تستضيف السعودية، يوم الأحد ، بناء على دعوتها وبصفتها رئيس القمة الإسلامية الحالية، “قمة إسلامية استثنائية” لدول “منظمة التعاون الإسلامي”، في الرياض، لبحث التصعيد الجاري في غزة، في موقف من شأنه أن يجمع قادة الدول الإسلامية لتبادل الآراء والتشاوروالخروج بموقف يساهم في احتواء التصعيد.
ويبحث أستاذ العلاقات الدولي “خطار أبو دياب” في صحيفة الشرق الأوسط، تفاصيل هذه القمة، حيث عدَّ القمتين العربية والإسلامية فرصة لتشكيل قوة ضغط تسمع صوتها واشنطن والمجتمع الدولي، مؤكدا أن هذا المسارالدبلوماسي لوقف الحرب وبلورة الآلية الانتقالية في قطاع غزة، وترتيب البيت الفلسطيني لن يتم بين ليلة وضحاها.
وشدد أبودياب، أن الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، يتطلب جهدا متواصلا وذلك بقيادة المملكة العربية السعودية تبعا لمسؤولياتها العربية والإسلامية من أجل الوصول إلى روحية مبادرة السلام العربية والتأكيد على أهمية العودة إلى حل الدولتين.
ونشرت صحيفة الجمهورية، مقال للكاتب السياسي “جورج شاهين”، بعنوان “هل من هدية أميركية لـ”قمة الرياض”؟ يشيرخلاله أن المخاوف الديبلوماسية تعززت من انعكاسات ما يجري على مصيرالقمة العربية الطارئة في السعودية على أمل أن تشكل مهلة أمام الإدارة الأمريكية ومؤيدي العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع لوضع حد لها بأي شكل من الأشكال. فالعالم العربي والإسلامي يغلي، وقد تضطرالدول المطبعة مع اسرائيل الى أن تحذو حذو المنامة وعمان بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، عدا عن احتمال اللجوء إلى قرارات أخرى قد تكون قاسية، وقد ظهرت بوادرها بتقليص إنتاج النفط اليومي بتفاهم سعودي-روسي، يفضي إلى رفع أسعارالنفط العالمية، وهو ما قد ينعكس سلبا على المجتمعات الأميركية والأوروبية على أبواب موسم الشتاء، في دعم اسرائيل بلا حدود منطقية ومقبولة.
وتحت عنوان “قمة الرياض العربية وحرب غزة..هل من مفاجأة سياسية؟” يعلق الكاتب “حسن عصفور”، في الأمد، أن المفارقة السياسية “التصادفية” تفرض التفكير بأن مسارات القمم العربية، التي تنعقد في ظل حروب العدو على الشعب الفلسطيني ترتبط بشكل أو بآخر، بتمرير “رؤية سياسية خاصة” تستخدم الحرص العام لفتح مسار المصلحة الخاصة، مذكرا بقمة فاس 1982، التي استبقت حرب شارون على لبنان ضد الثورة والمنظمة والحركة الوطنية، تمهيدا لمرحلة جديدة.
ويتابع حسن عصفور، في حين تنعقد القمة العربية المفاجئة أو الطارئة، في الرياض، والحرب العدوانية الشاملة على قطاع غزة تتواصل دون أن تترك البلاد العربية أثر حقيقي على مواجهتها، وهو معلم لا يمكن القفزعنه، باعتباره المؤشر الأول على عجز عربي خاص لم يكن له قدرة، أو لم يكن له رغبة، على الذهاب الى مواجهة يمكنها أن تكون عقبة للمشروع التصفوي الجديد.
معتقدا، لا يبدو أن هناك مفاجآت سياسية يمكن أن تكون في قمة الرياض، تكسر مساق المقرر الأمريكي لمسار العدوانية تضع الرسمية العربية في مواجهة جادة معها، بما يقطع الطريق على الهدف الحقيقي للحرب على قطاع غزة لفرض مشروع “التقزيم السياسي” لدولة فلسطين وفق رؤية “الكيان الذاتي” تحت الوصاية الجديدة.
ونشرت صحيفة الوفد، مقال للأكاديمي “مجدي حلمي”، بعنوان “ماذا نريد من قمة الرياض”، يوضح فيه أن القمة مطالبة باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ غزة أولاً ولمحاسبة مرتكبى جرائم الحرب فيها.. ويجب أن تملك أدوات لمحاسبة ومعاقبة كل من دعم العدوان من خلال وقف التعامل مع الكيانات الغربية الاقتصادية والتجارية رسميا من قبل الدول بعد نجاح التجربة الشعبية فى البلدان التى أشهرت سلاح المقاطعة.
ويضيف حلمي أن القمة مطلوب منها أن تكون صاحبة صوت عال جدا للرد على المزايدين من التيارات المعادية للأنظمة العربية والتى تعمل فى الخفاء لصالح الكيان الصهيونى بأنها تتبنى خطاباً يهز ثقة الناس فى الأنظمة العربية وللرد على هؤلاء يجب أن يكون بيان القمة وكلمات أكثر قوة ضد الكيان الصهيونى وحلفائه فى الغرب.
ويرى السفيرالسابق في واشنطن “رياض طبارة” في تقرير نشرته وكالة المركزية بعنوان “قمة الرياض من أجل غزة… هل يخرج العرب بموقف موحّد؟”، من المفترض أن يخرج من القمة أولاً موقف موحد للدول العربية، خاصة وأن لا موقف موحداً لها حتى الساعة، وثانياً تفصيل هذا الموقف من خلال طرح الدول العربية مطالبها ووضع نقاط واضحة ومحددة، فقد آن الاوان لأن يوحّد العرب كلمتهم ويعلنوها بالتفصيل”، لافتاً إلى أن “الاتجاه العام أصبح معروفاً، وقف إطلاق النار فوراً وفتح المعابر الانسانية وإدخال المساعدات.
و لا يأمل طبارة بأن يرى بان تخرج الدول العربية بموقف يزلزل الأرض، بل سيقتصرعلى مقدمة تتضمن نداء الى الضمير العالمي، خاصة الدول الغربية، بأنه حان وقت إنهاء هذه الحرب.
ويعرب طبارة عن اعتقاده بأن الدول العربية ستخرج ببيان ختامي لكنها لن تصنع موجة جديدة بل ستركب تلك التي يتبعها العالم وسيتضمن البيان كلاما معسّلا ومنمقاً. فالعالم العربي مهدد من قبل الأميركيين، أن في حال خرج عن الخط ووجه اللوم الى الولايات المتحدة، ستتوقف المساعدات عنه.
وجاء انعقاد القمة بناء على طلب رسمي تلقته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من كل من فلسطين والمملكة العربية السعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية في الرياض.

|