عنوان مثير مثل \"الى الطالبة \" بيداء راضي سعد \" ، حصلت موافقة معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على طلبك\" في موقع كتابات يوم 16 كانون الاول 2010 ، هدفه ليس الا تلميع صورة وزير التعليم . فما هو طلب الطالبه سوى الاستضافه من كلية التربية / جامعة البصرة الى كلية التربية / الجامعة المستنصرية ، خاصه اذا عرفنا ان الاستضافه مباحه لجميع الطلبه للعام الدراسي 2010 /2011، فأي ضحك على الذقون يمارسه موقع كتابات ووزيره الملمع.
اما يوم 12 كانون الاول 2010 فتستحيل الاساءةُ فضلا في المقال المعنون \"الى معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم .. مع التحية\" ، ان ما يسمى باعادة الترشيح له ابلغ الضرر على العمليه التعليميه خاصه على الطلبه الذين أنتقلوا توا من التعليم الثانوي الى التعليم العالي وفي المقال نفسه تاكيد لما ذهبنا اليه حيث ترد العبارات التاليه \" تسبب ذلك لنا بالعديد من المشاكل ابتداءاً من تاخر النقل مرورا بروتين التقديم وكان آخرها ان الكلية المنقول لها بقيت متذبذبة بين قبولي في القسم الذي يتماشى مع معدلي ( قسم الهندسة المدنية ) او قبولي في قسم آخر\" \" ناهيك عن هذا الوقت الطويل الذي ضاع علينا حيث اننا ولحد هذه اللحظة لم نبدأ دراستنا الفعلية ولانعلم لحد الان مصيرنا .\" اليس ذلك اساءه للعمليه التعليميه ان الطلاب لم يباشروا دراستهم ونصف السنه شارف على الانتهاء.
اما يوم 11 كانون الاول 2010 فالامر مشابه في المقال المعنون \" الى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم : تأخر نقل طلبة كليات\" ، وهم يلخصون حقيقة معاناتهم في تأخر الانتقال لحد الان ، لكن رأيهم الحقيقي في الوزير ووزارته تلخصه العباره التاليه \" في الزمن الأغبر يجوز كل شيء\".
اما الكفاءات الوطنيه فان معاناتهم اشد واعظم. في الماضي قال ابن الجوزي عن جفاء العراقيين لأبناء وطنهم \"مغنية الحي لا تطرب\" . ان لقوله هذا جذورا تاريخيه في كلمات السيد المسيح عليه السلام عندما قال انه \"ليس لنبي كرامة بين اهل وطنه\".
كنا نتصور بأننا ربما قد نعاني من التهميش والإقصاء طيلة السنين الماضية المؤلمة التي عشناها مع الأزمات ، ولم نكن ندري بأن الذي يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته . لم نكن ندري بأن كلمات السيد المسيح تتطابق مع كلمات ابن الجوزي وتنطبق علينا بكل دقه.
وقد وجدنا في بعض الكتابات ، ما يلامس معاناتنا ، ويرفدنا بالحكمة العملية من أجل تحمل مسؤولياتنا كمربين للجيل ومعلمين للمجتمع ، لكي تسترد البلاد عافيتها التي خربتها أيادي الفساد ، وعبثت بها العقول المريضة ، وقد جعلنا ذلك نفخر بما كتبه بعض المفكرين العراقيين ، التي تجمع بين الواقعية والتصور والابداع ، وتتمازج في إطار تشخيص الحالات المرضية في الحياة العامة والنشاط الجامعي والرؤيا المستقبليه ، من خلال ما تقدمه بالتالي من معالجة عملية ممكن تحقيقها ،ورؤيا استشرافيه للمستقبل.
ولكن حين ندقق في تفاصيل ما عاناه ويعانيه بعض الأستاذه وما يتعرضون له من الضغوط والتهديد والإقصاء ، والتعتيم على انجازاتهم العلميه من أجل إسكات أصواتهم الوطنيه المهمه ، نندهش من كيفية التعامل مع الكفاءات الوطنيه النزيهه الشريفه، ولماذا هي عنصر طرد وليس عنصر جذب للكفاءات، مما يؤشر خللا خطيرا في المسيره التربويه ، التي هي ابدا في تراجع، ان مراجعه سريعه لمسيرة وزاره التعليم العالي والبحث العلمي تحت ولاية الوزير العجيلي كما وردت على لسان نائبه في البرلمان في احد جلسات مجلس النواب في دورته الجديده تبين انها قد تخلصت من الكفاءات واستقطبت \"العطلات\" واصدرت القرارات البائسات التي تتناقض كليا مع الشعارات التي يرفعها الوزير في الرصانه العلميه والجوده والاعتماديه الدوليه.
أن المصالح الشخصية والأنانية لدى المسؤولين هي التي تدفعتهم لمحاولة إقصاء النزيهيين . النزيهون آبو على نفسهم أن ينافقو على الخطأ وآلوا عليها برغم التهديد والوعيد الذي يتعرضون له ، إلاَّ أن يكونوا صوتا صادقاً ضد الفساد وضد الجهلة الذين يدعون العلم. أنهم يحاربون من أجل مطالبتهم بالإصلاح ، ومن أجل مطالبتهم بمحاسبة سارقي الأموال العامة ومعاقبتهم ، وقد رفضوا كل أساليب المساومة وتقديم التنازلات ورفضوا أن يغيروا مبدأهم وأقوالهم التي تذب عن الحق والعدل ، وصرخوا بوجوه المزورين والمنافقين والمستغلين لمناصبهم في عمل المظالم ، ودافعوا عن الأساتذة والعلماء وأصحاب الحقوق .
فمن ينقذ مسيرة التعليم العالي في العراق التي تكاد ان تغرق في الشعارات الزائفات.
|