هذه العبارة وهي ان ( الشيعة وامريكا وإسرائيل اتفاق في السر وأعداء في العلن) نسمعها ونقرأها مئات المرات في الفضائيات ومختلف الوسائل وترد على لسان مقدمي برامج ومحللين سياسيين ومشايخ طائفيين وتبعا لهم تلوكها كتابات وترهات القطيع في الشارع وفي وسائل التواصل وغيرها حتى تشربت بها نفوس وصدقها عوام وانصاف مثقفي القوم جهلا وحقدا وضغينة .
ويبقى السؤال هل هي صحيحة ام خطأ واذا كانت خطأ فلماذا ترددها حناجر واقلام المهزومين وما الغاية منها؟!!
هي خاطئة بلا أدنى شك والوقائع والأحداث في العراق ولبنان وسوريا وايران وحيث ما تكون للشيعة شوكة تؤكد عدم صحتها وتنسفها من الجذور وهي مغالطة ليس إلا واذا كانت مغالطة فلماذا تردد؟
الذين يرددونها هم خصوم الشيعة التاريخيين او من يختلف مع الشيعة سياسيا نتيجة لتداخل الساحات واختلاف التوجهات في هذا الموقع أو ذاك الخندق فيقوم الخصوم بتحضير نصوص من فقهاء معقدين لتأكيدها وجعلها بديهية لا تقبل الرد ولا الإنكار فيعود السؤال بشكل آخر ما الغاية من هذه الخدعة ؟
هؤلاء الخصوم تبعا لدول مطبعة وخاضعة ومستسلمة لأمريكا وإسرائيل منذ زمن بعيد هي تبعا لهما بكل شيء من مواقف سياسية وبرامج تعليمية وحتى الشؤون الإسلامية فهم ينفذون ما يريده العم سام بلا جدل أو تأخير فلسان حالهم نحن خونة والاخرون خونة لكن الفرق نحن خونة في العلن وهم في السر وهو نوع من الارتياح النفسي والاجتماعي وحتى الديني فجميعنا متساوون بالعمالة مستسلمون للخيانة مطيعون علنا او سرا .
وهناك الجانب التاريخي وهو استحضار حادثة سقوط بغداد وجعلها دليلا على العلاقة السرية ثم جمع نصوص هنا وهناك لا نريد الخوض بها لتثبيت هذه الفرية وترسبخها في نفوس اتباعهم وجعلها حقيقة لا تقبل الشك والا انفرط عقد سلطتهم وتساقطت هيبتهم التي هي نازلة في الوحل .
هم يطبفون عبارة غوبلر وزير اعلام هتلر الشهير الذي يقول ( اكذب حتى يصدقك الناس) فكانوا يكذبون على اتباعهم ليصدقوهم وليكرروا كالببغاء بلا تفكير ولا تأمل ؛ بسبب روح الكراهية التي زرعوها في قلوب مريديهم وقد قام الملوك والزعماء بتسخير الإعلام والدين خدمة لشيوخ السلطان ومثقفي البلاط الذين هم صدى لسياسات الحكام وهمزة وصل مع الجماهير المسكينة التي تأخذ منهم مواقفها بلا تعقل ؛ مما جعل كل ما يقال حقيقة مطلقة مغلفة بغلاف ديني مقدس او ثقافي مزوق لتثبيت الفكرة الموهومة ان الشيعة وامريكا متفقون سرا!! وإننا لسنا وحدنا خونة أعني حكام واعلام ومشايخ التطبيع إنما متساوون جميعآ في الانبطاح والخنوع والتسليم للغزاة والمحتلين فلا فرق بيننا، فعندما تسمعها أيها الشيعي لا تنزعج منها لان تعبير عن ضعف وتنفيس عن مكنونات النفس المنهزمة لدى ازلام الاستسلام والهوان .