• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مجلس حسيني ولاية عهد الامام الرضا والصراع الدموي .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

مجلس حسيني ولاية عهد الامام الرضا والصراع الدموي

 تَجاوَبنَ بِالإِرنانِ وَالزَّفَراتِ //////////// نَوائِحُ عُجمِ اللَّفظِ وَالنَّطِقاتِ

وإذْ كلَّ يومٍ لي بلحظيَ نشوةُ ///// ///یبیت بها قلبی علی نشواتِ

سوى حبِّ أبناءِ النبيِّ ورهطهِ//// /وبغضِ بني الزرقاءِ والعبلاتِ

هُمُ نَقَضُوا عَهْدَ الكِتابِ وفَرْضَه ///// وحُلْمٌ بِلاَ شُورَى، بِغَيرِ هُدَاة ِ

وَمَا سهَّلَتْ تلكَ المذاهبَ فِيهمُ /////على الناس إلاّ بيعة   الفلتاتِ

وما نالَ أصحابُ السقيفة جهرة ////بدعوى تراثٍ، بل بأمرِ تراتِ

فإِنْ جَحدُوا كانَ الْغَدِيرُ شهيدَهُ //////وبدرٌ وأحدٌ شامخُ الهضباتِ

وآيٌ مِن الْقُرآنِ تُتْلَى بِفضلهِ /////  وإيثاره بالقوتِ في اللزباتِ

نجيٌ لجبريلَ الأمين وأنتمُ  //////عكوفٌ على العزي معاً ومناةِ

بَكَيتُ لِرَسمِ الدارِ مِن عَرَفاتِ//وَأَذرَيتُ دَمَعَ العَينِ في الوَجَناتِ

وبان عُرَى صَبْرِي وَهَاجَتْ صَبابَتي //رسومُ ديارٍ قد عفتْ وعراتِ

مَدَارسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِن تلاوةٍ///  ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرصاتِ

لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنى///وبالرُّكنِ والتَّعَريفِ والْجَمَرَاتِ

دِيارُ عليِّ والحُسَيْنِ وجَعفَرٍ //// وحَمزةَ والسجَّادِ ذِي الثَّفِناتِ

ديارٌ لعبدِ اللّهِ والْفَضْلِ صَنوِهِ//////نجيَّ رسول اللهِ في الخلواتِ

 

**** المعروف ان الامام الرضا {ع} بويع بولاية العهد للمامون العباسي يوم السابع من شهر رمضان عام 201 هــ . وحين أطلّ الأول من ايام عيد الفطر طلب المأمون من الإمام الرضا أن يصلّي صلاة العيد. فامتنع، وقال: قد علمت بما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر، فاعفني من الصلاة، فقال المأمون: إنما أريد بذلك أن يعرفك الناس، ويشتهر فضلك، وترددت الرسل بينهم. فلما ألح المأمون عليه قال: إن أعفيتني كان أحب إلي واليك. وإن أبيت فإني أخرج كما كان يخرج النبي ﷺ وعلي{ع} ، فقال المأمون: اخرج كيف شئت. ثم اصدر المامون امرا للقادة والجند والناس يحضروا عند باب الامام (. فقعد الناس بباب الامام  في الطرقات والسطوح، واجتمعت النساء والصبيان ينتظرون خروجه، وصار القادة والجند إلى بابه، وقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس، فاغتسل، ولبس ثيابه، وتعمم بعمامة بيضاء، وألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه، ومس طيباً، وأخذ عكازاً وقال لمواليه: افعلوا كما فعلت.

فخرجوا بين يديه وهو حاف وقد شمّر سراويله إلى نصف الساقين. فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء، وكبّر، وكبّر مواليه معه، ثم مشى حتى وقف على الباب. فلما رآه القواد والجند على تلك الصورة نزلوا من دوابهم  إلى الأرض وتحفى معه القادة والناس .. ثم ان الامام كبّر وكبر الناس معه، فخيّل إلينا أن السماء والحيطان تجاوبه. وارتفع البكاء من الناس حين راوا اول مرة تلك الصورة الروحانية والتوجه للصلاة .وبلغ المأمون ذلك، فقال له الفضل: إن بلغ الرضا المصلى على هذا الحال افتتن به الناس، وخفنا على دمائنا! فبعث إليه المأمون: قد كلفناك شططاً وأتعبناك، ولا نحب أن تلحقك مشقة، فارجع، وليصل بالناس من كان يصلي بهم. فدعا بخفّه فلبسه، وركب، ورجع الى داره .اذن لماذا قام المأمون بهذه المخاطرة السياسية ان جعل الامام الرضا الذي ينتسب الى بيت لهم عليهم حسد وغيلة واباءه قتلوا اباءه ..؟

÷÷ قبل الحديث عن الدوافع والأسباب لولاية العهد نرى أنه لا بد من المرور ولو سريعاً على الماضي الأسود للخلافة العباسية التي سبقت عهد المأمون وكيفية وصول المأمون للسلطة وما واجهه من التحديات التي كادت أن تزيل خلافته لولا دهائه ومكره وغدره... من المعروف إن العباسيين وصلوا إلى الخلافة عن طريق الدعوة لأهل البيت (ع) والبيعة تحت شعار (الرضا لآل محمد)، واستغلوا تعاطف الناس مع مظلومية الأئمة المعصومين (ع) من قبل الأمويين وخاصة واقعة الطف وغيرها من المجازر التي ارتكبها الأمويون بحق العلويين ،وبايع (السفاح والمنصور)، محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى، ثلاث مرات، مرة بالإبواء وأخرى بالمدينة والثالثة بمكة، في جملة من بايعوه، ولولا اعطاء دعوتهم صبغة الثأر لأهل البيت والقيام لهم لما قامت للعباسيين قائمة.

لما آلت الخلافة الى السفاح (ابو العباس)، عمل ما بوسعه على استبعاد العلويين من كونهم هم(أهل البيت)وهم (العترة)، ولصق هذه الصفة بالعباسيين وسخّر لدعايته الولاة والشعراء وغيرهم، ولم تفارق هذه السياسة الخلفاء الذين جاؤوا بعده، بل تعددت انشطتها وكثر محرفو الآيات من وعاظ السلاطين وزيفوا الحقائق من المؤرخين والشعراء وغيرهم.

هذه السياسة لم تكن جديدة في تاريخ الاسلام، فقد سبقهم الأمويون عندما حضر عشرة من علماء الشام وحلفوا للسفاح انهم ما كانوا يعرفون أهل بيت للنبي (ص) غير بني أمية!!..ولازال هذا الأمر مستمراً حتى الآن لا زال أحفاد الطلقاء يبذلون جهودهم يحاولون بكل ما بوسعهم تزييف الحقائق لإبعاد أقرب الناس إلى الرسول الأكرم (ص)، وإلصاق البعيد به، وهذا الحديث يجرنا إلى موضوع لسنا هنا بصدده فله جذور تاريخية بدأت في السقيفة، واتبعته الحكومات التي تلتها.

** اما بنو العباس سلكوا نفس السياسة الأموية لما دعوا إلى أهل البيت (ع) في بداية حركتهم .ونجحت دعوتهم ثم سرقوا الخلافة واستقرت لهم فأبعدوا العلويين عنها وحاربوهم وقتلوهم، فقامت عليهم ثورات , فغيروا سياستهم  ولجئوا الى ابناء الرسول{ص} كلما اضطرب عرشهم وتزعزع ملكهم، {وهذا الأسلوب اتبعه المأمون في عقد ولاية العهد للأمام الرضا (ع)، وهو أحد الأسباب في ذلك} كما ستأتي بقية الأسباب الأخرى.

تحليل لقضية ولاية العهد: غادر المأمون العراق نحو مرو وسلّم العراق إلى شخص اسمه [الحسن بن سهل]، وسخط العراقيون على هذا الوالي ومعهم ثار العلويون ، وانضمّ إليهم عدد كثير من أهل العراق لسخطهم على الحسن بن سهل. فاضطرب المأمون لسماعه هذا النبأ، فهرع إلى الفضل بن سهل ذي الرئاستين يستشيرهُ فأشار عليه باختيار الإمام الرضا وليّا للعهد علّهُ يستطيع إقناع الشيعة وباقي العلويين على الطاعة. اذن قضية تولية الامام الرضا لولاية العهد خرجت من مستشار المامون العباسي {الحسن بن سهل} الفضل بن سهل السرخسي: لُقب بذي الرياستين  لتوليه الوزارة والجيش معًا في عهد الخليفة المأمون.

[ من هو الحسن بن سهل وما دوره في حكومة بني العباس ..؟] هذا الرجل معروف بالحسد ويغار من الناجحين .. وبسببه صرف المأمون {طاهر بن الحسين} الذي كان وإليه على بعض البلدان التي افتتحها، لما صرفه المأمون توجه الى الحسن بن سهل، فعلم الناس ان هذا الرجل قد غلب على المأمون، وصار يدير الأمور على هواه، ويستبد برأيه   فغضب اهل العراق ومعهم بنو هاشم وهاجت الفتن في مدن العراق وأول من خرج بالكوفة ابن طباطبا، وكان أبو السرايا ..وخرجت الكوفة من ادارة بغداد  وبايع اهلها محمد ابن ابراهيم . فلما بلغ الخبر إلى الحسن بن سهل ذلك عنف والي الكوفة وعقد راية في عشرة آلاف، وهجموا على الكوفة واستباحوا عسكرهم، وأخذوا المال والسلاح ودواب وغير ذَلِكَ ،في اليوم الثاني مات محمد بن إبراهيم، ويقال إن أبا السرايا سمه

بسبب هذه الظروف وخوفا ان تثور ايران ومصر والشام عمدوا الى حيلة لتهدئة الثورات ضد الظلم العباسي .لان السلطة العباسية حين جاءت بالامام ووضعته في هذا الموقع الرفيع لا بد انها تعلم انها في ورطة مع الشعب ولا يمكن ان يهدأ الناس الا بوجود امام من ال البيت في سدة الحكم لدراسة هذه القضية ينبغي التحقيق في التاريخ الإسلامي وتاريخ بني أمية وكيفية وصول العباسيين إلى الخلافة.

 لو نظرنا إجمالاً: لا يخفى على الجميع ظلم الأمويين؛ لأنهم لا يعرفوا من الخلافة إلا القتل والدم والاغراءات المالية وبيع الدين .. ولهذا لم تدم حكومتهم. وظهرت ثورات ذات طابع ديني ضدّ الحكم الأموي. وكان الجميع يعقدون الأمل على أولاد علي{ع} - المعروفين آنذاك بـأهل البيت - بإحقاق الحق والعدل والمساواة. فإستغلّ العباسيّون هذا الرغبة والأمل والحب لأهل البيت، وجيّروا ذلك لصالحهم، وتظاهروا بأن ثورتهم إنّما هي من أجل التخلّص من التعسّف والظلم الأموي وإعادة الحق إلى أهله تحت شعار الرضا من آل محمد، ...........

** واول الانحرافات الفكرية العباسية إدّعاء ميراث الخلافة لهم بعد أن استقرّت الخلافة للعباسيين نقضوا عهودهم، وعمدوا إلى إيذاء العلويين، وحبسهم، وقتلهم. فسخطت الأمة على العباسيين نتيجة أعمالهم الشنيعة التي ارتكبوها ضدّ أولاد عمّهم تبلورت على شكل حركات تمرّد ضد نظامهم وانتشرت الفوضى والاضطرابات أكثر من السابق في عهد المأمون، وحدثت ثورات الموالية لآل علي في أكثر الولايات والمدن؛ ولذلك قرّر المأمون القيام ببعض الأمور للتخلص من تلك الاضطرابات فقام بما يلي:

النقطة الاولى: قام بقمع ثورات العلويين بالحديد والنار ثم إجبار العلويين الاعتراف بشرعيّة حكم العباسيين.  ثورة العلويين تتابعت ومن اشهرها  ثورة محمد ذي النفس الزكية، واخوه الملقب ابراهيم ذو انفس الزكية رداً على الاضطهاد من قبل العباسيين، اولا, قام محمد النفس الزكية في المدينة المنورة بالثورة وتبعه أخوه إبراهيم في البصرة في نوفمبر.

النقطة الثانية: التي عمل عليها العباسيون. .ارادوا إزالة الحبّ والاحترام المتزايد الذي كان يغمر قلوب الناس للعلويين بشكل واضح   خصوصاً الإمام الرضا فكان كلام المأمون امام الناس :يتضمن :عدم أهلية الإمام الرضا للخلافة...يُذكر أنّه حينما اعترض بعض العباسيين على المأمون في قضية ولاية العهد أجابهم: كان هذا الرجل مخفيّاً عنّا، فهو يدعو الناس لنفسه، أردنا أن يكون ولي عهدنا كي تنتهي الأمور لصالحنا.

**  أدرك الإمام الرضا هدف المأمون وغايته، حيث قال له: أنت تريد أن يقول الناس: لا يُعرض علي بن موسى عن الدنيا، بل إنّ الدنيا أعرضت عنه ألا ترونَ كيف قبِلَ بولاية العهد طمعاً بالخلافة. وتجلى هذا المنطق في جواب من كانوا يسألون الإمام عن سبب قبوله لولاية العهد قائلاً: قبلتها مكرهاً. والدليل على ذلك الشروط التي وضعها الإمام لقبوله ولاية العهد فهي في الحقيقة إعلانٌ براءته من حكومة المأمون.  ولكن كانت للعباسيين ردة فعل ضد الامام الرضا . وضد المأمون الذي استعمل الامام لولايته .

لم يدم الأمر طويلاً حتى ثار العباسيون في بغداد، وخلعوا المأمون، وبايعوا إبراهيم المهدي، بينما أدرك العلويون مكر المأمون، فواصلوا ثوراتهم، وتمرّدهم ضد حكومة المأمون، وبهذا تيقّن المأمون أنّ مخططه قد فشل، فقرر تصفية الإمام الرضا والقضاء عليه. وفعلا تخلص منه بقتله بالسم . استشهد في شهر صفر، وولايته بالعهد في رمضان سنة 201 للهجرة.

** المناظرات : بعد قدوم الإمام الرضا مكرهاً إلى مرو قام المأمون بعقد مجموعة من المناظرات العلمية التي حضرها مختلف العلماء، وكانت تتمحور في الغالب حول المسائل العقائدية والفقهية. وذكر الطبرسي قسماً منها في كتابه الاحتجاج ومن تلك المناظرات:

*** في باب التوحيد والعدل ـــــ  ومناظرات في الإمامة ـــــ ومع علماء امثال [المروزي] و ابي قرة // واخرون من اهل الكتاب امثال الجاثليق .وراس جالوت والصابئة والزرادشتيين .. وأسباب إقامة المناظرات.كان المأمون يهدف إلى إزالة الاعتقاد السائد لدى عامّة الأمّة حول أئمة أهل البيت من أنّهم ذوو (علم لدُنيّ)، وفي هذا يقول الشيخ الصدوق: «كان المأمون يجلب على الرضا من متكلمي الفرق والأهواء المضلة وكان يتمنى انقطاع الحجة والدليل عند الامام الرضا وذلك حسداً منه لمنزلته من العلم، فكان لا يكلم أحداً إلاّ أقرّ له بالفضل، والزمه الحجة عليه».

** لما أحس المأمون في نهاية المطاف بتمكن الإمام الرضا{ع} من إفحام المناظرين وأنّ الأمر بدأ ينعكس عليه سلباً أخذ بالحدّ منها، وقد أشار إلى ذلك عبد السلام الهروي حيث قال: رُفِع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى ( يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر حاجبه فطرد الناس عن مجلسه.

عقيدة القتل وتبديل الاحكام  عند العباسيين: لاحظ المامون والطغمة العباسية ان مناظرات الامام الرضا{ع} عكست حالات سلبية على الوضع الديني في مركز الخلافة العباسية في مرو.. عمد الى موضوع غاية في الخطورة وهو ان يجعل الناس تشكك بالتوحيد والقران والرسالة . فقرب جماعة  يطلق عليهم[ زنادقة]  الزندقة لفظ فارسي ، وقد كانت تطلق في البداية على من يؤمن بكتاب المجوس المقدس، ثم ما لبثت الكلمة أن شاعت في العصر العباسي  وتوسع في استعمالها على كل إنسان يتشكك في الدين، أو يجحد باحكامه وادبياته , او من يتهاون في أداء العبادات ويهزأ بها، ويتجرأ على المعاصي والمنكرات ويعلن بها، أو يقول بمقالة الكفار،او من يمارس العبث والمجون . وخير من عرف الزندقة الدكتور مصطفى السباعي ان الزندقة بـ "كراهية الإسلام دينا ودولة".. ولذلك الأفكار التي جاء بها الزندقة ما يزال لها وجود في الوقت الحاضر، في معظم المجتمعات الإسلامية، فضلاً عن بقية دول العالم، وتتمثل في الأفكار الإلحادية والإباحية التي تروجها العلمانية، وأدب وقصائد الحداثة. لذلك ابن تيمية يتهم الشيعة انهم زنادقة.

*** اما عقائد الزنادقة تضمنت افكار من  الكفر والردّة : كقولهم بالحلول، وتأليه البشر، وتشبيه الله تعالى بخلقه، وإنكار النبوة أحياناً، وادّعاء النبوة أحياناً أخرى، والقول بالتناسخ، وإنكار القيامة .وتحليل المحرمات، ورفض الواجبات" .ووصف الإمام أحمد بن حنبل المعتزلة بالزنادقة. ومن اشهر عقائدهم التناسخ الذي يعني {انتقال الروح من جسد إلى آخر بعد الموت إتماماً لتطور الروح والوصول للكمال، وتصحيح أخطاء في حيوات سابقة تحقيقاً لعدل الله في الأرض، أو لإتمام رسالة.

وظهر في العصر العباسي عدد الادباء والشعراء الزنادقة استخدموا الشعر والأدب، لنشر أفكارهم .بالرغم  أنها أفكار الحاد.. ربما هي موجودة ولكن السلطة العباسية فتحت الابواب على مصراعيه للإلحاد والانحلال واصبح الادب يرعاه ويدعمه الوزراء والكتاب والأدباء.

ومن أبرز الزنادقة في تلك الفترة:ـ أبو دلامة. ومن أشعاره في ذم شهر رمضان وليلة القدر:جاء شهر الصوم يمشي // مشية ما أشتهيها//قائـداً لـي ليلة القـدرِ كأني أبتغيهـا.!!

وبشار بن برد. ومن أشعاره تقديسه للنار، وتفضيله إبليس على آدم:

الأرض مظلمة والنار مشرقة/// والنار معبودة مذ كانتِ النار

إبليس خـير مـن أبيكم آدم ///////  فتنبهوا يـا معشـر الفجـار

إبليـس من نارٍ وآدم طينـة ///// والأرض لا تسمو سُمُو النار

ومن شعراء الادب العباسي ابو نؤاس  واخرون كلهم يدعون الى الرذيلة والفاحشة والغناء والخلاعة ونبذ العفة عند النساء. كتى كان الشاعر يتشرف ان يلقب شاعر الخمر.. مثل ابو نواس.

دع المساجد للـعباد تسكنها *** وطف بنا حول خمار ليسقينا

ما قال ربك ويل للذين سكروا ***     ولكن قال ويل للمصلينا

لما مات أبو نواس، رفض الامام الشافعي الصلاة عليه كان يعتقد انه كافر .ولكن وجد هذه الابيات عنده بعد موته وكان قد :كتبها قبل أن يموت

يا رب إن عظمت ذنوبـي كثـرة *** فلقـد علمـت بـأن عفـوك أعظـم

إن كان لا يدعـوك إلا محسن ***** فمن الذي يرجو ويدعو المجرم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً *** فإذا رددت يـدي فمـن ذا يـرحـم

مالي إلـيـك وسيـلـة إلا الرجـا ***  وجميـل عـفـوك ثـم إنـي مسلم

وكانت للامام مناظرات طويلة ذكرها مؤرخون شيعة وغيرهم , بينت علم الامام لهؤلاء, وقد سكت جميع ائمة المذاهب ان يحاروهم بالعلم والدليل .وكتب عن تلك الفترة ان الامام الرضا{ع} افشل مخططات العباسيين فوجدوا انفسهم انهم قدموا له خدمة انتشر صيته العلمي بتلك المناظرات. فقرروا اغتياله والتخلص منه .

 روى الشيخ المفيد أن عبد الله بن بشير قال: أمرني المأمون أن أطول أظفاري  ولا ابين لأحد ذلك، ففعلت، ثم استدعاني، فأخرج إلي شيئاً شبه التمر الهندي، وقال لي: اعجن هذا بيديك جميعاً، ففعلت. ثم تركني، فدخل على الامام ،وبعد كلام يطول ,صاح على غلمانه. أأتونا بماء الرمان  فأتيته به، فقال لي أعصره بيديك، ففعلت، وسقاه المأمون الرضا بيده، فكان ذلك سبب وفاته.وان عمره الشريف 55 سنة

ويوم الدنت منّه المنيّه وحان حينه /// أشّر لَبو الهادي وجاه امْن المدينه

وگف على راسه يهل دموع عينه ///  وعاين ابوه ايعالج وهاجت احزانه

ضمّه الصدره اُو ونّته صارت خفيّه ///وانمزجت ادموع الولد بدموع ابيّه

ايگلّه يَبويه الكون مستوحش عليّه////  من فرگتك والدّهر بفراگك دهانا

طور بحراني  ـــــــــــ

صد العزيزه ومن زفيره نشف دمعه واحنى يشمّه وانحنى من الوجد ضلعه

يودّع يَويلي مهجته وابنه يودعه///  وغمّض عيونه والولد زادت اشجانه

غمّض عيونه ابن الطّهر واسبل ايدينه//اتْهَلْهَل جبينه وانگطع تالي ونينه

حن الجواد وصب عليه ادموع عينه///فارگت روحه والعرش ماجت اركانه

[فقدك يالرضا روحي نحلها  ] [ املاك السماء لأجلك ناح الها]

[السم مزق اعضاءك ونحلها][  مصابك زلزل السبع العليه]




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192010
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12