• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبيض أسود .
                          • الكاتب : موسى غافل الشطري .

أبيض أسود

يوماً بعد يوم ، يواجه الوضع السياسي  العراقي محنة عسيرة . نفس المكونات ، و منها الحاكمة . تتهشم بنيتها من الداخل و الخارج ، رغم ما يطفو على السطح .

ولا أمل يرتجى من هذه الاجتماعات المتوالية . التي هي الدليل الواضح على الضعف . على تفتت اللحمة .

ذلك أن الأسباب  هي أكبر بكثير من حجم الطروحات . من حجم الادعاءات .. التي كثر الحديث عن الخروج منها بوحدة متماسكة .

هم نفس المجتمعين ، لا توجد قاعدة شعبية ، تدافع عن مكتسب توفر لهم . و ما عادت أصلاً هناك قاعدة يرتكزون عليها .

الشعب ما عاد معنياً بمن لم يكترث لهمومه .. الترقيعات لا تعالج هلهلة السرود الكبيرة في ثوب رث لا يستر خلّة .

الحلول التي يجري الكلام عنها  بائسة . القوى الظلامية تصول و تجول . لا جهاز أمني يمكن الوثوق به . هو جهاز جرى بناؤه بشكل محكم لكي يخدم الجهاز الصدامي . النظام الحالي لم يحرص على سمعة حميدة  توفر له من يستميت في الدفاع عنه  . الشعب يصرخ بأعلى صوته عبر الفضائيات بغضبه لما يحدث .

تداول الأحاديث، و نشر الوثائق  عن مثالب الأطراف المتصارعة ، يصيب الوضع السياسي بالتصدعات التي لا يمكن علاجها .

 الوضع العام بلا رعاية . بلا رعاية سياسية تفرض احترامها. كل الدلائل تشير ، على أن الفرصة الذهبية  هي بصالح القوى المعادية للشعب و للصوص .

أغلب الظن : أن السياسيين لا يقلقون مما يقلق الشعب . هم منذ زمن بعيد ، رحّلوا مكتنزاتهم . و حقائبهم معدة للتحليق .

  لا يشغل بالهم مصير العراق . لا أرضاً و لا شعباً . ولا تاريخاً . و لا مقدسات .للمقدسات رب يرعاها .

و هذه الحقائق ـ و إن كانت مرة ـ لكن على من يهمهم الأمر ، و منهم نحن : أن يدرك بأن الواقع هو ذا .

الدهاليز التي يرتبون أوراقهم و حلولهم، لا تقدم لهم رؤيا تكشف لهم النور . النور يراه الشعب وحده بوضوح ، لأنه باستمرار ، لا تحجبه الدهاليز عن بهاء الشمس . و عما يجري على المكشوف .

  لنتذكر أيضاً. و بوضوح أيضاً . و بوعي العقلاء أيضاً . و بإذن مفتوحة أيضاً: أن صدام حسين عندما انعزل عن الشعب ، و أغاضه . و خيّب آماله .. و ترك أمور العراق يدب بها الخراب . و حوّله إلى أعظم من قمة أرست من القمامة . و المفقودين . و الشهداء . و ضحايا الحروب . و الهاربين .وووو .عندما حدث الغزو الأمريكي، لم تدافع عنه بندقية واحدة . لأنه نظام أغلق أذنيه عن سماع النصيحة . و عند سقوط النظام .ترك خلفه موروثه الذي جرى احتواءه ممن أمسك بزمام الأمور .

 من القصور . من نفس موظفي و أفراد الحزب . من نفس الجيش بقياداته .نفس الشرطة و الأمن . نفس المخابرات و الاستخبارات .نفس الأمن الخاص . نفس فدائيي صدام . المتواجدون اليوم دون أن يمسهم ضر .

هم يتربعون الآن على مواقعهم دون أي خسائر و يأمرون و ينهون . هؤلاءالذين تعبت أياديهم من ذبح و تعذيب شرفاء العراق . هؤلاء لم يدفعوا حياتهم و لا دفعوا رصاصة واحدة دفاعاً عن راعيهم و صاحب نعمتهم .

  هؤلاء هم نفسهم المتواجدون  في الأجهزة المؤتمنة حالياً على سلامة النظام الحالي .

  هؤلاء ، ماداموا لم يكونوا موالين للنظام الذي يضع بيده لقمتهم بأفواههم، كيف هم يوالون النظام الحالي ؟

ألأخطار ، يا سادة ياكرام .. هي أكبر حجماً مما نكتب . و أكبر ، بما لا يقاس ، مما نفكر ، و أدهى مما لا يلهيكم قدر رمشة عين .

  القرارات السياسية، الميتة سريرياً . و اللعبة السياسية : تذكرنا بأرجحة الأطفال . تذكرنا بلعبتهم : ـ ( يا حميّمة تكلبي ، تكلبي . وركة فجل كلها العجل ، يزعير ترتر ) .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19046
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13