قالوا إن التاريخ لا يرحم، ويعيد نفسه ولو بعد حين، ليظهر ما اخفته الدهور.
قرأنا حول حضارات العراق العريقة والتي بعض إرثها متجذر بالشعوب العراقية، مثل اللهجة السومرية التي ما تزال تتداولها حتى الدول المجاورة للبلاد، مع علم الكتابة على الواح الطين، التي هي مفتاح الوصول لصناعة الورق وشغل العقول، الذي يعد أضخم إنجاز واكتشاف عرفه الجنس البشري، والحضارة البابلية التي فتحت علم القانون والعدالة قبل آلاف السنين، وغير ذلك الكثير من حضارات البلد القريبة للعصور الإسلامية كحضارة المدائن وتدمر.
إن الشعوب تعتز بتأريخها وتعيد تدويلها للأجيال القادمة، عبر التوثيق السينمائي أو المسرحي أو التمثيلي، أو لوحات وصور ومحافل تملأ الشوارع والمهرجانات التي تقيمها بلادهم او باقي البلدان، الشعوب ومنها شعوبنا تقيم صروح علمية وبنايات كبيرة تحمل أسماء الحواضر القديمة التي خرجنا منها، كإطلاق الإسم لمدينة أو بناية أو جامعة أو مدرسة، ليكون ذلك الإسم مفتاح بحث عن الهوية او العنوان الذي كتب على لوائح الصرح العلمي أو الثقافي أو الرياضي وغيره.
الإسم التاريخي بحد ذاته تجسيد لعصر زمني، حمل بين طياته لا شك دهر من الصراع لإجل البقاء بين كثير من الأسماء التاريخية، التي طوتها تطورات دينصورات الأرض الثقافية والعمرانية واخفت من لا يستطيع مواكبة الثبات أمام أمواج تغيرات الأرض الحضارية، ومن تلك الأسماء الحضارية العراقية العملاقة الشامخة، التي ما يزال بعض شواهد حقيقة قوة طرحها موجود بين شعوب العراق الشمالية، ونقصد بها حضارة "آشور" التي لم يستطع اخفاء ثقافة وجودها حروب أهلية وعالمية، والتي ما يزال بعض سكانها الاصليين، التي تدعي انتسابها لها، ترتدي الزي الاشوري، الذي يتصف بغطاء المرأة الكامل والطويل، واللغة ما زالت خالدة عند اولائك السكان الآشوريين هناك.
إن الغزو الثقافي وعبر حربه الناعمة، الذي تقوده سفارة الشيطان الأكبر "أمريكا" يحاول إخفاء هذه الحضارة، وطمسها بإختصارها في محفل سباحة للطالبات في جامعة مختلطة، دعت له جامعة اشور في قلب بغداد، التي غالب سكانها هم من المسلمين، لعدة اسباب: منها إخفاء بعض جذور وامتدادات البلد التاريخية وهي "آشور" ليكون البلد بلا أصل أو فصل، ولو رجعنا لغزوة داعش 2014 لوجدنا أن أول معاول وفؤوس عصابات داعش سقطت على رأس الثور المجنح في الموصل، لإخفاء أهم معالم تلك الحضارة، ومنه خلق جيل متهتك بلا وجل أو خوف من الله، بتطبيع حالة الإفساد عبر المراحل الدراسية،
فالإعلان الذي نشرته الجامعة والذي مفاده ( إعلان للطالبات من لديها الرغبة بالسباحة تسجيل إسمها في إدارة المسبح ) يقيناً لايمت لاسم هذا الصرح الكبير بشيء ، وإن دل فإنما يدل على انه موجه لبعض المومسات اللاتي يراد منهن أن يكسرن حاجز الحياء ويكُن قدوة لطالباتنا وبناتنا اللاتي يقيناً قد استنكرن هذه الخطوة اللامسؤولة من المسؤولين في الجامعة ، وإلا فأي فتاة شريفة ملتزمة ترضى على نفسها ان تسجل في مسبح في جامعة مختلطة؟
وهنا نوجه النداء إلى عمادة ومسؤولي جامعة آشور ونقول لهم، ان شبابنا الجامعي رافض لهذه الافعال، التي تمولها الخزانة الأمريكية، ولكنهم يحتاحون دعمنا بمساندتهم، بالضغط على هذا الفعل، من خلال مشاركتهم بإغلاق هذا المحفل، الذي ان ترك استفحل ودخل بيوتنا.
ندائنا هذا موجه أيظاً إلى كل مسؤول عن سلك التعليم في عراق علي والحسين... إحذروا مخططات الجندر
فلم يعد في قوس صبر الشعب منزع،
واعلموا أن الشرف الذي غطيناه بدماء ابنائنا واستنقذناه من براثن الدواعش في سوح الجهاد لانسمح بمسه من قبل جنود الجندر وجواكر السفارة وذيولها مهما كلف الثمن وتحت أي ذريعة كانت...
|