• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفهوم القرية في الآيات القرآنية (ح 10) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

مفهوم القرية في الآيات القرآنية (ح 10)

تكملة للحلقات السابقة قال الله تعالى عن قرية "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ" ﴿الزخرف 31﴾ الْقَرْيَتَيْنِ: الْ اداة تعريف، قَرْيَتَيْنِ اسم، القريتين: مكة و الطائف، من القريتين: من إحدى القريتين مكّة و الطائف، وقال هؤلاء المشركون مِن قريش: إنْ كان هذا القرآن مِن عند الله حقًا، فهلا نُزِّل على رجل عظيم من إحدى هاتين القريتين (مكة) أو (الطائف)، و "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ﴿الأحقاف 27﴾ الْقُرَى: الْ اداة تعريف، قُرَى اسم، ولقد أهلكنا ما حولكم يا أهل "مكة" من القرى كعاد وثمود، فجعلناها خاوية على عروشها، وبيَّنَّا لهم أنواع الحجج والدلالات، لعلهم يرجعون عما كانوا عليه من الكفر بالله وآياته، و "مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" ﴿الحشر 7﴾ ما أفاءه الله على رسوله من أموال مشركي أهل القرى من غير ركوب خيل ولا إبل فلله ولرسوله، يُصْرف في مصالح المسلمين العامة، ولذي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واليتامى، وهم الأطفال الفقراء الذين مات آباؤهم، والمساكين، وهم أهل الحاجة والفقر، وابن السبيل، وهو الغريب المسافر الذي نَفِدت نفقته وانقطع عنه ماله، وذلك حتى لا يكون المال ملكًا متداولا بين الأغنياء وحدهم، ويحرم منه الفقراء والمساكين. وما أعطاكم الرسول من مال، أو شرعه لكم مِن شرع، فخذوه، وما نهاكم عن أَخْذه أو فِعْله فانتهوا عنه، واتقوا الله بامتثال أوامره وترك نواهيه. إن الله شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره ونهيه. والآية أصل في وجوب العمل بالسنة: قولا أو فعلا أو تقريرًا، و "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ" ﴿الحشر 14﴾ قُرًى مُّحَصَّنَةٍ: قرى ذات أسوار عالية، لا يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق، أو من خلف الحيطان، عداوتهم فيما بينهم شديدة، تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة، ولكن قلوبهم متفرقة، وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته.
وردت كلمة قرية ومشتقاتها في القرآن الكريم: الْقَرْيَةَ، قَرْيَةٍ، الْقُرَى، قَرْيَتِكُمْ، قَرْيَتِنَا، قُرًى، الْقَرْيَتَيْنِ، قَرْيَتِكَ. جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن قرية "إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" ﴿العنكبوت 34﴾ الْقَرْيَةَ: الْ اداة تعريف، قَرْيَةَ اسم، إنا منزلون على أهل هذه القرية عذابًا من السماء، بسبب معصيتهم لله وارتكابهم الفاحشة. قوله سبحانه "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ" ﴿سبإ 18﴾ القُرَى الَّتِي بَارَكْنَا حَوْلَهَا: وهي قرى الشام، وجعلنا بين أهل "سبأ" وهم "باليمن" والقرى التي باركنا فيها وهي "الشام" مُدنًا متصلة يُرى بعضها من بعض، وجعلنا السير فيها سيرًا مقدَّرًا من منزل إلى منزل لا مشقة فيه، وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى في أيِّ وقت شئتم من ليل أو نهار، آمنين لا تخافون عدوًّا، ولا جوعًا ولا عطشًا. قولع عز وجل "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ" ﴿يس 13﴾ القرية: أنطاكية، واضرب أيها الرسول لمشركي قومك الرادِّين لدعوتك مثلا يعتبرون به، وهو قصة أهل القرية، حين ذهب إليهم المرسلون، إذ أرسلنا إليهم رسولين لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره، فكذَّب أهل القرية الرسولين، فعزَّزناهما وقويناهما برسول ثالث، فقال الثلاثة لأهل القرية: إنا إليكم أيها القوم مرسلون. قوله جل جلاله "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" ﴿الشورى 7﴾ أُمَّ القُرَى: مكة أي أهل مكة، وكما أوحينا إلى الأنبياء قبلك أوحَيْنا إليك قرآنا عربيًّا، لتنذر أهل "مكة" ومَن حولها مِن سائر الناس، وتنذر عذاب يوم الجمع، وهو يوم القيامة، لا شك في مجيئه. الناس فيه فريقان: فريق في الجنة، وهم الذين آمنوا بالله واتبعوا ما جاءهم به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم فريق في النار المستعرة، وهم الذين كفروا بالله، وخالفوا ما جاءهم به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قوله عز من قائل "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" ﴿النمل 34﴾ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً: دخلوها عنوة، قالت محذرةً لهم من مواجهة سليمان بالعداوة، ومبيِّنة لهم سوء مغبَّة القتال: إن الملوك إذا دخلوا بجيوشهم قريةً عنوةً وقهرًا خرَّبوها وصيَّروا أعزَّة أهلها أذلة، وقتلوا وأسروا، وهذه عادتهم المستمرة الثابتة لحمل الناس على أن يهابوهم. وإني مرسلة إلى سليمان وقومه بهديَّة مشتملة على نفائس الأموال أصانعه بها، ومنتظرة ما يرجع به الرسل.
تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قال الله عز وجل "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ" ﴿يس 13﴾ قال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلّم "واضرب لهم" يا محمد "مثلا" أي مثل لهم مثالا وهومن قولهم هؤلاء إضراب أي أمثال وقيل معناه واذكر لهم مثلا "أصحاب القرية" وهذه القرية أنطاكية في قول المفسرين "إذ جاءها المرسلون" أي حين بعث الله إليهم المرسلين.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله عز من قائل "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" ﴿الشورى 7﴾ الإشارة إلى الوحي المفهوم من سابق السياق، وأم القرى هي مكة المشرفة والمراد بإنذار أم القرى إنذار أهلها، والمراد بمن حولها سائر أهل الجزيرة ممن هو خارج مكة كما يؤيده توصيف القرآن بالعربية. وذلك أن الدعوة النبوية كانت ذات مراتب في توسعها فابتدأت الدعوة العلنية بدعوة العشيرة الأقربين كما قال "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214) ثم توسعت فتعلقت بالعرب عامة كما قال : "قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (فصلت 3) ثم بجميع الناس كما قال "وأنزل إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ" (الانعام 19). ومن الدليل على ما ذكرناه من الأمر بالتوسع تدريجا قوله تعالى "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (ص 86-87) فإن الخطاب على ما يعطيه سياق السورة لكفار قريش يقول سبحانه إنه ذكر للعالمين لا يختص ببعض دون بعض، فإذا كان للجميع فلا معنى لأن يسأل بعضهم كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضا عليه أجرا. على أن تعلق الدعوة بأهل الكتاب وخاصة باليهود والنصارى من ضروريات القرآن، وكذا إسلام رجال من غير العرب كسلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي من ضروريات التاريخ. وقيل المراد بقوله : "من حولها" سائر الناس من أهل قرى الأرض كلها ويؤيده التعبير عن مكة بأم القرى. والآية كما ترى تعرف الوحي بغايته التي هي إنذار الناس من طريق الإلقاء الإلهي وهو النبوة فالوحي إلقاء إلهي لغرض النبوة والإنذار. قال الله سبحانه وتعالى "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" ﴿النمل 34﴾.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قال الله تبارك وتعالى "إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" ﴿العنكبوت 34﴾. والمراد بالقرية هي (سدوم) وما جاورها من القرى والمدن التي كان يسكنها قوم لوط، وقد أوصل بعضهم عدد هؤلاء إلى سبعمائة ألف نفر. والمراد من (الرجز) هنا هو العذاب، ومعناه الأصلي الإضطراب، ثمّ عبروا عن كل شيء يوجب الإضطراب بالرجز، ولذلك استعمل العرب كلمة الرجز في كثير من المعاني كالبلايا الشديدة، والطاعون أو البرد، والأصنام، ووساوس الشيطان، والعذاب الإلهي. الخ. وجملة "بما كانوا يفسقون" هي سبب عقابهم الشديد، لأنّهم لم يطيعوا الله، والتعبير بالفعل المضارع "يفسقون" دليل على استمرارهم ودوامهم على العمل القبيح. وهذا التعبير يبيّن هذه الحقيقة، وهي لو أن أُولئك لم يستمروا على الذنب، وكانوا يتوبون ويعودون إلى طريق الحق والتقوى، لم يبتلوا بمثل هذا العذاب وكانت ذنوبهم الماضية مغفورة. إلاّ أنّ في سورة هود الآية (82) منها، وكذلك سورة الأعراف الآية 84 منها، تفصيلا في بيان العذاب، وهوأنّه أصابت قراهم في البداية زلزلة شديدة فجعلت عاليها سافلها، ثمّ أمطرت عليها حجارة من السماء بحيث توارت بيوتهم وقراهم وأجسادهم تحتها.
جاء في صفحة خواطر الشيخ الشعراوي: ما الفرق بين القرية والمدينة في المعنى في القرآن الكريم؟ الجواب: اعتمد القرآن الكريم على طبيعة السكّان في مسمّياته للتجمعّات السكّانيّة، فإذا كان المجتمع مُتّّفقاً على فِكْرة واحدة أو مِهنةٍ واحدة أسماه القرآن قرية و نحن نقول مثلاُ: القرية السياحيّة، القرية الرياضيّة. الجزء الثاني من الجواب في سورتيْ الكهف و يس وهما مِنْ أكثر السور قراءةً لدى المسلمين فهناك موضوع مدهشٌ للغاية في السورتين، هو كيف تتحوّل القرية إلى مدينة في ذات الوقت، و دون مرور فترة زمنيّة، حيثُ نجد في سورة الكهف "حتّى إذا أتَيا أهْل قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أنْ يُضَيّّفوهمَا فوجدا فيها جداراً يُريد أنْ يَنْقضّّ فأقامَه" ثم قال تعالى عنها "و أمّا الجدار فكان لِغًلامَيْن يتيميْن في المدينة" سورة الكهف وذات الموضوع ورَدَ في سورة يس "و اضْربْ لهم مثلاُ أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون" ثم قال تعالي عنها في موضع آخر "و جاء منْ أقصى المدينة رجلٌ يسعى" سورة يس فكيف انقلبت القرية إلى مدينة ببلاغةٍ مدهشة؟ هذا يجعلنا نعود إلى سورة الكهف: فعندما اتّفق المجتمع على البُخْل عندها أسماه القرآن الكريم قرية وفي سورة يس عندما اتّفقوا على الكُفْر أسماها أيضاً قرية. و مثالُ آخر: عندما اتّفق قوم لوط عليه السلام على معصية واحدة قال تعالى: "و نجّيناه من القرية التي كانت تعْمل الخبائث" سورةالأنبياء. و عِندمـا يُطلق القرآن الكريم مُسمّى مدينة يكون المجتمع فيه الخير و فيه الشرّ،أو يكون سكّانه في أعداءُ مع بعضهم. و الدليل على ذلك أنّ القرآن الكريم أطلق على يثرب اسم: مدينة، وذلك لوجود منافقين و صحابة مؤمنين بنفس المجتمع، فقال تعالى "و من أهل المدينة مردوا على النفاق" (التوبة 101)، لذلك لم يردْ في القرآن الكريم أنّ الله سبحانه قد أهلك مدينة، بل يُهلك القرى الكافرة تماماً أي يأتي الهلاك عندما يعمّ الكُفر في المجتمع. نعود لسورة الكهف: عِندما أضاف العبد الصالح، أضاف الولدين الصالحَين إلى المجتمع البخيل الفاسد، أصبح المجتمع مدينة و لم يعُدْ قرية، و كذلك في سورة يس، عندمـا أسلم أحد الأشخاص، أصبحت القرية الكافرة مدينة فيها الكفر و فيها الإيمان، لذلك قلب القرآن الكريم التسمية فوراً و بذات الحَدَث منْ قرية إلى مدينة حيث قال في بداية القصة "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون" فلما أعلن أحد أهلها إسلامه سماها مدينه:"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى"، و من روعة البلاغة في القرآن الكريم، أنّ القارىْ لا ينتبه أنّ القرية قد أصبحت مدينة. أرجو العودة إلى القرآن، و الانتباه لهذا الموضوع المدهش في جميع آياته.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=189460
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12