كل مجموعة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ" (محمد 4) في المجمع: الإثخان إكثار القتل وغلبة العدو وقهرهم ومنه أثخنه المرض اشتد عليه وأثخنه الجراح. انتهى. وفي المفردات: وثقت به أثق ثقة سكنت إليه واعتمدت عليه، وأوثقته شددته، والوثاق بفتح الواو والوثاق بكسر الواو اسمان لما يوثق به الشيء. انتهى. و "حَتَّى" غاية لضرب الرقاب، والمعنى: فاقتلوهم حتى إذا أكثرتم القتل فيهم فأسروهم بشد الوثاق وإحكامه فالمراد بشد الوثاق الأسر فالآية في ترتب الأسر فيها على الإثخان في معنى قوله تعالى "ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ" (الانفال 67). وقوله "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً" أي فأسروهم ويتفرع عليه أنكم إما تمنون عليهم منا بعد الأسر فتطلقونهم أو تسترقونهم وإما تفدونهم فداء بالمال أو بمن لكم عندهم من الأسارى. وقوله "حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها" (محمد 4) أوزار الحرب أثقالها وهي الأسلحة التي يحملها المحاربون والمراد به وضع المقاتلين وأهل الحرب أسلحتهم كناية عن انقضاء القتال. وقد تبين بما تقدم من المعنى ما في قول بعضهم إن هذه الآية ناسخة لقوله تعالى "ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ" (الانفال 67)، لأن هذه السورة متأخرة نزولا عن سورة الأنفال فتكون ناسخة لها. وذلك لعدم التدافع بين الآيتين فآية الأنفال تنهى عن الأسر قبل الإثخان والآية المبحوث عنها تأمر بالأسر بعد الإثخان. ولم يشرع تفاصيل الأحكام قبل ظهور الدين الإسلامي إلا في التوراة وفيها أحكام يشابه بعضها بعض ما في شريعة حمورابي غير أن التوراة نزلها الله على موسى عليه السلام وكانت محفوظة في بني إسرائيل فقدوها في فتنة بخت نصر التي أفنت جمعهم وخربت هيكلهم ولم يبق منهم إلا شرذمة ساقتهم الإسارة إلى بابل فاستعبدوا واسكنوا فيه إلى أن فتح الملك كورش بابل وأعتقهم من الأسر وأجاز لهم الرجوع إلى بيت المقدس، وأن يكتب لهم عزراء الكاهن التوراة بعد ما أعدمت نسخها ونسيت متون معارفها، وقد اعتادوا بقوانين بابل الجارية بين الكلدانيين. وفي أمالي الصدوق، بإسناده عن الصادق عن أبيه عليه السلام في حديث "عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً" (الانسان 6) قال: هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ" (الانسان 7) يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام وجاريتهم "وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً" (الانسان 7) يقول عابسا كلوحا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ" (الانسان 8) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له "مِسْكِيناً" من مساكين المسلمين "وَيَتِيماً" من يتامى المسلمين "وَأَسِيراً" (الانسان 8) من أسارى المشركين. ويقولون إذا أطعموهم "إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً" (الانسان 9) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم يقولون: لا نريد جزاء تكافئوننا به ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه. وفي الدر المنثور، أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن قال: كان الأسارى مشركين يوم نزلت هذه الآية "وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً" (الانسان 8).
كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل. قال الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام: (رَاكِبُ الْحَرُونِ أَسِيرُ نَفْسِهِ، وَ الْجَاهِلُ أَسِيرُ لِسَانِهِ). الفرس الحرون: الذى لا ينقاد، و اذا اشتد به الجرى وقف. قيل ان القاسم لم يبلغ الحلم ومصادر اخرى تقول كان عمره 16 عام عند استشهاده، وشبه وجهه كأنه شقة قمر. واقاه عمه مع ابنه علي بن الحسين وبقية اهل بيته. ورد ان الحسين عليه السلام لم يأذن للقاسم للخروج الى المعركة، ولكنه اصر عليه وهو يقول: إن تنكروني فأنا شبل الحسن.. سبط النبي المصطفى والمؤتمن * هذا حسين كالأسير المرتهن.. بين أناس لا سقوا صوب المزن * وقال ايضا: إني أنا القاسم من نسل علي.. نحن و بيت الله أولى بالنبي * من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي. وقتل لا يقل ثلاثة من جيش يزيد.
جاء في موقع وكالة انباء الحوزة عن تدبر ايات القرآن للسيد محمد سعيد الحكيم: دعا المرجع الديني سماحة السيد محمد سعيد الحكيم المؤمنين، عند قراءة القرآن، لتفهم وتدبر معانيه ومضامينه الشريفة وأحكامه وتفسيره الذي وردت مضامينه بأحاديث أهل البيت عليهم السلام، مؤكدًا علی أنهم أدرى بها من سواهم ممن فسروا القرآن برأيهم وبخلاف ما أراده الباري سبحانه وتعالى، كما أوضح سماحته أن أخذ التفسير من غير مصادره الصحيحة قد يوصل الإنسان إلى الضلالة من حيث لا يشعر، مستشهدا ببعض الآيات التي غير المُضِلّون مفاهيمها. وشدد سماحة المرجع بقوله "عليكم أن تعلموا بوجود تفاسير عند الطرف الآخر لم ينزل الله تعالى بها من سلطان كما فسروا الآية الكريمة "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الانفال 67) فهنالك فرق بين ما أراده تعالى من الاهتمام بالأسير، وبين تفسير الآخرين الذي يدعو إلى قتله. وفي نهاية الحديث دعا سماحته جميع المؤمنين أن يستثمروا بركة الانتماء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام وأن يعرف كل منهم أن القرآن ليس لقلقة لسان وإنما تدبر بأمره والعمل بموجبه، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالهم وسعيهم وأن ينفع الناس ببركة مشروعهم.
جاء في جريدة القبس عن الاسلام دين التسامح و المحبة و السلام: الاسلام دين التسامح والمحبة والسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت بالحنفية السمحة. وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام، فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه الكلمة من حرية ومساواة ومن غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري. والإسلام يدعو إلى الاعتقاد بجميع الدينات، قال الله تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ" (البقرة 285). والتسامح يعني الاعتراف بالآخر. ويعني في ما يعني الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق والحريات الأساسية للآخرين، قيل لرسول الله: يا نبي الله، أي العمل أفضل؟ قال: (الايمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله). قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال: (السماحة والصبر). وروح السماحة التي تبدو في حُسن المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، وسعة المشاعر الإنسانية والبر والرحمة والإحسان، من الأمور التي تحتاج إليها الحياة اليومية، ولا يغني فيها قانون ولا قضاء. وفي ترغيب القرآن في البر والإقساط إلى المخالفين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (الممتحنة 8). وفي قول القرآن يصف الأبرار من عباد الله: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" (الإنسان 8). ولم يكن الأسير حين نزلت الآية إلا من المشركين. وقد روى محمد بن الحسن (صاحب أبي حنيفة ومدوِّن مذهبه): أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا، ليوزَّع على فقرائهم. هذا على الرغم مما قاساه من أهل مكة من العنت والأذى هو وأصحابه. وقالت أسماء بنت أبي بكر: قدمت أمي وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصِلُها؟ قال: نعم، صِلي أمك.