شيء طبيعي يتم قمع المواطنين بدول الشرق الأوسط ذات الانظمة القمعية، بالدول التي حكمها العسكر، أو الدول العربية التي صنعت انظمتها دولالاستعمار، لا يحق للمواطن أن يبدي أي رأي يخالف رأي الزعيم الأوحد، بحقبة نظام البعث، كنا لا نجرأ أن نذكر قصة عادية تتكلم عن الظلم ربماتفسر انها ضد نظام صدام جرذ العوجة.
قبل هروبي من العراق ومعارضتي لنظام البعث، كنت في وادي حفرالباطن، الحظ السيء جمعني مع ضابط من صنف المخابرات السيئة الصيت، اسمه عماد الجنابي من قرى شمال قضاء المسيب، طائفي، يشتم الشيعة وعلينا عدم الرد، كان بيومها نستمع إلى إذاعة مونتكارلو، بغزوصدام الجرذ للكويت، حافظ الأسد ارسل ثلاثين الف جندي سوري إلى حفرالباطن السعودية، وسمحوا له في تصفية معارضيه في لبنان، الطيرانالسوري دك قصر بعبدا، وهرب الجنرال عون الذي كان مدعوماً من صدامجرذ العوجة، إلى السفارة الفرنسية، هذا الضابط المخابرات والذي يشغلمنصب ضمن سرية أو كتيبة اسمها كتيبة الاستطلاع العميق، مرتبط معجهاز الاستخبارات، قال لي ماهو رأيك، قلت له هذا مصير الذي يتحدىالعالم، قال لي قصدك على السيد الرئيس، انا صمتت لم اجبه على سؤاله، تصوروا مدى الخسة والنذالة، يريدون حتى لو ابتسم حتى يقوم في كتابةتقرير ضدي يتم إعدامي، معظم من تم اعدامهم من أبناء شيعة العراق، كانوا ضحايا كتابة تقارير من هذا النوع الحقير، وبما انهم شيعة يتمتعذيبهم ليجبروهم أن يوقعوا على أوراق بيضاء، يقرون القول انهم قادة أوأعضاء في حزب الدعوة أو الحزب الشيوعي، أو مع البعث السوري، النتيجةيتم اعدامهم، لأن الأوامر من صدام تأمرهم في إعدام نسبة ٥٠% منالسجناء، مسلم الجبوري كان يصدر احكامه بمحكمة الثورة السيئة الصيت، من العمود وعلى اليمين براءة ومن العمود وإلى اليسار إعدام.
بعد سقوط نظام البعث ودخول الانترنت، نفس حثالات البعث باتوا يستعملونأقذر العمليات الإرهابية سواء في تفجير المفخخات، أو في قتل الناسبطرق الانبار وتكريت والموصل على الهوية المذهبية والدينية والقومية، بلولديهم فيالق إعلامية واجبهم متخصص في الإرهاب الإعلامي، سواء منخلال القنوات الفضائية العراقية المرتبطة بفلول البعث، أو من خلال قنواتعمقهم الإرهابي المذهبي مثل قناة الجزيرة والعربية والصحف السعوديةوالقطرية والإماراتية، أو من خلال مواقع التواصل.
مضاف لذلك البيئة المجتمعية العربية بما فيها حتى العراقية رغم أن مجالإبداء الرأي بعراق ما بعد نظام صدام الجرذ، يوجد هامش كبير لحرية إبداءالرأي، لكن ساحتنا ساحة لصراعات الدول الكبرى بأدوات عراقية محلية، ورغم ذلك إبداء الرأي بالعراق موجود ولايمكن لأي مواطن عربي خليجي أنيكتب تغريدة ضد أنظمة حكم البداوة، المنشار يكون بانتظاره.
خلال تجربتي الصحفية والتي دخلت في العقد الثالث، لم أجد صحفيعربي شريف إلا ما ندر، وبساحتنا العراقية، هناك قوى تحاول خنق أيصوت أو رأي يخالف ارائهم، مدير صحيفة صوت العراق تعرض لضغوطاتكثيرة لمنعي من الكتابة، والرجل وقف معي، والمشكلة من وقف ضدك ليسفلول البعث وهابي فقط، وقف معهم فئات عراقية من مختلف الاتجاهاتالسياسية العلمانية واليسارية والإسلامية، انا اخترت طريق أن أكونمستقل، ومن المؤسف رأيت أطراف تحاول أن توجهك للكتابة في اتجاهمعين او مجاراة وجهة نظرها وروايتها رغماً عنك، او تحاول منعك من الكتابةفي اتجاه معين.
مرت بي ذكريات مريرة، بعد سقوط نظام البعث القمعي، كانت الفيالقالإعلامية البعثية ومحيطهم المؤيد والمساند لهم، يفبركون اخبار ويختلقونقصص من صنع الخيال، في استهداف شخصيات سياسية معينة، مثلأكاذيب الخائن فيصل القاسم ضد المرحوم الدكتور أحمد الجلبي، بلالاستهداف طال أشخاص عاديين من كتاب ومثقفين شرفاء، لاذنب لهم سوىانهم شرفاء، أحدهم كتب قصة مختلقة عني وأن اسمي فلان بن فلان وكانيعيش في إيران…..الخ من الأكاذيب، رغم أنني لم اعيش ولايوم فيالجمهورية الاسلامية، بل طريق هروبي من العراق الكثير من الناس يعرفنيمن العراق ومن وادي حفر الباطن إلى السعودية، حتى اتذكر صادفنياصدقاء شيوعيين يعرفوني قالوا لي أسوأ بالإنسان عندما يكتب ويفتري علىشخص وهو لايعرفه، قالوا لي نحن نعرفك عن قرب.
لذلك ما نراه على السوشيال ميديا، يتم مهاجمة ناس شرفاء بطرق دنيئة، ومنحطة …..الخ تكشف سوء معادن هؤلاء البشر الذين يفترون على الشرفاء، ولاتحكمهم اخلاق ولا دين ولا قيم.
الغريب أن مصادر المفترين الكذابين يكون دائماً، من نشر خبر أو تغريدةمن أحد الحسابات البعثية والطائفية أو من بعض حسابات عناصر جاهلةغبية، هنا المصيبة يتبعهم القطيع من الاتباع يقومون بإضافة المؤثراتوإظهار القدرات الفردية في الابتذال.
وتنظم لهم حسابات من دول البداوة بل هناك حسابات تقف خلفهامخابرات دولية يدعون انهم مسلمون وهم في الحقيقة ليسوا عرب ولا مسلمينسنة ولاشيعة، عبثوا بساحتنا العراقية بشكل كبير، حسابات تدار من تركياوالأردن والخليج، تكون مهمتهم توّجيه الرأي العام لدى الناس السذج فيتأجيج الصراعات المذهبية والقومية بل تاجيج الصراعات على مستوىالمذهب الواحد والقبيلة والعشيرة الواحدة، مثل مانراه من صراعات غيرمبررة في بعض المناطق، وحتى وإن ادعى مثيري الفتن في إبداء مواقفظاهرها الرحمة لكن باطنها النفاق والكذب والخداع.
أغرب نكتة أن الكذاب فيصل القاسم كتب تغريدة يشكو من المفترين وعدمنشر الحقيقة، أقول إلى هذا الكذاب و هل الجزيرة و العربية يتبعان الحيادية ام يتبعان سياسة وتوجه ملاكتاهما الإعلامية من مذيعين ومقدمي برامجواعلاميين في محاربة خصوم حكوماتهم اعلاميا، و كذلك الحال في بقيةوسائل الإعلام العالمية، الإعلام أصبح سلاح لتنفيذ و تسويق توجه سياسةصاحب أو مالك القناة والصحف او تلك القناة او الصحيفة.
في مملكة البحرين، تم اعتقال زعيم سياسي شيعي اسمه الشيخ عليالسلمان بسبب ارائه، لم يحمل سلاح ضد نظام الحكم في مملكة البحرين، طالب بتحويل نظام الحكم إلى ملكي دستوري ويبقى الملك حمد هو وأبنائهواحفاده ملوك على شعب البحرين، النتيجة تم اعتقاله ووضعه في سجون، بعد ٢٨ يوماً ويكمل معتقل الرأي المغيب بالسجن المؤبد الشيخ علي سلمانتسع سنوات عجاف خلف القضبان وهو الداعي إلى السلمية والتعايشوالوحدة و أسمى معاني الإنسانية في البحرين.
ومن أسوأ أنواع العمالة والتفاهة توجيه التهم والأكاذيب، الذي يتابع قناةالجزيرة ويتابع برنامج الكذاب فيصل القاسم، ويقرأ تغريداته، فهو بوقمأجور محرض على الكراهية، بل متورط في سفك دماء آلاف المواطنينالعراقيين والسوريين واللبنانيين، نعم لك الحرية في التعبير عن رأيك لكنليس لك الحق في اتهام الآخرين وتفتري عليهم وتحرض على قتلهم، بحقبةتسعينات القرن الماضي ولعام ٢٠٠٣ كنت اتابع برنامج فيصل القاسم، كانيتبع أسلوب قذر عندما يقوم في افتتاح حلقة الحوار، من خلال طرحالتساؤلات الخبيثة في بداية الحوار، والهدف تحويل حلقة الحوار باتجاه ماهو يريده، ويطرح سؤال للتصويت عليه بعد دخول الانترنت، واضع النعملصالح ماهو يريده، وكلا لصالح الطرف الذي يخالفه، أتذكر طرح تساؤليكون جواب الكلا لصالحه والنعم لصالح الطرف الذي يخالف فيصل قاسم، نتيجة التصويت بنعم كانت ساحقة ههههه لان جمهوره بهائم لايعرفون سوىلغة نعم.
بالحقيقة جمعتني الظروف مع رفاق درب بحقبة النضال والجهاد ضد نظامالبعث الساقط، وللأسف هناك من استشهد، وهناك من مات، ولم يشاهدساعة سقوط نظام البعث وهروب صدام إلى حفرة الجرذان، نحن توفقنا أنرأينا تلك اللحظات، وكيف خلع ضباط وجنود الحرس الجمهوري في يومالرابع من نيسان عام ٢٠٠٣ ملابسهم وهربوا من قصر صدام الجمهوريأمام دبابتين أمريكيتين استقرت على جسر السنك في منتصف العاصمةالعراقية بغداد.
هذه سنن الحياة، لم يشاهد الشهيدين الصدرين الصدر الاول والصدرالثاني رضوان الله عليهم ساعة سقوط نظام صدام الجرذ وساعة اعدامه، لنيشهدَ الجميعُ النّصر، استشهِدَ ياسر وسُميّة قبل الهجرة، واستُشهِدَ الحمزة قبل الفتح،
ثمّة دمٌ يجب أن يُعبّدَ الطريق نحو تحقيق النصر، رغم ما عشناه من ظلموفي اعتقال بسجون البداوة، لكن كنت واثق ان النّصرُ فهو وعد الله آتٍ لامحالة
وكل من مات على الطريق معارضة نظام صدام الجرذ فقد فاز وحتى لو لميشاهد نهاية نظام صدام جرذ العوجة.
مشكلة العالم العربي، من صنع حدود الدول العربية دول الاستعمار، مندعم ومكن أشخاص ليكونوا ملوك ورؤساء وامراء وحكام على العرب هي دولالاستعمار، من لم يقوم في إيجاد دساتير حاكمة بالدول العربية هي دولالاستعمار، فكيف تكون لدى الشعوب العربية أنظمة وطنية ولا يوجد حكاموطنيون، والأغلبية من أنظمة الحكم العربية معينة من صنع دول الاستعمار، فالحاكم الوطني يختاره الشعب لخدمة الشعب والوطن، بينما غالبية الأنظمةوالحكام العرب انتخبتهم قوى خارجية وسلطتهم على البلدان والشعوبلتحقيق أهداف الخارج وليس الداخل، وإذا كان معظم الحكام العرب لايستطيعون تنفيذ مشاريع داخلية إلا بمباركة من مشغليهم في الخارج، فكيف تتوقعون منهم أن يدافعوا عن قضايا عربية كبرى خارج بلدانهم، بلهم وصلوا لتولي مناصبهم كملوك ورؤساء وأمراء وحكام بفضل متاجرتهمبقضايا العرب والمسلمين.
|