداد لتهديد سابق أيام الإطاحة بالسلطان محمد خوارزم شاه ثم مجيء جلال الدين خوارزم الذي حال دون تقدّم المغول سنة (629هـ) ثم فترة حكم المستنصر، وهنا ما معنى اتهام الوزير في هذه الفترة بالذات؟ لماذا لم يقم الوزير خلال كل تلك الحقب بالتعاون مع المغول. ويخلص المؤلف إلى نتيجة مفادها أنّه على المرء قبل أن يصدر حكمه في مسألة مثل هذه أن يأخذ في الحسبان اعتبارات عدة : 

1 ـ دراسة الأساس الذي بنيت عليه هذه المسألة 
2 ـ التحرّي عن القائل (عن ميوله الكتابية والمذهبية)
3 ـ الشخصية التي يُعالج أمرها 
4 ـ دراسة الأوضاع الداخلية والخارجية وحيثيات الموضوع من جميع جوانبه
9 - مسك الختام 
يقول الباحث : ان قاعدتي الأولى لمصادر موضوع رسالتي ومادتها العلمية تحري المصدر المعاصر زمانًا شرط أن يكون قد عايش الأحداث في مكانها. ثانيًا أن تكون عقيدته غير قابلة للطعن فيها ، وألا يكون صاحب ميول أو أهواء بقدر الإمكان ، وألا يؤرخ لخصومه أو خصوم سلطانه الذي يعيش في أرضه وتحت كنفه إن التذرّع باختلاق الفتن الطائفية والمذهبية . ان تحميل الحاضر وزر الماضين لهو من أكبر الأسباب الداعية لانشغال المسلمين والإنسانية ككل عن خلق الوحدة الوطنية وهذه دعوة إشادة بمثل هذه الأقلام المنصفة كالدكتور الغامدي لكي يتجاوز المسلمون على اختلاف مذاهبهم أسباب الفرقة والتطاحن التي ملّ منها إنسان الحاضر الساعي إلى التقدم والباحث عن الإنصاف وينشغلوا ببناء الحاضر والبحث عن أسباب التآلف والوحدة والتسامح والعمل سوية لدرء المخاطر المحدقة بالإنسانية ككل .
ان ضمن المعايير الموضوعية والأنصاف لابد من القول ان الوزير والفقيه مؤيد الدين العلقمي نال أعجاب الغالبية العظمى من المؤرخين السنة ((الذين اتهموه)) وذلك لرجاحة عقله وفصاحة بيانه وثقافته الواسعة ووصفوه بانه لم يكن له مثيل في قول الشعر والنثر كما أشادوا بمقدراته الإدارية وكرمه وفضله وعلمه وحلمه، ومن هؤلاء المؤرخين سبط بن الجوزي الذي يعتبر معاصرا للغزو المغولي حيث توفى في بغداد654هـ كما أن ابن العلقمي حسب ما قررته كتب التاريخ خدم الدولة العباسية قرابة ثلث قرن من الزمان من عام 626هـ كواحد من كبار موظفي الدولة حتى وصوله لمنصب الوزارة عام 642هـ وظل في منصبه هذا قرابة 15 عاما حتى سقوط بغداد وظل خلال هذه الفترة دون ان نعثر في المراجع السنية والشيعية ما يثبت اتهامه بالخيانة العظمى او التقصير او التقاعس عن أداء مهماته الرسمية والدينية , وختم الغامدي بقوله أن ما قيل عن أن بغداد سقطت عام 656 هـ عار عن الصحة وأن التاريخ الحقيقي لسقوطها لأول مرة كان عام 636هـ على يد المغول عندما تقاعس بنو العباس عن الجهاد، وأقسم الدكتور الغامدي أن المغول لم يحرقوا كتاباً واحداً من كتب بغداد عند سقوطها أو يُغرقوا شيئا منها، وأن ما ذُكر حول ذلك هو افتراء وتزوير للحقائق ، وإن جميع الكتب موجودة الآن في مكتبة بننغراد في روسيا 
 ومؤكداً في الوقت نفسه أن 85% من جيش المغول كانوا من المسلمين وأن هولاكو لم يُقتل في تلك المعارك كما نقلت لنا كتب التاريخ ، وأن جنكيز خان ورفاقه كانوا شغوفين بالعلم. وقال الدكتور الغامدي: أود أن أقارن أخلاقيات المغول قبل أكثر من 800 عام بأخلاقيات حكومتي واشنطن وتل أبيب ودول حلف شمال الأطلسي في حروبهم ضد المسلمين منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن، ثم نصدر حكمنا على المغول، فهل كان المغول مثل أصحاب هيورشيما ونكازاكي وأبطالهما ومرتكبي المذابح في فيتنام وأفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين ومجرمي حروبها ؟.لكن هذه الدراسة العلمية  أثارت غضب المتشددين والتكفيريين لاسيما بعد ان قال الغامدي يجب ان تعتذر للشيعة عن هذا الاتهام وسيطرد الغامدي قائلا حصلت على معلومات عرفت منها أنه قد طُلِب سحب الكتاب أينما وجد ومصادرته وتجميعه وحرقه بعد ان قام بعض المغرضين بالوشاية على الكتاب لدى الشيخ عبد العزيز بن باز بأن الكتاب يمجّد الشيعة فما كان من الشيخ بن باز – على حد تعبير الغامدي إلا ان طلب من وزير الإعلام سحب الكتاب من الأسواق وإحراقه. حقيقة لم أخسر فقط بفقدانه شيئًا ماديًا ، ولكن طلاب العلم والمثقفين خسروا - في نظري- مادة علمية لا تعوضها ملايين الريالات. رغم أن الكتاب ترجم لعدة لغات كالفارسية والتركية وطُلِبت مني نسخه في جميع أرجاء العالم العربي والإسلام ,قابلت الشيخ ابن باز بعد خمس سنوات من حرق الكتاب وكانت كأنها خمسمائة عام وكتبت له ردًا موثقًا على كل نقطة جاءت في المآخذ المكذوبة على مصنفي من أسباب منع هذا الكتاب منها اتهامي بأنني أشكك في العلماء الذين نقلوا لنا السنة. وأنني أمدح جامعة الثورة العسكرية ، لمجرد اسمها لجهل من كذب علي بأنها ثورة ، بينما تعني في الحقيقة ثورة ضد الفقر والجهل والمرض في إيران ، وكذلك المكاتب التي أعانتني في البحث ومنها مكتبة مجلس الشورى الوطني الإيراني وجامعة طهران ومكتباتها. أنا شكرت من قدم لي خدمة ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
 قدموا لي معروفًا بفتح مكتباتهم وجامعاتهم ومخازن مخطوطاتهم . اتهمت بالتشكيك في “ابن كثير مع أنني لم أشكك فيه بل قلت ما قاله عنه السبكي في طبقات الشافعية. قال بأنه “نقال” ويجب عدم الأخذ برأيه. 
لم أنقل إلا قول السبكي فيه ، وعن الذهبي وعن أبي شامة الذي قيل إن سبب قتله “بذاءة لسانه” فأنا لم آت بشيء من عند نفسي . بقيت في انتظار رد الشيخ... وفي عام 1420هـ أبلغت شفاهة أنه قد تمت إجازته فأعطيته لدار نشر فعرضته على وزارة الإعلام فأجازته . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192011
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12