عجيب أمر هذا الوطن المسلّح:الكل يتكلم بإسمه،والكل يقتل بإسمه،والكل يسرق بإسمه،وماعلينا(نحن المكَاريد) سوى الرضا بما يقوله الناطقون الذين لاياتيهم الباطل من بين ايديهم،ولاالقاتلون الذين يرمون الناس بالكاتم من خلفهم!،والسارقون الذين يسرقون (عيني عينك) تحت يافطة النزاهة البرلمانية والوطنية والصابونجية!.
الدولة العراقية تاخذ ولاتعطي،تاخذ القوي وتعطي الضعيف له،تاخذ تعطي الرشاوى وتاخذ الضرائب،تاخذ الاعمار وتعطينا قبور الغرباء التي لاتكلف خظة وزير المالية الخمسية شيئاً.
صباح الخميس الماضي،يقف احد فروخ الجهاد المصخّم ويركن سيارته قرب حائط الاعلامي الرياضي عبد الكريم ياسر،السيارة لم تكن تحمل 500 كغم من الحلوى لاولاد كريم ولا لأحفاده تكفيهم لمناسبات فرح تتمدد على زمن 3 أجيال منه،السيارة كانت محمّلة بحلوى جهنم من السي فور الذي يكاد ان يدلع لسانه ليلحس وجود هذه العائلة العراقية المتعبة....خلال 5 دقائق،كان بيت عبد الكريم ياسر يودع وقفته الاخيرة،كانت هناك سيارتان شخصيتان للعائلة تقف في باب البيت،فجأة....يضغط المجاهد الساقط الريمونت لتنفجر السيارة المركونة قرب البيت...يسقط بيت عبدالكريم ياسر عليه وعلى اولاده،ولو لا تدخّل الخيّرين لاخراج جبل اللحم الراقد تحت اضلاع البيت لماتوا بسبب الاختناق .
عبدالكريم ياسر اعلامي رياضي،لم يهاجم اي فريق رياضي لايؤمن بولايه فقيه شيعي او سني،لم يحلل الجمناستيك لانه يظهر اللحم المربرب للاعبات الجمباز
،لم يشجّع لعبة الزورخانه ويدّعي ان اصلها فارسي،ولم يعاند فتوى القرضاوي بان جعل عدد اللاعبين تسعة عشر لاعبا في فريق كرة الخلافة الاسلامي،لم يقترح انزال شبكة كرة السلة الى الاسفل عملا بقاعدة التواضع،لم يكن ذنبه ان القفز بالزانة يوجب العبور على ظهور المساكين،لم يدع الى الاقتداء بحركات ملايين او فيفي عبدو في اجراء حركات الاحماء الرياضي،لم يشجع برشلونه لانه يحب ميسي ويكره رونالدو لانه يحب صديقة رونالدو،كل هذه الاسباب وصولا الى الاتاثير على ثقب الاوزون وانخفاض منسوب نهر دجلة
لم تكن هي الاسباب التي جعلت هذا الارهابي يضع سيارة الخلف الطالح امام بيته ليتم تفجيرها لقتل عائلته.
عبد الكريم ياسر يرقد الان في مستشفى الكاظمية مع فصيله البشري الخارج من غزوة البيت وهم يحملون الضمادات التي تشير الى جروح الروح والجسد،ليس من السهل ان يسقط عليك وطن بنيته بروحك وكأن شيئا لم يكن،بينما يضيع الوطن الذي دافعت عنه بدمك وكأنك لم تفعل شيئا.
عبد الكريم ياسر ينام وعائلته بضيافة مدير صحة الكرخ الدكتور الوطني جليل الشمري في مستشفى الكاظمية،لكنه يعلم ان ايام البقاء في المشفى قليلة،فاين يذهب بعد اخذ العلاج؟
قناة السلام الفضائية الممثلة بمرجعية السيد حسين الصدر (دام ظله) لاتملك ان تبني له بيته،وصحة الكرخ لاتملك ان تبقيه اكثر مما تستحق جروحه وكسور اهل بيته من الضيافة،اما ان ينتظر التعويضات من الحكومة فاتصور انه يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه واله وسلم: "صبرا آل ياسر أن موعدكم".....التعويضات.
نسخة منه الى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي
نسخة منه الى نقابة الصحفيين
نسخة منه الى فراس الغضبان الحمداني ومادلين أبو طبر!! |