• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المانيا في دفاعها عن اسرائيل في محكمة العدل الدولية المجرمون على اشكالها تقع .
                          • الكاتب : جبار عبد الزهره .

المانيا في دفاعها عن اسرائيل في محكمة العدل الدولية المجرمون على اشكالها تقع

 هناك قول عند العرب يجري مجرى الحكمة (يكاد يقول المذنب خذوني ) وذلك لأن الحالة النفسية لمرتكب الخطأ او الجرم تتشرَّبها المخاوف من المجهول الذي يشغل باله ويرافقه في كل لحظة من حياته فهناك القانون الذين يدين الجريمة ويعاقب عليها وهناك المجتمع الذي يستهجن الجريمة وينظر للقائم بها بعين الإزدراء والكراهية 0

كذلك تشغل بآلهُ الحيرة ويرتفع في اعماقه منسوب القلق الحاد وعدم الراحة  المزمنة ويسيطر عليه الإضطراب  فهو لا يشعر بالإطمئنان ولا بالأمان فيخاف من كل انسان ويصيبه الرعب في كل مكان  ويحسب كل صيحة عليه وكل اشارة ضده لإشتغال عقله وتفكيره بهموم الذنب الذي ارتكبه بحق الإنسان الآخر0

 وقد يدفعه ذلك الى مناصرة من كان على شاكلته ونظيرا له في ارتكاب الذنب والدفاع عنه لأنه يرى في اشتراكه معه في شكل الذنب تبريرا لذنبه وتسويغا له والمانيا كدولة وكحكومة من مصاديق هذه السردية التحليلية في موقفها الداعم لإسرائيل في محكمة العدل الدولية  0

فقد قررت المانيا رفض لائحة الاتهام الأخلاقية التي قدمتها دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل متهمة إيَّها بارتكاب إبادة جماعية ضد اهل قطاع غزة الفلسطيني0

ولم تكتف هذه الدولة التي كانت سببا في مقتل اكثر من (60) مليون انسان في الحرب العالمية الثانية وكانت اكثر الصراعات العسكرية دموية على مستوى العالم  فقد أعلنت أنها ستتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل لدعم إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية0

ولقد جدت المانيا نفسها ملزمة بالدفاع عن اسرائيل ضد جريمة الإبادة الجماعية لسكان غزة  ، هذه الجريمة الشنيعة التي اعادت الى ذاكرة المسؤول الالماني شبح ذكرى جرائم المستعمر الألماني ليدور فوق رؤس المسؤولين الألمان في سجلاتهم الأستعمارية لشعوب الارض فهناك مجزرة اتركبتها المانيا ضد الشعب الناميبي في بداية القرن العشرين خلال استعمارها لهذا البلد راح ضحيتها الآلف من ابناء هذا البلد0

إذ أنَّه في ناميبيا بين عامي 1904 و1908 قُتل عشرات الآلاف من أبناء قبيلتي "هيريرو" و"ناما" في مذابح إبادة جماعية ارتكبها المستعمرون ألأمان، واعتبرها العديد من المؤرّخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين0

وقد أسفرت هذه المذابح عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألفا من أبناء هيريرو وحوالي 10 آلاف من أبناء ناما.

 وانا اعتبر ان الحرب العالمية الثانية والتي راح ضحيتها الملايين من اهل كوكب الأرض م لا يقل عن (60) مليون انسان كما ذكرتُ والتي تسبب بها الفوهررهتلر زعيم الرايخ الألماني الثالث هي ابشع وأسوأ حرب إبادة في تاريخ الإنسانية على الأطلاق 0

ولقد وجدت المانيا لها متنفسا في التماس العذرلنفسها امام إلإنسانية من جريمتها ضد الشعب الناميبي للترويح عن عذاباتها وتانيب الضميرالتاريخي في ان تدافع عن اسرائيل في حرب الإبادة التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني والتي لم يسلم منها الشيخ ولا الطفل ولا المراة  لأنَّها تقوم على تنفيذ مطاليب الركيزة الأولى لأقامة دولتها وهي التطهير العرقي وهو افراغ ارض فلسطين بالكامل من كل ما هو فلسطيني 0

وذلك لأنَّ المانيا كانت طيلة الفترة التي ارتكبت فيها مجازرها ضد الشعب الناميبي في الفترة بين عامي (1904—1908م ) كما قلت اعلاه ، كانت مصابة بعقدة احتقار النفس امام الآخرين والتي كان يعاني منها مؤسس علم النفس( سيكموند فرويد ) التي سببتها لها عقدة وخز الضمير من جريمة الأبادة التي ارتكبتها بحق ناميبيا  لذلك سارعت للدفاع عن اسرائيل لأنها وجدت فيها ضالتها المنشودة في التماثل معها في ارتكابها حرب ابادة بحق الشعب الفلسطيني  منذ 7/ اكتوبر من العام الماضي0

 وكأني بألمانيا تقول للعالم اليوم :- (شوفوا يا ناس في كل مكان وانظر يا عالم من كل زاوية لست وحدي من ارتكب بحق شعب ناميبيا إبادة جماعية ) فهذه اسرائيل ابادت الشعب الفلسطيني بدعم ومشاركة من قبل امريكا وبريطانيا وأنا وفرنسا 0

وقد وصل عدد الشهداء الى اكثر من 23 الف شهيد والجرحى اكثر من 65الف مصاب معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ناهيك عن هدم الدور والمستشفيات والمدارس والجوامع وهي مستمرة حتى الساعة مع اصرار رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو على استمرارها لأنها لم تحقق اهدافها المرجوُة منها ومن بين اهمها تدمير حماس رغم ان وزير الخارجية الأمريكية في جولته الأخيرة اخبر المسؤولين الأسرائيليين أنّه من الصعب القضاء على حماس0




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=190442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13