لاشك ان الديانات السماوية ومنها المسيحية والاسلام مصدرها واحد هو الله رب العالمين "اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (القصص 30) فهو الخالق "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ" (الزمر 62)، وهو المالك "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (ال عمران 189)، وهو الرحمن الرحيم "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (الفاتحة 1)، ولا يحب الفساد "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (المائدة 64)، وهو اللطيف الخبير بعباده "وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" (الانعام 103) و "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" (الشورى 19)، ويعلم الغيب "إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (فاطر 38)، وله جميع الاسماء الحسنى "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" (الحشر 24). وكل صفات الله هذه رب العالمين والخالق والمالك والقدير والرحمن الرحيم واللطيف الخبير والقوي العزيز وعالم الغيب والعليم وأسماء الله الحسنى والبارئ المصور ولا يحب الفساد وغيرها مشتركة عند اصحاب الديانتين المسيحية والاسلامية.
ورد في سورة ال عمران قوله تعالى "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (ال عمران 113-115) ومن هذه الايات نستنتج المشتركات التالية بين الديانتين المسيحية والاسلام: 1- يتلون الكتاب 2- يسجدون 3- يؤمنون بالله 4- يؤمنون باليوم الاخر 5- يأمرون بالمعروف 6- ينهون عن المنكر 7- يسارعون في الخيرات 8- صالحين 9- يفعلون الخيرات 10- المتقين.
حصل حث للمؤمنين في الديانتين على التوبة "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ" (الشورى 25). وجاءت كلمة التوبة من مشتقاتها الأسماء والأفعال في عشرات من الآيات مثل توبوا، تاب، تب، تواب، تابوا، اتوب، توابين، تبتم، توبتهم، توابا، يتوب، توبة، يتوبون، تبت، تائبون، يتوبوا، متاب، توب، تبت، تتوبا، تائبات. اما كلمة "التَّوْبَةَ" فقد جاءت في الايات.
جاء في معاني القرآن الكريم: الشركة والمشاركة: خلط الملكين، وقيل: هو أن يوجد شيء لاثنين فصاعدا؛ عينا كان ذلك الشيء، أو معنى، كمشاركة الإنسان والفرس في الحيوانية، ومشاركة فرس وفرس في الكمتة، والدهمة، يقال: شركته، وشاركته، وتشاركوا، واشتركوا، وأشركته في كذا. قال تعالى: "وأشركه في أمري" (طه 32)، وفي الحديث: (اللهم أشركنا في دعاء الصالحين) جاء بمعناه عند الترمذي: (اللهم ما قصر عنه رأيي، ولم تبلغه نيتي، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك، أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك فإني أرغب إليك فيه، وأسألك برحمتك رب العالمين). وروي أن الله تعالى قال لنبيه عليه السلام: (إني شرفتك وفضلتك على جميع خلقي و أشركتك في أمري) (لم أجده) أي: جعلتك بحيث تذكر معي، وأمرت بطاعتك مع طاعتي في نحو: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" (محمد 44)، وقال تعالى: "أنكم في العذاب مشتركون" (الزخرف 39). وجمع الشريك شركاء. قال تعالى: "ولم يكن له شريك في الملك" (الاسراء 111)، وقال: "شركاء متشاكسون" (الزمر 29)، "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين" (الشورى 21)، "ويقول أين شركائي" (النحل 27).
جاء في الكتاب المقدس وقد جاء القرآن الكريم بما يماثل بما جاء في الكتاب المقدس. وصف الإنجيل الجنة بأنها (مثال حضري)، وصفها القرآن بأنها (واحة الواحات)، تمتلئ بأنهار العسل، وتجري من تحتها الأنهار، وفيها الكثير من الينابيع. يؤكد ويلز أن المرأة وردت بإيجاز في ثلاث سور بالقرآن الكريم، كما تنوه ليزلي، ثمة شعور بالانزعاج والتردد يقبع هنا، وكليهما له ما يبرره، صحيح أن القرآن يدعو كلًّا من النساء والرجال إلى الاحتشام، لكنه لم يأتِ على ذكر الحجاب، ناهيك عن جعله فرضًا، كما أن مسألة تعدد الزوجات كانت ممارسة سائدة قبل الإسلام.
جاء في موقع كتابات في الميزان عن تعريف بترجمات الكتاب المقدس المخطوطة والمطبوعة للكاتب نبيل محمد حسن الكرخي: يقول المتخصصون المسيحيون انه لديهم في التراث المسيحي أكثر من عشرة آلاف مخطوطة كاملة أو أحد اجزاء الكتاب المقدس، وحتى الورقة الواحدة مهما كانت متهرّأة تسمى ايضاً مخطوطة وتحسب ضمن العشرة الآف المشار إليها آنفاً. كما ويقولون انَّ الكتاب المقدس تمت ترجمته الى 3384 لغة في مختلف انحاء العالم. كان ورق البردي في ذلك الوقت هو المادة الاساسية للكتابة، وكانت هي المصدر الرئيسي له، حيث كان ينمو على شاطيء نهر النيل، ولم يكن ممكناً حفظه لأجيال عديدة إلا في مناخ جاف أسفل الرمال، حيث كانت تدفن أوراق البردي تحت رمال مصر الجافة غير الممطرة. ولأن اوراق البردي كانت تتعرض للتفحم أو التكربن، فكان لا بد من إعادة كتابة الأسفار المقدسة من جيل لآخر. فمن الطبيعي أن يتم كتابة مخطوطات جديدة. فابتداءاً من المخطوطات القديمة الاصلية التي لم يعد لها وجود في عصرنا الحالي، كانت هناك حاجة دائماً لكتابة نسخ عن المخطوط الاصل، ثم كتابة نسخ عن النسخ المنسوخة وهكذا، بسبب تقادم المخطوطات وتهرّأ البردي والجلود والرقوق التي تكتب عليها. فهي حاجة طبيعية لتجديد المخطوطات عدّة مرّات في كل قرن.
جاء في موقع الجزيرة عن الوسطية والاعتدال الطريق لفهم معاني الإسلام للكاتبة خديجة مستعد: الوسطية حق وعدل وخير ومطلب شرعي أصيل ومقصد أسمى ومظهر حضاري رفيع، فهي أفضل الأمور وأنفعها للناس، كما أنها الاعتدال في كل أمور الحياة ومنهجها. وهي الاستواء والاستقامة والتوسط بين حالتين، بين مجاوزة الحد المشروع والقصور عنه. والوسط لغة بين طرفي الشيء. وجاء في الحديث "خير الأمور أوسطها" وواسطة القلادة الجوهر الذي في وسطها وهو أجودها. الوسطية، توسط بين الطرفين وهو ما يعبر عنه لغة بالاقتصاد، أي موقف الوسط والاتزان، فلا إفراط ولا تفريط. قال الله تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " (فاطر 32)، ولا شك أن دين الإسلام دين توسط واعتدال، دين حق وعدل، دين رحمة وسماحة، دين محبة وإخاء قال الله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ " (البقرة 143)، فالوسطية اختيار من الله لهذه الأمة ومنهج الله فيهم تكريم منه سبحانه لتحقيق الأمن والسلام بين الأفراد وزرع الثقة والطمأنينة والإحساس بالآخرين وتحقيق التعاون والتكافل بين الأغنياء والفقراء. إن الحياة الهادئة لا تصلح بغير توسط في الأمور وإن التوفيق بين متطلبات الدين وشؤون الدنيا والمصالح العامة والخاصة أمر مرهون بتوافر القدرة على إنجاز المهام كلها. الوسطية تعني أيضا الاعتراف بحرية الآخرين ولا سيما الحرية الدينية، وذلك ما شرعه الإسلام في قوله تعالى " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " (البقرة 256). والوسطية جمع بين المادي والروحي وتلك ميزة الإسلام، ذلك أن للإنسان جسد وروح لقول الله تعالى " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (القصص 77).
جاء في موقع الألوكة الشرعية عن الوسطية والاعتدال في الشريعة الإسلامية للدكتور محمود بن أحمد الدوسري: الوسطية والاعتدال سمةٌ ثابتة بارزةٌ في كلِّ بابٍ من أبواب الإسلام: في الاعتقاد، والتشريع، والتكليف، والعبادة، والشهادة والحكم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، والأخلاق والمعاملة، وكسب المال وإنفاقه، ومطالب النفس وشهواتها، وفي هذا البحث ثلاث مسائل: المسألة الأولى: الوسطية في الاعتقاد. المسألة الثانية: الوسطية في العبادات. المسألة الثالثة: الوسطية في المعاملات. المسألة الأولى: الوسطية في الاعتقاد: الوسطية من أبرز ملامح العقيدة الإسلامية؛ إذْ هي موافِقةٌ للحق، ومؤيَّدةٌ بالحقِّ، وهي مناسِبةٌ للفطرة، لا إفراط فيها ولا تفريط. وتتجلَّى وسطية الأمة المحمدية في نواحٍ شتى من مسائل الاعتقاد، وقد رَكَّزْتُ على عنصرين فقط من عناصرها، وهما: الأوَّل: الوسطية في الإيمان: فالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنون يؤمنون بجميع الرسل والكتب المنزلة؛ كما أخبر الله تعالى عنهم في كتابه العزيز: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير" (البقرة 285). وكما بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حدِّ الإيمان الواجب على الأمة: (أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ). قال الطبري رحمه الله: (والمؤمنون كلُّهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا يُفرِّق الكلُّ منهم بين أحدٍ من رسله، فيؤمن ببعض، ويكفر ببعض، ولكنهم يُصدِّقون بجميعهم، ويُقِرُّون أنَّ ما جاؤوا به كان من عند الله، وأنهم دعوا إلى الله، وإلى طاعته). الثَّاني: الوسطية في النبوة: المؤمنون المنتسبون لهذه الأمة المحمدية يؤمنون برسل الله جميعِهم، ويُعزِّرونهم ويُوقِّرونهم، ويُحبُّونهم ويُوالونهم، ولم يعبدوهم من دون الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ). والعدول، مفردها عدل، ومن معاني العدل في اللغة: الوسط والتوسط، و (أعدل الشيء: أوسطه ووسطه). ومن هنا جاء مدح النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأهل العلم العدول؛ أصحاب المنهج الوسط، الذي لا إفراط في منهجهم ولا تفريط. يقول ابن القيم رحمه الله في تعليقه على الحديث: (فأخبر أنَّ الغالين يُحرفون ما جاء به، والمبطلون ينتحلون بباطلهم غير ما كان عليه، والجاهلون يتأولونه على غير تأويله، وفسادُ الإسلام من هؤلاء الطوائف الثلاثة؛ فلولا أنَّ الله تعالى يُقيم لدينه مَنْ ينفي عنه ذلك، لجرى عليه ما جرى على أديان الأنبياء قبله من هؤلاء).
|