وردت كلمة مبارك ومشتقاتها في القرآن الكريم: مُبَارَكًا، مُبَارَكٌ، تَبَارَكَ، بَرَكَاتٍ، بَارَكْنَا، وَبَرَكَاتٍ، وَبَرَكَاتُهُ، فَتَبَارَكَ، مُبَارَكَةٍ، بُورِكَ، الْمُبَارَكَةِ، وَبَارَكْنَا، وَبَارَكَ، وَتَبَارَكَ. جاء في معاني القرآن الكريم: برك أصل البرك صدر البعير وإن استعمل في غيره، ويقال له: بركة، وبرك البعير: ألقى بركه، واعتبر منه معنى اللزوم، فقيل: ابتركوا في الحرب، أي: ثبتوا ولا زموا موضع الحرب، وبراكاء الحرب وبروكاؤها للمكان الذي يلزمه الأبطال، وابتركت الدابة: وقفت وقوفا كالبروك، وسمي محبس الماء بركة، والبركة: ثبوت الخير الإلهي في الشيء. جاء في سورة الانبياء قوله تعالى "وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)" (الأنبياء 78-82). داوود وسليمان عليهما السلام نبيان من انبياء الله عز وجل حيث داوود اب سليمان. دخلت ماشية ليلا الى مزرعة وحصلت منازعة بين صاحب المزرعة وراعي الماشية. رفع النزاع الى الملك داود عليه السلام حاكم بني اسرائيل الذي شاور ابنه سليمان عليه السلام حول هذا النزاع، وتم الحكم بين صاحب المزرعة والراعي اعتمادا على رأي سليمان. وان الله جل جلاله اعطى كل من النبيين داود وسليمان عليهما السلام الحكمة والعلم. وسخر الله تعالى الجبال والطير لداود عليه السلام بأمره سبحانه، وعلمه عز وجل صناعة الدروع الحديدية ليتحصنون بها، فالشكر لله على ذلك. وسخر الله جل جلاله الريح لسليمان عليه السلام لتجري الى الارض المباركة مأوى سليمان، وسخر له الشياطين يغوصون له لاستخراج اللؤلؤ ويعملون له اعمال اخرى.
البقعة المباركة، أو الوادي المقدس طوى، أو الوادي الأيمن، هي المكان الذي تكلّم فيه البارئ تعالى مع موسى عليه السلام واختاره نبياً. البقعة المباركة هي منطقة وأرض مباركة، وأشار إليها القرآن في بعض آياته، حيث يعد أكثر المفسرين إنّ هذه البقعة أصبحت مباركة؛ لأنّ الله سبحانه تكلّم مع موسى عليه السلام فيها، وبما أنّ هذا المكان كان مقدساً أمر الله موسى أن يخلع نعليه فيه. البقعة المباركة هي أرض مباركة، ومصطلح قرآني ذكر مرة واحدة في القرآن وتحديداً في آية 30 من سورة القصص، قال تعالى: "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"، فعندما توجه النبي موسى عليه السلام من مدين إلى مصر ليلاً لفت انتباهه نار من جانب طور سيناء، فذهب نحوها. أشار القرآن الكريم في عدّة مواضع إلى تكلّم الله مع موسى عليه السلام، ففي سورتي طه والنازعات ذُكر أنّ موسى سمع النداء الإلهي من "الوادى المقدس طوى"، وبما أنه مكان مقدّس أمر الله نبيه موسى بخلع نعليه. عدّ المفسّرون البقعة المباركة والوادي المقدّس طوى هو الوادي الأيمن نفسه، حيث يقع هذا المكان في جنوب صحراء سينا، وتحديداً يقع على الجانب الأيمن من جبل طور عند التوجه إلى مصر عن طريق مدين.
يروى ان اول ما صلى وتعبد في المسجد الاقصى آدم عليه السلام "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ" (الانبياء 71) أي أنها مباركة قبل ابراهيم ولوط عليهما السلام. والمسجد الحرام له علاقة بالمسجد الاقصى قال الله تبارك وتعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الاسراء 1). سأل أبو ذر رضوان الله عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا رسول الله أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الأَقْصَى) قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: (أَرْبَعُونَ سَنَةً). ذكرت المصادر أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قد أسري به من المسجد الحرام في الوقت الذي كان الإسراء فيه من دار أم هاني في داخل مكة.
جاء في موقع الألوكة عن ورقات حول الأرض المقدسة: ما خصائص بيت المقدس والأرض المقدسة؟ للكاتب رضوان سعداوي: المسجد الأقصى هو أولَى القبلتين، ثاني مسجد وُضع للعبادة في الأرض، وثالث الحرمين الشريفين. فلسطين وبيت المقدس كلاهما معظَّم، مقدَّس، مبارك. الأرض المقدسة وبيت المقدس مُهاجَر الأنبياء ومقرهم. المسجد الأقصى مسجد مبارك، وكل ما حوله مبارك. الصلاة في المسجد الأقصى تعدل 500 صلاة فيما سواه غير الحرمين الشريفين. المسجد الأقصى المبارك مسرى النبي عليه الصلاة والسلام. المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وُضع في الأرض. المسجد الأقصى من المساجد الثلاثة التي لا تُشَدُّ الرحال إلا إليها. أن موسى عليه السلام سأل ربه عند احتضاره أن يقربه من الأرض المقدسة. هلاك يأجوج ومأجوج ببيت المقدس. المسجد الأقصى هو أولى القبلتين للمسلمين، ثاني مسجد وُضع للعبادة في الأرض، وثالث الحرمين: قال تعالى حاكيًا عن هذا الأمر قبل تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام: "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" (البقرة 143-144). المسجد الأقصى وفلسطين، كلاهما معظم من لدن الرب عز وجل، مقدس، مبارك: قال تعالى على لسان كليمه موسى عليه السلام: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ" (المائدة 21). قال سبحانه وتعالى: "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ" (الانبياء 71). قال جل شأنه: "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ" (الانبياء 81). قال عز وجل: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ" (سبأ 18).
عن موقع الدكتور منصور العبادي: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة: مكث بني إسرائيل في مصر ما يقرب من ثلاثمائة سنة وكانوا معززين مكرمين في زمن حكم يوسف عليه السلام ولكن بعد موته بدأ المصريون يضيقون بهم ذرعا ومن ثم بدأوا باستعبادهم وتعذيبهم وقتل أبنائهم واستحياء نسائهن كما جاء في قوله تعالى "وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" (الأعراف 141). لقد أنجى الله عز وجل بني إسرائيل من بطش فرعون مصر بقيادة موسى وهارون عليهما السلام وأهلك فرعون وجنوده في البحر والذي شقه الله عز وجل ليعبر منه بني إسرائيل سالمين كما جاء في قوله تعالى "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (يونس 90). وبعد عبور بني إسرائيل بحر خليج السويس وربما خليج العقبة أمرهم موسى عليه السلام بالتوجه إلى فلسطين لقتال الجبابرة (الكنعانيون) الذين كانوا يعيشون فيها كما جاء في قوله تعالى "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ" (المائدة 21). ولكنهم رفضوا أمر موسى عليه عليه السلام وطلبوا منه أن يذهب هو وربه لقتال الجبابرة وأنهم سيدخلونها بعد أن يخرجوا منها كما جاء في قوله تعالى "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ" (المائدة 22) وقوله تعالى "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ" (المائدة 24). وبسبب هذا العناد فقد حرم الله عز وجل عليهم دخول الأرض المقدسة أربعين عاما وكتب عليهم التيه فانتقلوا من سيناء إلى شمال الجزيرة العربية وجنوب الأردن كما جاء في قوله تعالى "قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ" (المائدة 26) وكما جاء في سفر العدد الإصحاح 32 (فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَتَاهَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ الَّذِي فَعَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ). وعند إنتهاء فترة التيه سار عليه السلام بجيل جديد نحو الأرض المقدسة وعند وصوله مدينة مادبا وقف على جبل نيبو الذي يقع في الشمال الغربي منها حيث يمكن مشاهدة أريحا والبحر الميت وبيت المقدس وما حوله بكل وضوح. ولقد كتب الله عز وجل الموت على موسى عليه السلام قبل أن يدخل الأرض المقدسة مع قومه فقد روى البخاري في صحيحه فقال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فسأل (موسى) الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر). قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر). وفي الحديث الذي رواه النسائي في السنن الكبرى قال: (عَنْ أَنَس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت ليلة أسري بي على موسى عِنْدَ الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره).