• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (اصل الاحاديث المكذوبة 3) (ح 16) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (اصل الاحاديث المكذوبة 3) (ح 16)


وعن صلح الامام الحسن عليه السلام مع معاوية يقول السيد مرتضى العسكري: هذا معاوية في عصر علي. ولما قتل علي بسيف ابن ملجم، وبايع المسلمون الحسن، كتب إلى معاوية يطلب منه البيعة، فأبى عليه، ثم سار معاوية بجيوشه نحو العراق فخرج الحسن في جيوشه، وساق أمامه ابن عمه عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب في اثني عشر ألفا من فرسان العرب، وقراء الكوفة، وآزره بقيس بن سعد بن عبادة، ولما لقي عبيد الله بن العباس معاوية، ووقف بإزائه. جرت بعض المناوشات بين الجيشين. ثم احتال معاوية على عبيد الله، وأرسل إليه في الليل قائلا له: إن الحسن قد راسلني في الصلح، فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا، وإلا دخلت وأنت تابع، ولك إن جئتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم، يعجل في هذا الوقت النصف، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر، فانسل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية. ودس معاوية إلى عمرو بن حريث، والأشعث بن قيس، وإلى حجار بن أبجر، وشبث بن ربعي دسيسا: أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه إنك إن قتلت الحسن بن علي، فلك مائة ألف درهم، وجند من أجناد الشام، وبنت من بناتي، فبلغ الحسن فاستلام، ولبس درعا وكفرها، وكان يحترز، ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك، فرماه أحدهم في الصلاة بسهم، فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة. وقال الطبري: بايع الناس الحسن بن علي بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن إلى قوله فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر: ألا إن قيس بن سعد قد قتل فانفروا، فنفروا، ونهبوا سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا كان تحته. قال أبو الفرج: وبعث معاوية إلى الحسن للصلح وشرط ألا يتبع أحد بما مضى، ولا ينال من شيعة علي بمكروه، ولا يذكر عليا إلا بخير، وأشياء اشترطها الحسن. ثم دخل معاوية الكوفة، وخطبهم فقال: إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك، إنما قاتلتكم لاتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون. وقال معاوية: اشتريت من القوم دينهم.
واستطرد السيد العسكري قائلا عن افعال معاوية: وكان أشد الناس بلاء يومذاك شيعة علي خاصة، فقد كان أمر ولاته بلعن علي على المنبر، وقال للمغيرة بن شعبة لما ولاه الكوفة سنة إحدى وأربعين قد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا إيصاءك بخصلة، لا تترك شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب لأصحاب علي والاقصاء لهم، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم. فأقام المغيرة على الكوفة عاملا لمعاوية لا يدع شتم علي والوقوع فيه، والدعاء لعثمان والاستغفار له. وكان حجر بن عدي يرد عليه، ثم توفي المغيرة، وولي زياد مكانه، فوقع بينه وبين حجر ما وقع مع المغيرة. قتل معاوية كثيرا من شيعة علي من أشباه حجر وعذب. وذلك حنقا منه عليهم وتوطيدا لملكه، وفي سبيل تشييد ملكه لم يرتدع معاوية عن أي منكر يفعله بأعدائه، أو أوليائه. وقد انصرف في أول عهده إلى توطيد أساس ملكه. ومن بعده إلى توريثه لعقبه.
وعن بيعة يزيد بن معاوية يقول السيد مرتضى العسكري: وكتب معاوية إلى زياد وهو بالبصرة: أن المغيرة قد دعا أهل الكوفة إلى البيعة ليزيد بولاية العهد بعدي، وليس المغيرة بأحق بابن أخيك منك، فإذا وصل إليك كتابي فادع الناس قبلك إلى مثل ما دعاهم إليه المغيرة، وخذ عليهم البيعة ليزيد، فلما قرأ زياد الكتاب دعا برجل من أصحابه يثق بفضله وفهمه فقال: إني أريد أن أئتمنك على ما لم أتمن عليه بطون الصحائف، إيت معاوية، فقل له: يا أمير المؤمنين إن كتابك ورد علي بكذا، فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد وهو يلعب بالكلاب والقرود ويلبس المصبغ ويدمن الشراب ويمشي على الدفوف، وبحضرتهم الحسين بن علي، وعبد الله ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر ولكن تأمره أن يتخلق بأخلاق هؤلاء حولا وحولين، فعسنا أن نموه على الناس. قال ابن عبد البر في الاستيعاب: إن معاوية لما أراد البيعة ليزيد خطب أهل الشام وقال لهم: يا أهل الشام قد كبرت سني، وقرب أجلي، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم، وإنما أنا رجل منكم، فأروني رأيكم، فأصفقوا واجتمعوا وقالوا: رضينا عبد الرحمن بن خالد، فشق ذلك على معاوية، وأسرها في نفسه، ثم إن عبد الرحمن بن خالد مرض، فأمر معاوية طبيبا عنده يهوديا وكان عنده مكينا أن يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها، فأتاه فسقاه فانخرق بطنه فمات. وفي في الإمامة والسياسة: إن معاوية كتب إلى مروان وكان واليه على المدينة أن يذكر بيعة يزيد لهم، فأبى ذلك، وأبته قريش، وكتب إلى معاوية: إن قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك ابنك، فأرني رأيك، فعزله معاوية عن عمله، وولى سعيد بن العاص المدينة، فذهب مروان مع جمع من بني أمية إلى الشام غضبان، وأغلظ الكلام لمعاوية، فقابله معاوية باللين، وزاد في عطائه، وأرجعه راضيا. روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين وقال: وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شئ أثقل عليه من أمر الحسن بن علي، وسعد بن أبي وقاص، فدس إليهما سما فماتا منه. فقد روى المسعودي وقال: إن جعدة بنت الأشعث بن القيس الكندي سقته السم، وقد كان معاوية دس إليها: إنك ان احتلت في قتل الحسن وجهت إليك بمائة ألف درهم، وزوجتك يزيد، فكان ذلك الذي بعثها على سمه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191036
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12