• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على ضفاف الانتظار(80) .
                          • الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي .

على ضفاف الانتظار(80)

جيشُ الخسف
لبيان معنى جيش الخسف نذكر النقاط الآتية:
النقطة الأولى: يظهرُ من الرواياتِ الشريفة أنَّ السفياني سيعلم بطريقةٍ وبأخرى بأنَّ الإمامَ المهدي موجودٌ في المدينة المنورة، فيبعث خلفَه جيشًا بنيةِ قتله، وأنَّ الإمامَ المهدي يعلمُ بهذا التحرُّكِ العسكري ضدّه، فيخرج من المدينةِ إلى مكة برفقةِ رجلٍ من أصحابِه سمّتْه الرواياتُ بالمنصور.
روى العياشي في تفسيره عن الإمام الباقر روايةً يقول فيها: «...ويبعث [أي السفياني] بعثًا إلى المدينة فيقتل بها رجلًا، ويهرب المهدي والمنصور منها». 
النقطة الثانية: إنَّ هذا الجيشَ سيعلم بخروجِ الإمامِ إلى مكة المكرمة، فيتبعه، وفي الطريق بين مكة والمدينة، في منطقة سمّتْها الرواياتُ الشريفة بالبيداء، يأمرُ اللهُ (تعالى) فتُخسف الأرضُ بالجيش (ولذلك أُطلقَ عليه جيش الخسف). ولا ينجو منه إلا رجلان، أحدُهما يذهبُ يُنذرُ السفياني، والآخر يذهبُ يُبشِّرُ الإمامَ المهدي ويتوبُ على يديه ، وبعضُ الروايات ذكرتْ أنه ينجو منهم ثلاثة فقط. 
النقطة الثالثة: يظهرُ من بعضِ الروايات أنَّ غالبيةَ أفرادِ هذا الجيش هم من أعداءِ أهلِ البيت، ولكن هناك بعض الأفرادِ ليس لهم عداءٌ لهم، ولكنّهم يكونون مُرغَمين على الخروج، وأنّه سيشملهم الخسفُ، ولكن في يومِ القيامة يُحاسَبون على نيّاتهم.
فقد رويَ عن رسولِ الله: «ويعوذُ عائذٌ بالبيت، فيُبعثُ إليه بعثٌ، فإذا كانَ ببيداء من الأرضِ يخسفُ بهم، فقلنا: يا رسولَ الله، كيفَ بمن كانَ كارهًا؟ قال: يُخسَفُ به معهم، ولكنّه يُبعَثُ يومَ القيامة على نيّته...». 
النقطة الرابعة: لم تذكر الرواياتُ الشريفةُ وقتَ وقوعِ الخسفِ تحديدًا، ولكن قد يُقالُ: إنّه يقعُ بعد شهر رمضان، وقبل أو في بدايات شهر ذي الحجة من سنة الظهور، باعتبار أن السفياني يخرج في شهر رجب  قبل الظهورِ بِعدّةِ أشهر، وعندما يظهرُ سيخوضُ بعضَ المعارك مع الأصهب والأبقع، وهذه المعاركُ قد تستغرقه شهرين على الأقلّ، ثم يتوجّه نحو العراق، ومن ثَمّ يرسلُ جيشَه إلى المدينة. 
وآخرُ علامةٍ من علاماتِ الظهور هي قتل النفسُ الزكية، التي ستقعُ في آخرِ خمسةِ أيامٍ من شهر ذي الحجة، وآنذاك يكونُ الإمامُ المهدي في مكة المكرمة يُعِدُّ العُدَّةَ للقيامِ المُبارك في العاشر من محرم، فيُمكِنُ القول: إنَّ الخسفَ يقعُ بعدَ شهرِ رمضان وقبيل شهرِ ذي الحجة، أو في بداياته، وهذا مُجرّدُ احتمالٍ، والعلمُ عندَ ربّي في كتاب.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=190462
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12