• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (اصل الاحاديث المكذوبة 2) (ح 15) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (اصل الاحاديث المكذوبة 2) (ح 15)

وعن علاقة ابي ذر بمعاوية بن ابي سفيان يقول السيد العسكري في كتابه کتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة: أثنى رسول الله صلى الله عليه وآله على ابي ذر في أحاديث صحيحة وردت عنه مثل قوله: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر)، و ( رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده). ولما ولي عثمان، وأعطى مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بن الحكم ثلاثمائة ألف درهم، وزيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم، جعل أبو ذر يتلو: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (التوبة 34) وجرى بينه وبين عثمان في ذلك محاورات، فأمره أن يلتحق بالشام، فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها، وبعث إليه معاوية بثلاث مائة دينار، فقال: إن كان من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها. وبنى معاوية قصره الخضراء بدمشق، فقال: يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهذا الاسراف، فسكت معاوية. وكان أبو ذر يقول: والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه، والله اني لأرى حقا يطفأ وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثره بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه وكان الناس يجتمعون عليه، فنادى منادي معاوية ألا يجالسه أحد. وفي الأنساب: فلما قدم أبو ذر المدينة جعل يقول: تستعمل الصبيان، وتحمي الحمى، وتقرب أولاد الطلقاء؟ فسيره إلى الربذة، فلم يزل بها حتى مات. وكان مكث أبي ذر في الشام سنة واحدة، فقد ذكر المؤرخون أن تسفيره من المدينة إلى الشام كان سنة تسع وعشرين، وفي سنة ثلاثين شكاه معاوية إلى عثمان، فجلبه إلى المدينة، ثم نفاه إلى الربذة، فتوفي بها سنة إحدى وثلاثين، أو اثنتين وثلاثين. وإنما كان معاوية يشكو من بقاء صحابة النبي كأبي ذر، وعبادة بن الصامت وغيرهما من التابعين وقراء المسلمين وأخيارهم في الشام خشية أن يعرفوا أهل الشام بما خفي عنهم من الاسلام وأحكامه، فلا يستطيع معاوية آنذاك أن يعيش فيهم عيشة كسرى وقيصر.
وقال السيد العسكري حول حركة معاوية عند مبايعة الامام علي عليه السلام خليفة للمسلمين: ولما بويع لعلي، ندم معاوية على ما فرط في جنب عثمان، ورأي أن الخلافة قد زويت عنه، فكتب لطلحة والزبير يمنيهما الخلافة، ويدفعهما إلى قتال علي، حتى إذا قتلا بالبصرة. وبعث علي إليه جريرا يطلب منه البيعة. وقال ابن كثير: ثم أخذ معاوية البيعة من أهل الشام بالطلب بدم عثمان، وجهز جيشا لقتال علي فالتقى بجيوش علي في صفين في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين. وطالت الحرب بينهما مائة يوم وعشرة أيام، وبلغت الوقائع بينهما تسعين واقعة، ولما أن عضت الحرب معاوية كرر على علي طلب الشام فأبى عليه، ثم بان الانكسار في جيش معاوية، فأشار عليهم عمرو برفع المصاحف يطلبون الرجوع إليها، فانخدع جيش العراق، وقبلوا التحكيم. وأصيب بصفين من أهل الشام خمسة وأربعون ألفا، ومن أهل العراق خمسة وعشرون ألفا. قال الطبري: وفي سنة أربعين بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة في جيش، فسار حتى دخل المدينة، وأخاف أهلها، وبقية الأنصار فيها، وهدم دورا، ثم سار أتى اليمن، ولقي ثقل عبيد الله بن العباس، وفيه ابنان له صغيران، فذبحهما، وقتل في مسيرة ذلك جماعة كثيرة من شيعة علي. وفي مروج الذهب: قتل بالمدينة وبين المسجدين خلقا كثيرا من خزاعة وغيرهم، وكذلك بالجرف قتل بها خلقا كثيرا من الأبناء، ولم يبلغه عن أحد يمالئ عليا أو يهواه إلا قتله. وقالت امرأة: والله يا ابن أبي أرطاة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير، والشيخ الكبير، ونزع الرحمة، وعقوق الأرحام لسلطان سوء. بينما ذكر اليعقوبي: أن عليا عهد لجارية، وجاء في عهده إليه: و (لا تقاتل إلا من قاتلك، ولا تجهز على جريح، ولا تسخرن دابة، وإن مشيت ومشى أصحابك، ولا تستأثر على أهل المياه بمياههم، ولا تشربن إلا فضلهم عن طيب نفوسهم، ولا تشتمن مسلما، ولا مسلمة، فتوجب على نفسك ما لعلك تؤدب غيرك عليه، ولا تظلمن معاهدا ولا معاهدة). وأرسل معاوية غارات أخرى، وكانت خيله أبدا تحذر من مواجهة خيل علي وحده وحديده، وإنما كانت تغير على الأطراف النائية، والقرى غير المحصنة، أو ما كان له فيها مسلحة صغيرة قليل عددها وإذا تصدى لهم جيش لعلي خنسوا عن طريقه. وكان من الغارات التي التحم فيها الجيشان غارة جيش معاوية على أهل الجزيرة فان عامل علي هناك استنجد بكميل بن زياد وكان على هيت، فسار إليهم كميل في ستمائة فارس، فقاتلهم وهزمهم وأكثر القتل في أهل الشام، وأمر أن لا يجهز على جريح، ولا يتبع مدبر، وقتل من أصحاب كميل رجلان.
ويستطرد السيد العسكري قائلا: إن هاتين السياستين المتقابلتين، سياسة علي: أن لا يقاتل جيشه إلا من قاتله، ولا يسخرن دابة وإن مشوا، ولا يشربون إلا من فضل مياه أهل المياه، ولا يشتمن المسلم، ولا يظلمن المعاهد، ولا يسفكن الدم إلا في الحق، ونهيه أن لا يأخذوا من أموال الناس إلا الخيل والسلاح الذي يقاتلون به وسياسة معاوية: أن يقتل جيشه من لقيه ممن ليس على رأيه، ويخربوا كل ما مروا به من القرى، ويحربوا الأموال، وينهبوا أموال كل من أصابوا له مالا ممن لم يكن دخل في طاعة معاوية، ويستعرضوا الناس، ويقتلوا من كان في طاعة علي، ولا يكفوا أيديهم عن النساء والصبيان. حارب معاوية عليا باسم الطلب بدم عثمان، ولكن، هل كانت هذه القرى المسلمة الآمنة من العراق إلى الحجاز حتى اليمن مشاركة في دم عثمان؟ وهل ان عشرات الألوف من القتلى الذين أبادتهم غارات معاوية أهلكوا في سبيل الطلب بدم عثمان؟ وهل إن المسبيات من المسلمات والقتلى من الأطفال الصغار، كان عليهن وعليهم وزر دم عثمان؟ كلا ولكن معاوية كان يبتغي الملك، وكانت الغاية لديه تبرر الواسطة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191008
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12