يوماً بعد يوم ، يواجه الوضع السياسي العراقي محنة عسيرة . نفس المكونات ، و منها الحاكمة . تتهشم بنيتها من الداخل و الخارج ، رغم ما يطفو على السطح .
ولا أمل يرتجى من هذه الاجتماعات المتوالية . التي هي الدليل الواضح على الضعف . على تفتت اللحمة .
ذلك أن الأسباب هي أكبر بكثير من حجم الطروحات . من حجم الادعاءات .. التي كثر الحديث عن الخروج منها بوحدة متماسكة .
هم نفس المجتمعين ، لا توجد قاعدة شعبية ، تدافع عن مكتسب توفر لهم . و ما عادت أصلاً هناك قاعدة يرتكزون عليها .
الشعب ما عاد معنياً بمن لم يكترث لهمومه .. الترقيعات لا تعالج هلهلة السرود الكبيرة في ثوب رث لا يستر خلّة .
الحلول التي يجري الكلام عنها بائسة . القوى الظلامية تصول و تجول . لا جهاز أمني يمكن الوثوق به . هو جهاز جرى بناؤه بشكل محكم لكي يخدم الجهاز الصدامي . النظام الحالي لم يحرص على سمعة حميدة توفر له من يستميت في الدفاع عنه . الشعب يصرخ بأعلى صوته عبر الفضائيات بغضبه لما يحدث .
تداول الأحاديث، و نشر الوثائق عن مثالب الأطراف المتصارعة ، يصيب الوضع السياسي بالتصدعات التي لا يمكن علاجها .
الوضع العام بلا رعاية . بلا رعاية سياسية تفرض احترامها. كل الدلائل تشير ، على أن الفرصة الذهبية هي بصالح القوى المعادية للشعب و للصوص .
أغلب الظن : أن السياسيين لا يقلقون مما يقلق الشعب . هم منذ زمن بعيد ، رحّلوا مكتنزاتهم . و حقائبهم معدة للتحليق .
لا يشغل بالهم مصير العراق . لا أرضاً و لا شعباً . ولا تاريخاً . و لا مقدسات .للمقدسات رب يرعاها .
و هذه الحقائق ـ و إن كانت مرة ـ لكن على من يهمهم الأمر ، و منهم نحن : أن يدرك بأن الواقع هو ذا .
الدهاليز التي يرتبون أوراقهم و حلولهم، لا تقدم لهم رؤيا تكشف لهم النور . النور يراه الشعب وحده بوضوح ، لأنه باستمرار ، لا تحجبه الدهاليز عن بهاء الشمس . و عما يجري على المكشوف .
لنتذكر أيضاً. و بوضوح أيضاً . و بوعي العقلاء أيضاً . و بإذن مفتوحة أيضاً: أن صدام حسين عندما انعزل عن الشعب ، و أغاضه . و خيّب آماله .. و ترك أمور العراق يدب بها الخراب . و حوّله إلى أعظم من قمة أرست من القمامة . و المفقودين . و الشهداء . و ضحايا الحروب . و الهاربين .وووو .عندما حدث الغزو الأمريكي، لم تدافع عنه بندقية واحدة . لأنه نظام أغلق أذنيه عن سماع النصيحة . و عند سقوط النظام .ترك خلفه موروثه الذي جرى احتواءه ممن أمسك بزمام الأمور .
من القصور . من نفس موظفي و أفراد الحزب . من نفس الجيش بقياداته .نفس الشرطة و الأمن . نفس المخابرات و الاستخبارات .نفس الأمن الخاص . نفس فدائيي صدام . المتواجدون اليوم دون أن يمسهم ضر .
هم يتربعون الآن على مواقعهم دون أي خسائر و يأمرون و ينهون . هؤلاءالذين تعبت أياديهم من ذبح و تعذيب شرفاء العراق . هؤلاء لم يدفعوا حياتهم و لا دفعوا رصاصة واحدة دفاعاً عن راعيهم و صاحب نعمتهم .
هؤلاء هم نفسهم المتواجدون في الأجهزة المؤتمنة حالياً على سلامة النظام الحالي .
هؤلاء ، ماداموا لم يكونوا موالين للنظام الذي يضع بيده لقمتهم بأفواههم، كيف هم يوالون النظام الحالي ؟
ألأخطار ، يا سادة ياكرام .. هي أكبر حجماً مما نكتب . و أكبر ، بما لا يقاس ، مما نفكر ، و أدهى مما لا يلهيكم قدر رمشة عين .
القرارات السياسية، الميتة سريرياً . و اللعبة السياسية : تذكرنا بأرجحة الأطفال . تذكرنا بلعبتهم : ـ ( يا حميّمة تكلبي ، تكلبي . وركة فجل كلها العجل ، يزعير ترتر ) . |