• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مولد الإمام الحسين والسعادة الاجتماعية .
                          • الكاتب : محمد قاسم الطائي .

مولد الإمام الحسين والسعادة الاجتماعية

يا لروعة هذا الوليد! تباشرت الملائكة كثيراً بولادته، وضجّت بالبكاء والنحيب يوم شهادته ، وظلت لم تفارق قبره بالتسبيح والتقديس والاستغفار لزائريه، أجل لزائريّ ثرى أبي الفجائع، مولد الحسين مولد استثنائي، مولد سرور وفجائع قادمة، مولد جمع فيه بين مشاهد البهجة والعزاء، يوم بهجة المصطفى وسرور علي وفاطمة والأنبياء وكل القديسين العظام .تفرس النبي مبتهجاً بوجه الحسين، والله ورسوله أعلم بذلك السرور النبوي يوم ولادته الميمونة فهو الذي قال فيه: (حسينٌ منّي وأنا منه، أحب الله من أحب حسينا)، فعن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول في الحسن والحسين "عليهما السلام"( اللهم إنّي أحبهما فأحبهما، وأحبَّ من أحبهما) [الإرشاد-ج٢- ص٢٨] الحسين سبط النبي وهو الذي بعث في الإسلام روح الحياة والبقاء والمواصلة، بعد ما أمات الاُمويون معالمه الجليّة، وشلّوا حركته القويمة ، وتلاعبوا في أحكامه ومقاصده الشريفة، فأحياه بأبي وأمي- بروح العطاء وشهامة التضحية التي لا مثيل لها ولا يوم كمثلها، كان ذلك يوم الحسين بكربلاء .

من الشواهد على عظمة الامام الحسين عليه السلام ما ورد في كامل الزيارات والأمالي وبصائر الدرجات وغيرها من كتب الحديث حول قصة الملك فطرس وعلاقة تشفعه بالإمام الحسين ورجوعه مع صف الملائكة بعد أن كان معاقباً بالإبعاد في جزيرة من جُزر الأرض، ويمكن الاستفادة من هذه الحادثة المروية بنحوين من الاستفادة: الأول أن يوم ولادة الحسين (عليه السلام) هو يوم ترميم العلاقات وإصلاحاها، إصلاح العلاقة مع الله تعالى في التوبة والرجوع إليه، وإصلاح العلاقة مع الناس والإخوان والأصدقاء والجيران، وإصلاح العلاقة مع الأهل والزوجة والأولاد في إسعادهم وإرضائهم والاعتذار إليهم إن إخطأ معهم بكلمة أو تصرف أو اساء بحقهم، إكراماً للإمام الحسين صلوات الله عليه، فالله جل علاه بكبريائه وعظمته وجبروته اللامتناهي سامح ملكاً من ملائكته وأكرمه لأجل الحسين ريحانة النبي صلى الله عليه وآله، فكيف بحالنا نحن أو لا يستحق ذلك منّا؟! بمعاني التسامح واللطف والطيبة والتودد تكمن السعادة الاجتماعية، فيها مكسب التواضع ومقاومة أهواء النفس، ففي الحديث عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:( قال اللّه عز وجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شيء من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه، وهمته في آخرته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر) أصول الكافي ج٢ ص١٣٧ ح٢

الثاني : أن يوم مولد الحسين هو يوم عقيدة وثبات وتبصر وهداية، سيرة الحسين (عليه السلام) سيرة دين وتوحيد وعبادة، كل شيء فيها مرتبط بالله تبارك وتعالى، وأن إحيائها إحياء لفطرة الانسان والقيم النبيلة، إحياء ذكرى المولد الشريف من مصاديق المودة المفروضة، وإعلان ذلك له الأثر الطيب والنافع على الأنفس المؤمنة، خصوصاً بين الأجيال الناشئة والأطفال ففي الحديث النبوي : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال، حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن .السلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد عطشاناً مظلوماً بكربلاء ويوم يبعث حياً .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13