كل مجموعة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في کتاب مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام للشيخ عزيز الله العطاردي: قال الشيخ ابو جعفر الطوسي: السياري عن علي بن اسباط قال: لما ورد ابو الحسن موسى عليه السلام على المهدي وجده يرد المظالم فقال له: ما بال مظلمتنا يا أمير المؤمنين لا ترد؟ فقال له: و ما هي يا ابا الحسن؟ فقال: ان اللّه عز و جل لما فتح على نبيه صلّى اللّه عليه و آله فدك و ما والاها و لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فانزل اللّه تعالى على نبيه صلّى اللّه عليه و آله "وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ" (الاسراء 26) فلم يدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من هم. فراجع في ذلك جبرئيل عليه السلام فسأل اللّه عز و جل عن ذلك فاوحى اللّه إليه ان ادفع فدك الى فاطمة عليها السلام، فدعاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال لها: يا فاطمة ان اللّه تعالى امرني ان ادفع إليك فدك فقالت: قد قبلت يا رسول اللّه من اللّه و منك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلما ولي أبو بكر اخرج عنها وكلاءها، فاتته فسألته ان يردها عليها. فقال لها: آتيني باسود أو احمر ليشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنين و الحسن و الحسين عليهم السلام و أم ايمن فشهدوا لها بذلك فكتب لها بترك التعرض، فخرجت بالكتاب معها فلقيها عمر فقال لها: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن ابي قحافة. فقال لها: أرينيه، فأبت، فانتزعه من يدها فنظر فيه و تفل فيه و محاه و خرقه و قال: هذا لأن اباك لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب و تركها و مضى، فقال له المهدي: حدها لي فحدها فقال: هذا كثير فأنظر فيه.
يستمر الشيخ عزيز الله العطاردي في باب ما جرى بينه عليه السلام و بين المهدي قائلا: قال الوزير الجليل علي بن عيسى الاربلي: و لقد نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يقول له: يا محمد "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22) قال الربيع: فارسل الي ليلا فراعني و خفت من ذلك، و جئت إليه و اذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا، فقال: على الآن بموسى بن جعفر؛ فجئته به فعانقه و أجلسه الى جانبه و قال: يا ابا الحسن رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم فقرأ علي كذا فتؤمني أن تخرج على أو على أحد من ولدي؟ فقال: و اللّه لا فعلت ذلك و لا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار و رده الى أهله الى المدينة، قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق. قال ابن شهرآشوب: لما بويع محمد المهدي دعا حميد بن قحطبة نصف الليل و قال ان اخلاص ابيك و اخيك فينا اظهر من الشمس و حالك عندي موقوف فقال: افديك بالمال و النفس فقال: هذا لسائر الناس قال: افديك بالروح و المال و الاهل و الولد و الدين فقال: للّه درك فعاهده على ذلك و امره بقتل الكاظم عليه السلام في السحرة بغتة فنام فرأى في منامه عليا عليه السلام يشير إليه و يقرأ "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22) فانتبه مذعورا و نهي حميدا عما امره و اكرم الكاظم و وصله. قال الخطيب البغدادي: حدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا احمد ابن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا عون بن محمد قال: سمعت اسحاق الموصلي غير مرة- يقول حدثني الفضل بن الربيع عن أبيه أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب و هو يقول يا محمد "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22). قال الربيع: فارسل إلي ليلا فراعني ذلك، فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا و قال على بموسى بن جعفر. فجئته به فعانقه و أجلسه إلى جانبه، و قال: يا ابا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ على كذا، فتؤمنني أن تخرج على أو على أحد من ولدي. فقال: اللّه لا فعلت ذاك، و لا هو من شأني، قال صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار و رده إلى أهله إلى المدينة، قال الربيع فاحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلا و هو في الطريق خوف العوائق. قال ابن الاثير في حوادث سنة ثمان و ستين و مائة: و قال الربيع: رأيت المهدي يصلي في بهوله في ليلة مقمرة، فما أدري أ هو أحسن أم البهو أم القمر أم ثيابه، فقرأ: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22). قال: فتمم صلاته، ثم التفت و قال: يا ربيع قلت: لبيك قال: عليّ بموسى؛ فقلت في نفسي: من موسى؟ ابنه أم موسى بن جعفر، و كان محبوسا عندي؟ فجعلت أفكر، فقلت: ما هو إلّا موسى بن جعفر، فأحضرته، فقطع صلاته، ثم قال: يا موسى إني قرأت هذه الآية، فخفت أن أكون قد قطعت رحمك، فوثق لي أنك لا تخرج عليّ. قال: نعم، فوثق له فخلّاه.
في باب ما جرى بينه عليه السلام و بين الرشيد يقول الشيخ عزيز الله العطاردي في كتابه: عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه عن عبد اللّه بن صالح، قال: حدثني صاحب الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع، قال: كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري، فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك، فقالت الجارية: لعل هذا من الريح، فلم يمض الا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح و اذا مسرور الكبير قد دخل على. فقال لي: أجب الامير و لم يسلم على، فآيست في نفسي، و قلت: هذا مسرور دخل الي بلا اذن و لم يسلم، ما هو الا القتل، و كنت جنبا فلم أجسر ان اسأله انظاري حتى أغتسل، فقالت الجارية لما رأت تحيري و تبلدي: ثق باللّه عز و جل و انهض، فنهضت و لبست ثيابي و خرجت معه حتى أتيت الدار، فسلمت على أمير المؤمنين و هو في مرقده فرد علىّ السلام فسقطت فقال: تداخلك رعب؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فتركني ساعة حتى سكنت. ثم قال لي: سر الى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمد و ادفع إليه ثلاثين ألف درهم فاخلع عليه خمس خلع و احمله على ثلث مراكب و خيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا الى أي بلد أراد و أحب، فقلت: يا أمير المؤمنين تأمر باطلاق موسى بن جعفر؟ قال لي: نعم فكررت ذلك عليه ثلاث مرات، فقال لي: نعم ويلك أ تريد أن أنكث العهد؟ فقلت: يا امير المؤمنين و ما العهد؟ قال: بينا أنا في مرقدي هذا اذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه، فقعد على صدري و قبض على حلقي، و قال لي: حبست موسى بن جعفر ظالما له؟ فقلت: فأنا أطلقه و أهب له و أخلع عليه، فأخذ على عهد اللّه عز و جل و ميثاقه و قام عن صدري و قد كادت نفسي تخرج، فخرجت من عنده و وافيت موسى بن جعفر عليهما السلام و هو في حبسه، فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين و أعلمته بالذي أمرني به في أمره و اني قد احضرت ما أوصله به. فقال: ان كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله، فقلت: لا و حق جدك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما أمرت الا بهذا، قال: لا حاجة لي في الخلع و الحملان و المال اذا كانت فيه حقوق الامة، فقلت: ناشدتك باللّه ان لا ترده فيغتاظ فقال: اعمل به ما أحببت، فاخذت بيد عليه السلام و أخرجته من السجن، ثم قلت له: يا ابن رسول اللّه أخبرني السبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل؟ فقد وجب حقي عليك لبشارتي اياك، و لما اجراه اللّه على يدي من هذا الامر. فقال عليه السلام: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و آله ليلة الاربعاء في النوم، فقال لي: يا موسى أنت محبوس مظلوم؟ فقلت: نعم يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله محبوس مظلوم فكرر علي ذلك ثلاثا، ثم قال: "وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ" (الانبياء 111) أصبح غدا صائما و أتبعه بصيام الخميس و الجمعة، فاذا كانت وقت الافطار فصل اثنا عشر ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و اثنا عشر مرة قل هو اللّه أحد. فاذا صليت منها أربع ركعات فاسجد، ثم قل: يا سابق الفوت و يا سامع كل صوت يا محيي العظام و هي رميم بعد الموت أسألك باسمك العظيم الاعظم أن تصلّى على محمد عبدك و رسولك و على اهل بيته الطيبين و أن تعجل لي لفرج مما انا فيه، ففعلت، فكان الذي رأيت.
|