في زمن اصبح الكلام لا قيمة له والوعد مكذوب واللقاء مصطنع والابتسامة متكلفة والقًسم باطلُ والوطن مستباحُ والبيت مهجور واليل مفضوح والنهار معتم زمن صارت فيه المساجد ارجوحة بين جامع وحسينية والكنيسة بين خائف ومتملق والعزيز حديث نعمة والمؤمن مرفوض والعنصرية مطلوبة والسياسة مستوردة والبرلماني خائن والوزير فاسد والرئيس مخلوع والملك عاجز والفقير اصغر من نقير والحقير محترم ...هجرنا الكلام ونسينا رسائل الغرام وبقينا على غفوة الاحلام ..ارتجلنا طرق لاعادة الحياة للروح ,تنويم مغناطيسي,اسقاط نجمي ,تخاطر عن بعد, فكأن كل طرف منا يجلس على قمة جبل يرانا صغارا ونراه صغيرا,نسينا ان هناك لغة اصدق كل اللغات ولا تحتاج الى ترجمان ,لغة العيون ومن اصدق منها مراة الروح تخترق حجب الظلمة في ارواحنا وتغرق في ملكوت الصدق وتخرج منها تتنشق من رحيق لا يصفة لسان حال احد تبقى الكلمات معلقة في اطراف شفاهنا من صدقها كانها نجوم من حقها ان تبقى معلقة في سماء العين تتالق من حقها ان لا نبخس قيمتها فلا تخرج من افواهنا..تلك بحيرة من الحب والصدق غرقنا فيها واغتسلنا حتى قطع الصمت صمت اخر في العيون انتهى الكلام بصمت ,تنهدت قائلة له تحدثنا كثيرا بصمت ,واجابني ليس هناك غيرك من يفهم للغة الصمت فانت كما قالت الشاعرة لميعة عباس...
لو أنبأني العرّاف
أنك يوماً ستكونُ حبيبي
لو أنبأني العراف
إني سألاقيك بهذا التيه
لم أبكِ لشيءٍ في الدنيا
وجمعتُ دموعي
كلُّ الدمعٍ
ليوم قد تهجرني فيه ..! |