كل مجموعة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
تكملة للحلقتين السابقتين جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن الرقم ثلاثة "وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" ﴿الطلاق 4﴾ ثلاثة اسم، والنساء المطلقات اللاتي انقطع عنهنَّ دم الحيض؛ لكبر سنهنَّ، إن شككتم فلم تدروا ما الحكم فيهنَّ؟ فعدَّتهنَّ ثلاثة أشهر، والصغيرات اللاتي لم يحضن، فعدتهن ثلاثة أشهر كذلك. وذوات الحَمْل من النساء عدتهن أن يضعن حَمْلهن. ومن يَخَفِ الله، فينفذ أحكامه، يجعل له من أمره يسرًا في الدنيا والآخرة. قوله عز وجل "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا" ﴿النساء 3﴾ وَثُلَاثَ: وَ حرف عطف، ثُلَاثَ اسم. وإن خفتم ألا تعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت أيديكم بأن لا تعطوهن مهورهن كغيرهن، فاتركوهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء من غيرهن: اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا، فإن خشيتم ألا تعدلوا بينهن فاكتفوا بواحدة، أو بما عندكم من الإماء. ذلك الذي شرعته لكم في اليتيمات والزواج من واحدة إلى أربع، أو الاقتصار على واحدة أو ملك اليمين، أقرب إلى عدم الجَوْرِ والتعدي. قوله سبحانه "وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ﴿التوبة 118﴾ الثَّلَاثَةِ: ال اداة تعريف، ثَّلَاثَةِ اسم. وكذلك تاب الله على الثلاثة الذين خُلِّفوا من الأنصار وهم كعب بن مالك وهلال بن أُميَّة ومُرَارة بن الربيع تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحزنوا حزنًا شديدًا، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بسَعَتها غمًّا وندمًا بسبب تخلفهم، وضاقت عليهم أنفسهم لِمَا أصابهم من الهم، وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وفَّقهم الله سبحانه وتعالى إلى الطاعة والرجوع إلى ما يرضيه سبحانه. إن الله هو التواب على عباده، الرحيم بهم. قوله جل جلاله "قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا" ﴿مريم 10﴾ ثلاث ظرف زمان، قال زكريا زيادة في اطمئنانه: ربِّ اجعل لي علامة على تحقُّق ما بَشَّرَتْني به الملائكة، قال: علامتك أن لا تقدر على كلام الناس مدة ثلاث ليال وأيامها، وأنت صحيح معافى.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب" (المرسلات 30) أي نار لها ثلاث شعب سماها ظلا لسواد نار جهنم وقيل هو دخان جهنم له ثلاث شعب تحيط بالكافر شعبة تكون فوقه وشعبة عن يمينه وشعبة عن شماله وسمي الدخان ظلا كما قال أحاط بهم سرادقها أي من الدخان الآخر بالأنفاث عن مجاهد وقتادة وقيل يخرج من النار لسان فيحيط بالكافر كالسرادق فيتشعب ثلاث شعب فيكون فيها حتى يفرغ من الحساب. قوله سبحانه "في ظلمات ثلاث" (الزمر 6) ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام وقيل ظلمة الليل أو ظلمة صلب الرجل وظلمة الرحم وظلمة البطن. قوله عز وجل "أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع" (فاطر 1) تقدم تفسيرها وإنما جعلهم أولي أجنحة ليتمكنوا بها من العروج إلى السماء ومن النزول إلى الأرض فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة أجنحة ومنهم من له أربعة أجنحة عن قتادة قال ويزيد فيها ما يشاء وهو قوله "يزيد في الخلق ما يشاء" قال ابن عباس رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم جبرائيل ليلة المعراج وله ستمائة جناح وهذا اختيار الزجاج والفراء وقيل أراد بقوله "يزيد في الخلق ما يشاء" حسن الصوت عن الزهري وابن جريج وقيل هو الملاحة في العينين عن قتادة وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال: (هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن). قوله عز من قائل "وعلى الثلاثة الذين خلفوا" (التوبة 118) قال مجاهد: معناه خلفوا عن قبول التوبة بعد قبول توبة من قبل توبتهم من المنافقين، كما قال سبحانه فيما مضى: "وآخرون مرجون لأمر الله أما يعذبهم وإما يتوب عليهم" (التوبة 106) وقال الحسن، وقتادة: معناه خلفوا عن غزوة تبوك لما تخلفوا هم. واما قراءة أهل البيت عليهم السلام: "خالفوا" فإنهم قالوا: لو كانوا خلفوا لما توجه عليهم العتب، ولكنهم خالفوا. قوله عز وعلا "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ" (الكهف 22) بين سبحانه تنازعهم في عددهم فقال " سيقولون " أي: سيقول قوم من المختلفين في عددهم "ثلاثة" أي: هم ثلاثة "رابعهم كلبهم ويقولون" أي: ويقول آخرون هم " خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ" أي: قذفا بالظن من غير يقين عن قتادة " ويقولون " أي: ويقول آخرهم هم "سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ" وقيل: إن هذا إخبار من الله تعالى بأنه سيقع نزاع في عددهم ثم وقع ذلك لما وفد نصارى نجران إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فجرى ذكر أصحاب الكهف فقالت اليعقوبية منهم: كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم وقالت النسطورية: كانوا خمسة سادسهم كلبهم وقال المسلمون: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم "قل (يا محمد) رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ" (الكهف 22) من الناس عن قتادة وقيل: قليل من أهل الكتاب عن عطا وقال ابن عباس أنا من ذلك القليل هم سبعة وثامنهم كلبهم والأظهر أن يكون عرف ذلك من جهة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال هم مكسليمنا وتمليخا ومرطولس ونينونس وسارينونس ودربونس وكشوطبونس وهو الراعي.
عن موسوعة الامام الخوئي للسيد أبوالقاسم الخوئي: قال تعالى "مَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيََامُ ثَلاََثَةِ أَيََّامٍ فِي اَلْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذََا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كََامِلَة " (البقرة 196) مسترسلة ومرتبطة بعضها ببعض. فيشرع صوم الثلاثة أيّام في سفر الحجّ على تفصيل مذكور في محلّه من حيث الإتيان به قبل العيد أو بعده وغير ذلك ممّا يتعلّق بالمسألة، وبذلك يخرج عن عموم منع الصوم في السفر، وقد دلّت على ذلك من الأخبار صحيحة معاوية بن عمّار وموثّقة سماعة وغيرهما. لا ريب في أن المتمتع بالحج إذ لا يتمكّن من الهدي ولا ثمنه يجب عليه صيام عشرة أيام، ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله. يقول الامام الحكيم قدس سره في كتابه دليل الناسك عن مناسك الحج: لا ريب في أن المتمتع بالحج إذ لا يتمكّن من الهدي ولا ثمنه يجب عليه صيام عشرة أيام، ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، لقوله تعالى "فَإِذََا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى اَلْحَجِّ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيََامُ ثَلاََثَةِ أَيََّامٍ فِي اَلْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذََا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كََامِلَةٌ ذََلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حََاضِرِي اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرََامِ" (البقرة 196). سؤال: إن القرآن مشتمل على المناقضة فلا يكون وحيا إلهيا، وقد زعموا أن المناقضة وقعت في موردين. الجواب: إن لفظ اليوم قد يطلق ويراد منه بياض النهار. وقد يطلق ويراد منه بياض النهار مع ليله كما في قوله تعالى: "تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ" (هود 65).
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب" (المرسلات 30) ذكروا أن المراد بهذا الظل ظل دخان نار جهنم قال تعالى: "وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ" (الواقعة 43). وذكروا أن في ذكر انشعابه إلى ثلاث شعب إشارة إلى عظم الدخان فإن الدخان العظيم يتفرق تفرق الذوائب. قوله سبحانه "في ظلمات ثلاث" (الزمر 6) والظلمات الثلاث هي ظلمة البطن والرحم والمشيمة كما قيل ورواه في المجمع، عن أبي جعفر عليه السلام. وقيل: المراد بها ظلمة الصلب والرحم والمشيمة وهو خطأ فإن قوله: "في بطون أمهاتكم" صريح في أن المراد بالظلمات الثلاث ما في بطون النساء دون أصلاب الرجال. قوله عز وجل "أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع" (فاطر 1) الملائكة جمع ملك بفتح اللام وهم موجودات خلقهم الله وجعلهم وسائط بينه وبين العالم المشهود وكلهم بأمور العالم التكوينية والتشريعية عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. فقوله تعالى: "جاعل الملائكة رسلا" يشعر بل يدل على كون جميع الملائكة والملائكة جمع محلى باللام مفيد للعموم رسلا وسائط بينه وبين خلقه في إجراء أوامره التكوينية والتشريعية. ولا موجب لتخصيص الرسل في الآية بالملائكة النازلين على الأنبياء عليهم السلام وقد أطلق القرآن الرسل على غيرهم من الملائكة كقوله تعالى: "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا" (الانعام 61)، وقوله: " إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ" (يونس 21) وقوله: "وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ" (العنكبوت 31). والأجنحة جمع جناح وهومن الطائر بمنزلة اليد من الإنسان يتوسل به إلى الصعود إلى الجو والنزول منه والانتقال من مكان إلى مكان بالطيران. فوجود الملك مجهز بما يفعل به نظير ما يفعله الطائر بجناحه فينتقل به من السماء إلى الأرض بأمر الله ويعرج به منها إليها ومن أي موضع إلى أي موضع، وقد سماه القرآن جناحا ولا يستوجب ذلك إلا ترتب الغاية المطلوبة من الجناح عليه وأما كونه من سنخ جناح غالب الطير ذا ريش وزغب فلا يستوجبه مجرد إطلاق اللفظ كما لم يستوجبه في نظائره كألفاظ العرش والكرسي واللوح والقلم وغيرها. وقوله: "أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع" (فاطر 1) صفة للملائكة، ومثنى وثلاث ورباع ألفاظ دالة على تكرر العدد أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة كأنه قيل: جعل الملائكة بعضهم ذا جناحين وبعضهم ذا ثلاثة أجنحة وبعضهم ذا أربعة أجنحة. وقوله: "يزيد في الخلق ما يشاء" لا يخلو من إشعار بحسب السياق بأن منهم من يزيد أجنحته على أربعة.
|