إسرافيلُ وعزرائيلُ عليهما السلام
إسرافيلُ هو الملكُ الموكَلُ بالنفخِ في الصور، وقد جاءَ ذكرُه في القضيةِ المهدويةِ في موردين:
المورد الأول: إنّه يكونُ في عدادِ الملائكةِ الذين ينزلون عندَ رجعةِ الإمامِ الحسين لنصرته:
فعن أبي جعفرٍ قال: «قال الحسينُ بن عليّ لأصحابه قبلَ أنْ يقتل:... فَوَاللهِ، لَئِنْ قَتَلُونا فَإِنّا نَرِدُ عَلى نَبِيِّنا، قال: ثُمَّ أَمْكُثُ ما شاءَ اللهُ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْهُ، فَأَخْرُجُ خَرْجَةً يُوافِقُ ذلِكَ خَرْجَةَ أَميرِ المُؤْمِنينَ وَقِيامَ قائِمِنا، وَحَياةَ رسوُلِ اللهِ ثُمَّ لَيَنْزِلَنَّ عَلَيَّ وَفْدٌ مِنَ السَّماءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَرْضِ قَطُّ، وَلَيَنْزِلَنَّ إِلَيَّ جَبْرَئيلُ وَميكائيلُ وَإِسْرافيلُ، وُجُنُودٌ مِنَ المَلائِكَةِ...» .
المورد الثاني: إنّه يكونُ مع الإمامِ المهدي إذا خرج:
وقد وردَ أنّه يكونُ على يساره، فعن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعتُ أبا جعفرٍ محمد بن علي يقول: «لو قد خرجَ قائمُ آلِ محمد (صلوات الله عليه) لنصره اللهُ بالملائكةِ المسوّمين والمُردفين والمنزلين والكروبيين، يكونُ جبرائيلُ أمامه، وميكائيلُ عن يمينه، وإسرافيلُ عن يساره...» .
وفي ثانية أنّه يكونُ أمامه، كما رويَ عن أبي خالد الكابلي قال: قال لي علي بن الحسين: يا أبا خالد، لتأتينّ فتنٌ كقطعِ الليلِ المُظلم، لا ينجو إلّا من أخذَ اللهُ ميثاقه، أولئك مصابيحُ الهدى وينابيعُ العلم، ينجيهم اللهُ من كُلِّ فتنةٍ مُظلمة، كأنّي بصاحبكم قد علا فوقَ نجفكم بظهرِ كوفان في ثلاثمائةٍ وبضعة عشر رجلًا، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل أمامه، معه رايةُ رسولِ اللهِ قد نشرها، لا يهوي بها إلى قومٍ إلّا أهلكهم اللهُ» .
وهذا الاختلافُ في المواقعِ يُفسّرُ على اختلافِ موقعه باختلافِ تحرُّكاتِ الجيشِ المهدوي.
وأما عزرائيل فهو الملكُ الموكَلُ بقبضُ الأرواح، قال (تعالى): ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾.
وفي نقل السيدِ ابنِ طاووس لخطبةِ البيانِ المنسوبة لأميرِ المؤمنين التي ذكر فيها الإمامَ المهدي وخروجَ من يخرجُ معه وأسماءهم، ذكر أنَّ السفياني ينزلُ في بحيرةِ طبريَّة ومعه (170) ألفًا، وأنّ الإمامَ المهدي يسيرُ إليه، ويكونُ عزرائيلُ أمامَه: «وَيَسِيرُ إِلَيْهِ اَلمَهْدِيُّ، عَنْ يَمِينِهِ جَبْرَئِيلُ، وَعَنْ شِمَالِهِ مِيكَائِيلُ، وَعِزْرَائِيلُ أَمَامَهُ...» .
ولعلّ المقصودَ من هذا التعبير هو أنّ الموتَ للأعداءِ يكونُ أمامه.
|