• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثمرة شجرة الزيتون في القرآن الكريم (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

ثمرة شجرة الزيتون في القرآن الكريم (ح 1)

وردت كلمة زيتون في آيات في قوله تعالى "وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ" (الأنعام 99)، و"وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ" (الأنعام 141)، و"يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ" (النحل 11)، و"يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّة " (النور 35)، و"وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا" (عبس 29)، و"وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" (التين 1). شجرة الزيتون شجرة مباركة كما جاء في سورة النور. وذكر الله تعالى الزيتون مع مزروعات اخرى الأعناب والرمان والنخل او النخيل والتين. والزيتون من النباتات كما جاء في سورة النحل. ويدخل ضمن ثمار الجنات كما في سورة الأنعام. وسورة التين من قصار السور التي تقرأ في الصلوات، وورد أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأها احيانا في الصلوات. واحد تفاسير قوله تعالى "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" (التين 1) ان الزيتون هو الجبل الذي عليه بيت المقدس. ومن أقدم الجوامع الذي سمي بأسم هذه النبتة المباركة هو جامع الزيتونة في تونس.
جاء في التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: قوله تعالى: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" (التين 1) وقد ذكر الإمام القرطبي هذا الخلاف فقال ما ملخصه: قوله: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ": قال ابن عباس وغيره: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت. قال تعالى: "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ" (المؤمنون 20) وهي شجرة الزيتون. وقال أبو ذر: أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم سلة تين، فقال: (كلوا) وأكل منها. ثم قال: (لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة، لقلت هذه). وعن معاذ: أنه استاك بقضيب زيتون، وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة). وأقسم بالزيتون لأنه الشجرة المباركة، قال تعالى: "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَة " (النور 35) وفيه منافع كثيرة. وقال الإمام ابن جرير بعد أن ساق جملة من الأقوال في المقصود بالتين والزيتون: والصواب من القول في ذلك عندنا، قول من قال: التين: هو التين الذي يؤكل. والزيتون: هو الزيتون الذي يعصر منه الزيت، لأن ذلك هو المعروف عند العرب، ولا يعرف جبل يسمى تينا، ولا جبل يقال له زيتون. إلا أن يقول قائل: المراد من الكلام القسم بمنابت التين، ومنابت الزيتون، فيكون ذلك مذهبا، وإن لم يكن على صحة ذلك أنه كذلك، دلالة في ظاهر التنزيل. وما ذهب إليه الإمامان: ابن جرير والقرطبي، من أن المراد بالتين والزيتون، حقيقتهما، هو الذي نميل إليه، لأنه هو الظاهر من معنى اللفظ، ولأنه ليس هناك من ضرورة تحمل على مخالفته، ولله- تعالى- أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، فهو صاحب الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين. قوله تعالى "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَة " (النور 35) أى: هذا المصباح يستمد نوره من زيت شجرة مباركة أي: كثيرة المنافع، زيتونة أى: هي شجرة الزيتون. فحرف"من" لابتداء الغاية، والكلام، على حذف مضاف، أى: من زيت شجرة، مباركة: صفة لشجرة، وزيتونة: بدل أو عطف بيان من شجرة. قوله سبحانه: "لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّة " (النور 35) صفة أخرى لشجرة الزيتون. أى: أن هذه الشجرة ليست متميزة إلى مكان معين أو جهة معينة بل هي مستقبلة للشمس طول النهار، تسطع عليها عند شروقها وعند غروبها وما بين ذلك، فترتب على تعرضها للشمس طول النهار، امتداد حياتها، وعظم نمائها وحسن ثمارها. وقوله تعالى: "يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ" صفة ثالثة لتلك الشجرة. أى، أنها يكاد زيتها من شدة صفائه ونقائه يضيء دون أن تمسه النار، فهو زيت من نوع خاص، بلغ من الشفافية أقصاها، ومن الجودة أعلاها.
قوله تعالى "ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" ﴿يوسف 49﴾ يَعْصِرُونَ: يَعْصِرُ فعل، ونَ ضمير، يعصرون: يستخرجون ماء يعصر كالزيتون و العنب، و العصيرة: ما تحلّب مما عصر. وقيل: هي بمعنى ينجون، من العصر و العصرة الذي هو المنجاة و الملجأ، يعصرون: ما شأنه أن يُعصر كالزّيتون، يَعْصِِرونَ: ما شأنه إن يعصر أو يحلب، ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر، فيرفع الله تعالى عنهم الشدة، ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء. وقوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ" (الانعام 141) وَالنَّخْلَ: وَ حرف عطف، ال اداة تعريف، نَّخْلَ اسم، والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد لكم بساتين: منها ما هو مرفوع عن الأرض كالأعناب، ومنها ما هو غير مرفوع، ولكنه قائم على سوقه كالنخل والزرع، متنوعًا طعمه، والزيتون والرمان متشابهًا منظره، ومختلفًا ثمره وطعمه. كلوا أيها الناس مِن ثمره إذا أثمر، وأعطوا زكاته المفروضة عليكم يوم حصاده وقطافه، ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في إخراج المال وأكل الطعام وغير ذلك. وقوله تعالى "وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا" (عبس 29) فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا، ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى، فأنبتنا فيها حبًا، وعنبًا وعلفًا للدواب، وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار، وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
قال الله تعالى "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (لقمان 27). وقد مثل القرآن الكريم القصب بالشجرة والحبر بماء البحر وتطور القصب ليصبح رصاصا أو حبرا سائلا او جافا، لذلك سمي قلم رصاص او حبر او جاف. وقوله تبارك وتعالى "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّة " (النور 35) شجرة الزيتون شجرة مباركة كما جاء في سورة النور. خصصت الدول كل عام يوم للشجرة. فشجرة الزيتون واحدة من الأشجار المباركة كما قال الله تعالى "شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَة " (النور 35). و المطلوب شتلها سنويا بأعداد كبيرة في هذا اليوم. فبالاضافة الى ثمارها فإنها تثبت التربة وخاصة في المنحدرات، وتمنع التصحر، وتقلل تلوث الهواء والغبار. فغرس فسيلة تعتبر حسنة حيث قال الله عز وجل"وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" (النساء 40) و"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" (الزلزلة 7). وبالعكس عند ازالة شجرة زيتون فهو عمل شرير"وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (الزلزلة 8).
وجد ان زيت الزيتون يقوي القلب والأوعية الدموية ويمنعها من تصلب الشرايين وإرتفاع الكوليسترول الضار وخطر الإصابة بأمراض القلب. وزيت الزيتون عكس الزيوت الاخرى ينظف الشرايين وذلك بازالة الكوليسترول الضار، بينما الزيوت الضارة تغلق الشرايين. وقد ثبت أن زيت الزيتون المنقوع في الثوم لفترة تزيد عن أسبوعين يفيد في تقوية المناعة ومضاد حيوي، وفي تصفية الدم والكبد وعلاج حصى الكلى والبواسير وضغط الدم وتساقط الشعر. ومن الأكلات المشهورة وخاصة في بلاد الشام الحمص بطحينة المضاف له زيت الزيتون مما يجعل الطبق غني بالعناصر المطلوبة لتكون وجبة غذاء متوازنة تجمع فوائد الحمص والزيتون لاحتوائها على أحماض امينية وعناصر معدنية مهمة وفيتامينات وخاصة فائدته لأمراض السكر والقلب والضغط والجهاز الهضمي والعضلات والحوامل والشعر وفقر الدم وزيادة المناعة ويمنع تكاثر الخلايا السرطانية. ولكن الافراط بأكل هذا الطبق يسبب اضطرابات في المعدة "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الانعام 141) بالاضافة الى زيادة الوزن، ولا ينصح بقليه لفقد فوائده. ووجد ان خليط عصير الليمون والثوم والزنجبيل وزيت الزيتون له فوائد في تنظيف الكبد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=190873
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12