• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (اصل الاحاديث المكذوبة) (ح 14) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (اصل الاحاديث المكذوبة) (ح 14)

ويقول السيد مرتضى العسكري عن اصل الاحاديث المكذوبة في كتابه: ولما كان عصر معاوية يمتاز في العصور الاسلامية بانصراف السلطة إلى وضع الحديث، وبكثرة الحديث الموضوع فيه كثرة هائلة أثرت على الفكر الاسلامي مدى العصور، ينبغي دراسة ذلك العصر والسلطة القائمة فيه وتحليل أشخاصهم دراسة وتحليلا وافيين يمكنان من دراسة الحديث الكثير الموضوع فيه. ونبدأ في هذه الدراسة بمعاوية وأسرته ثم عصره إلى غيرها مما ينير لنا السبيل لفهم الحديث والتاريخ، ثم ندرس علاقة أم المؤمنين بمعاوية وولاته، ثم خاتمة حياتها. معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأم أبي سفيان: صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم. وأم معاوية: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وأمها صفية بنت أمية بن حارثة السلمي. تزوجت هند الفاكه بن المغيرة المخزومي، فقتل عنها بالغميصاء، ثم حفص بن المغيرة فمات عنها، ثم أبا سفيان، وفي رواية أن الفاكه بن المغيرة. وقال الأصمعي وهشام بن محمد الكلبي في كتاب المثالب: إن معاوية كان يقال إنه من أربعة من قريش: عمارة بن الوليد المخزومي، ومسافر بن عمرو، وأبي سفيان، والعباس بن عبد المطلب، وهؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان، وكان كل منهم يتهم بهند. وقال الشعبي: وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هند يوم فتح مكة بشئ من هذا، فإنها لما جاءت تبايعه وكان قد أهدر دمها، فقالت: على ما أبايعك؟ فقال: (على أن لا تزنين) فقالت: وهل تزني الحرة؟. أما أبو سفيان فقد كان من سادات قريش في الجاهلية، وعده محمد بن حبيب من زنادقة قريش الثمانية، وكان رأسا من رؤوس الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته، ومن الذين أجمعوا على منابذة رسول الله صلى الله عليه وآله وتعجيزه، وممن اجتمعوا على أبي طالب يخاصمونه في حمايته لرسول الله صلى الله عليه وآله، وممن حضر دار الندوة حين اجتمعوا فيها يتشاورون على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وتعاهدوا على ذلك، ومن بعد هجرة المسلمين إلى المدينة عدا على بعض دورهم بمكة فباعها، وفي السنة الثانية من الهجرة. عندما رجع أبو سفيان بتجارة قريش من الشام وخرج النبي يعترضه، استصرخ أهل مكة فخرجوا وحاربوا النبي على ماء بدر، فقتل فيها من بني عبد شمس ثمانية، وفيهم حنظلة بن أبي سفيان وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة خال معاوية، وقتل ستة من حلفائهم، وأسر منهم سبعة فيهم عمرو بن أبي سفيان. ومن بعد غزوة بدر أصبح أبو سفيان سيد مكة الوحيد، وزعيم قريش في حربها وسلمها، ونذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا.
ويستطرد السيد العسكري حول اصل العداء الاموي: وصلت تجارة قريش إلى مكة بعد أن قتل في سبيلها سبعون منهم ببدر وأسر سبعون فقرر أبو سفيان ومن كان له في تلك العير تجارة أن ينفقوها في حرب رسول الله صلى الله عليه وآله. فنزلت فيهم: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" (الانفال 36). فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة. ورآها أحد الأنصار تحرض الناس تحريضا شديدا. ووقعت هند والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول. وبقرت هند كبد حمزة فلاكتها فلم تسطع أن تسيغها فلفظتها. ثم إن أبا سفيان بعد انصرافه يوم أحد بدا له الرجوع إلى المدينة ليستأصلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج لملاقاتهم فجبنوا ورجعوا أدبارهم. ثم استعدت قريش لحرب رسول الله وحزبت الأحزاب من حلفائها واليهود الذين كانوا حول المدينة فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد حفر خندقا حول المدينة فجاءت قريش وحلفاؤها حتى حاصرت المدينة قريبا من شهر وكان ذلك في شوال سنة خمس من الهجرة وقتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود مبارزة وخافت اليهود، فلم تشترك في الحرب واشتد البرد والريح على قريش، فخطب فيهم أبو سفيان وقال: يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام. ولما عاهد رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا يوم الحديبية ونقضت العهد بعد ذاك جاء أبو سفيان إلى المدينة ليجدد العهد، فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وآله وجاء إلى علي أخيرا وقال له: يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني. قال: والله لا أعلم لك شيئا يغني عنك شيئا ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك. قال: أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا، قال: لا والله ما أظنه ولكني لا أجد لك غير ذلك. فهو إذن لم يكن سيد قريش في الجاهلية فحسب، وإنما كان سيد قريش وسائر قبائل كنانة في حربها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلمها، واستمرت له هذه السيادة حتى فتح مكة حيث كسر النبي صلى الله عليه وآله سيادته مع كسره أصنام قريش. وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حنين لحرب هوازن، وخرج معه جماعة من قريش. وكان قد خرج رجال مكة على غير دين ينظرون على من تكون الدائرة فيصيبون من الغنائم، منهم أبو سفيان بن حرب ومعه معاوية بن أبي سفيان خرج ومعه الأزلام في كنانته. دخل أبو سفيان في الاسلام، غير أن المسلمين لم ينسوا مواقفه منهم، فكانوا لا ينظرون إليه، ولا يقاعدونه، على ما رواه مسلم في صحيحه. وعندما ولي عثمان الخلافة دخل عليه أبو سفيان، فقال: يا معشر بني أمية إن الخلافة صارت في تيم وعدي حتى طمعت فيها، وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الصبي الكرة، فوالله ما من جنة ولا نار. وفي هذا العصر كان ما روي عنه: أنه مر بقبر حمزة، وضربه برجله وقال: يا أبا عمارة إن الامر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمس صار في يد غلماننا اليوم يتلعبون به. أدرك أبو سفيان أمنيته بولاية عثمان على الخلافة، وتوفي في عصره. أما هند، فكانت قد توفيت قبله في عصر الخليفة عمر.
وبقول السيد مرتضى العسكري في كتابه عن معاوية بن ابي سفيان: أما معاوية فلم يكن في الجاهلية بدعا عن أبويه وذويه في حروبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمين، ولما رأى أن أباه أقبل يسلم، خاطبه بقوله: يا صخر لا تسلمن فتفضحنا. وأسلم معاوية بعد الفتح في من أسلم، وكان نصيبه من غنائم حنين مائة ناقة وأربعين أوقية أسوة بغيره من المؤلفة قلوبهم الذين تألف النبي قلوبهم بذلك. وبعث النبي إليه ذات يوم ابن عباس يدعوه، فوجده ابن عباس يأكل، فأعاده النبي إليه يطلبه، فوجده يأكل، إلى ثلاث مرات، فقال النبي فيه (لا أشبع الله بطنه). قال رسول الله في معاوية: (أما معاوية فصعلوك لا مال له). وخرج رسول الله في سفره، فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول: يزال حواري تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا فقال النبي: (انظروا من هما؟) فقالوا: معاوية وعمرو بن العاص، فرفع رسول الله يديه فقال: (اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما إلى النار دعا). وفي حديث آخر: أن رسول الله رآهما في غزاة تبوك يسيران، وهما يتحدثان، فالتفت إلى أصحابه، فقال: إذا رأيتموهما اجتمعا ففرقوا بينهما، فإنهما لا يجتمعان على خير أبدا. ونظر رسول الله ذات يوم إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه، أحدهما قائد والآخر سائق، قال: اللهم العن القائد والسائق والراكب. هذا إلى غيره من حديث كثير لرسول الله فيه وفي أسرته ينبئنا عن مكانة معاوية في ذلك العصر. ولما استخلف عثمان، جمع له الشام، وأرخى له زمامه، فانطلق معاوية على سجيته، لا يردعه عما يشتهيه رادع. وأخرج ابن حنبل في مسنده عن عبد الله بن بريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام، فأكلنا، ثم أتينا بالشراب، فشرب معاوية، ثم ناول أبي، ثم قال أي أبي: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله. وله قصص أخرى في الخمر أخرجها ابن عساكر في تاريخه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=189386
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12