منذ بداية الحرب يتوعد الإحتلال الإسرائيلي بالقضاء على يحي السنوار , فمن هو يحيى السنوار الرجل الذي يخشاه الإحتلال حيا وميتا ؟ في هذا الثرد نتحدث عن قائد حماس في قطاع غزة يحي السنوار .
أتمّ يحيى إبراهيم السنوار، في 10/29 ، عامه الحادي والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962 وهو لاجئ فلسطيني من مدينة المجدل المحتلة . وصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في فلسطين , وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد).
مجد هو جهاز الأمن والدعوة ، الذي تولَّى الملفات الأمنية الداخلية. وتمكَّن السنوار حينها من قيادة مجموعة من الكوادر الأمنية وتتبُّع عدد من العملاء الذين عملوا لصالح إسرائيل، وتحول لاحقا "جهاز مجد" نواة أولى لتأسيس النظام الأمني الداخلي لحماس، وصار دورها بجانب إجراء التحقيقات مع عملاء إسرائيل هو اقتفاء آثار ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها.
عام 1988، حين حُكِم عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى حُكم بالسجن مدة 30 سنة، بعد أن وُجِّهَت له تُهم تتعلَّق بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عُرَف باسم "المجاهدون الفلسطينيون". وقضى السنوار 23 عاما داخل السجون الإسرائيلية أسيرا، حتى جاء تحريره ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011، التي عُرِفَت إعلاميا باسم "صفقة شاليط". في هذا الفيديو يتحدث محللين سياسين وكبار قادة جيش الاحتلال عن شخصية السنوار ودوره في صفقة تبادل الاحرار .
على مدار سنواته الطويلة في الأسر، كان السنوار متابعا جيدا للمجتمع الإسرائيلي، وواظب على متابعة ما صدر في الإعلام العبري باستمرار، كما اطلع على الكثير من الدراسات المكتوبة بالعبرية التي تناولت الوضع الداخلي الإسرائيلي، وهو ما انعكس كثيرا على أسلوبه وتعاطيه مع مجتمع الاحتلال. وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحماس سنة 2012، وفاز حينها بعضوية المكتب السياسي للحركة، كما تولَّى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري لكتائب عز الدين القسام.
ليس سِرًّا أن دولة الاحتلال تَعُدُّ يحيى السنوار عدوا خطيرا، فهي تصِفُه بالعنيد والمتسفز ورئيس جناح الصقور في حماس، كما ترى فيه حكومة الاحتلال نسخة "مُتطرِّفة" بالمقارنة مع قيادات أخرى. وقد نشر معهد السياسات والإستراتيجية الإسرائيلية التابع لمركز "هرتسيليا" تقريرا حول شخصية السنوار اعتبر فيه أن الأخير يُغيِّر قواعد اللعبة مع إسرائيل، وقال إنه لا يمكن قراءة سلوك السنوار في إطار انعدام العقلانية أو الابتعاد عن الواقع، فهو يعمل ضمن خيارات واعية ويُقيِّم تحرُّكاته على أساس التجربة ونتائجها الخاطئة والصحيحة. وضرب المصدر نفسه المثل بالحرب الأخيرة التي دخلتها حماس ضد إسرائيل لأجل القدس، حتى وإن لم تكن هنالك احتكاكات في غزة تُسوِّغ هذه المواجهة المباشرة. وأوصى المعهد الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية بالاستعداد لمعركة إضافية قد تكون قريبة.
وفيما يبدو فقد صدقت توقعات المعهد الإسرائيلي، وجاءت الحرب ، ولكنها إرهاصاتها كانت مزلزلة لكيان الاحتلال كما لم يفعل أي حدث منذ حرب أكتوبر عام 1973. مرة أخرى كانت الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى هي التي حركت حماس وقيادتها لشن عملية طوفان الأقصى التي تضمنت تسللا غير مسبوق للمقاتلين الفلسطينيين إلى مستوطنات الاحتلال في عملية نوعية أسفرت حتى الآن عن أكثر من 1500 قتيل إسرائيلي، فضلا عن عدد غير مسبوق من الأسرى يقدر بـ250 أسيرا على الأقل. ويتهم الاحتلال الاسرائيلي يحي السنوار بانه متخذ القرار بعملية طوفان الاقصى الموجعة للاحتلال .

|