• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هي ( عوجه ) من ايام أبن ( العوجه ) !؟ .
                          • الكاتب : زيد الحسن .

هي ( عوجه ) من ايام أبن ( العوجه ) !؟

متابعة الاخبار الداخلية للاوضاع في العراق تجعل الانسان السوي في حيرة من امره ، ساسة تتقاذف التهم فيما بينهم وگانهم اطفال ، ملفات تفتح على يد الاعلام وتغفل عنها المؤسسة الرقابية والتي هي اصلاً متهمة بالفساد ، الشعارات الوطنية واعلان محاربة الفساد اصبح على لسان الجميع ، والجميع في وسط الفساد يرتع .

نبحث عن مؤسسة واحدة تقودها العدالة دون ان تكون هنالك ايادي خارجية تؤثر على سيرها فلا نجد ، اصبحت جميع مؤسسات الدولة مقسمة بين هذا الحزب وذاك ، ونخرت آفة الفساد اركان البلد ، خبر صغير في حجمه كبير في معناه جعلني أشعر بفقدان الامل في الاصلاح ، الخبر مفاده ان احدى دوائر البلاد في محافظة البصرة توظف عامل اجنبي ( باكستاني ) بوظيفة ( متذوق و مشرف طعام ) براتب شهري مقداره ( ستة الاف دولار ) ، اكيد ان هذا الخبر ربما يكون غير صحيح لكن ( الجماعة يسووها ويسوون ابوها )، يبقى الخبر يجعلنا نتسائل لم لا تهتم الحكومة بمسألة البطالة ، هذه المسألة التي لو وجد لها الحل لمات الفقر وصلح حال الرجال والبلاد .

حديث بين شاب في العشرين وشيخ في الستين ، يدور الحديث عن الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام حول الطالبة المتخرجة حديثاً وهي تضع صورة المقبور على قبعة التخرج ، يتحدث الرجل الاشيب بكل صدق وبكل عفوية عن ايام النظام السابق وكيف كان الظلم يمارس على العراقيين بمختلف طوائفهم ، لكن الشاب يبتسم وغير مقتنع من حديث الرجل العجوز ، اذ يقول هذا الشاب ؛ لو كان الامر كذلك لوجدت الطبقة السياسية التي استلمت مقاليد الحكم قد ازالت كل اثار هذا الظلم ، ولرأيتها تعمل على بناء ما هدمه هذا النظام وليس العكس ، هنا يعود الحديث للرجل المسن وهو يتحدث بحرقة من سقط بيده ؛ اسمعني جيداً بني ؛ ان الطبقة السياسية التي حكمت العراق ( عوجه ) لم تعمل ما بما قلته انت ، والاسباب كثيرة اولها طمع الانسان وحبه للمال والسلطة ، وايضا لا تنسى ان عليهم املاءات خارجية لايستطيعوا ان يخالفوها ، وايضاً هناك سبب اخر كبير جداً ، وهو ان التركة التي خلفها ابن ( العوجه ) كبيرة جداً ، لقد قطعت علاقات العراق بكل الدول المجاورة والصديقة وقد فقد العراق المصداقية في التعامل الدولي .

ونحن نعيش هذه الاجواء بكل سلبياتها وبكل خيباتها ، نشعر باننا افضل حالاً وبكثير من ايام الدكتاتور وزبانيته ، والشواهد على هذا الامر كثيرة ولا تعد او تحصى ، لن اخوض في مسألة الوضع الاقتصادي للفرد ، لكني اتحدث عن مسألة واحدة وهي اهم من كل شيء ، مسألة الشعور بانسانيتك ، نعم بامكان اي عراقي اليوم ان يشعر بانسانيته ، وهذا مافقدناه في اربعة عقود من الزمن ، كنا ندور دور الرحى وكأننا عبيد للنظام ، وكانت انفاسنا ملك لهذا النظام ، اليوم يستطيع العراقي التنفس والشعور بانسانيته لو اراد ذلك .

دعني ياصديقي اتفق معك على نقطة واحدة وهي ان غالبية الشعب ترفض عودة الزبانية وتمنع تمجيدهم ، اما عن الاحوال والاوضاع في البلاد فهي ( عوجه ) من زمان بعيد منذ ايام ابن ( العوجه ) ، وسيعمل الشرفاء على اصلاحها يوماً باذن الله .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191649
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14