• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أين حركة فتح؟ .
                          • الكاتب : بكر ابوبكر .

أين حركة فتح؟

في ظل الأخبار الداهمة بالعدوان الصهيوأمريكي الوحشي على الشعب الفلسطيني من بوابة قطاع غزة بشكل مباشر ومركّز، والمذابح النازية البشعة، ومن بوابة الضفة الغربية بشكل متواتر يتساءل الكثير من جمهور حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، بل وعدد من الأعضاء والكوادر أين هي حركة فتح؟

وهم في تساؤلهم محقون!

وحيث أن السؤال هذا يبرز دائمًا حين الأزمات خاصة، ولا يظهر حين تحقيق النجاحات، فإنه تساؤل مفهوم، فالنصر أو النجاح قد يكون له ألف أب، ولكنك أنت من تتحمل نتيجة الفشل أوالازمة؟ أوالمواقف القلقة أو الباهتة او غير المفهومة او المنهزمة.

بمعنى أن الجماهير حينما يحصل النصر أو النجاح سواء الميداني أو الاقتصادي او السياسي أوالدبلوماسي فإنها تنتعش وترى نفسها شريكة بالنصر.

كما ترى الجماهير نفسها ضمن حيوية الخطاب الذي يلامس القلب والوجدان ويخاطب الامل والإيمان بحقنا والشجاعة في الميدان كما حال خطاب د.إبراهيم خريشي في الأمم المتحدة في جنيف، وفي نضالية خطاب د.حنان عشراوي وكذلك الأمر ترى ذاتها حين تلهب الجمهور خطابات رياض منصور في نيويورك أو د.حسام زملط في لندن، أوبنفس القدر الذي يثير الجماهير ويجعله يشعر بالانتصار خطابات كل من أبوعبيدة أو أسامة حمدان أو خالد مشعل أومصطفى البرغوثي...

المعنى المبسط هو أن الانتصار مهما كان مجاله عندما يتحقق من التنظيم س أو ص، وبما يعبر عنه أي من ممثليهم القادرين، تشعر الجماهير أنه خطابها هي.

فهم به يجدون أنفسهم بعيدين عن التحيزات الحزبية الضيقة، فيعتبرون هؤلاء أو غيرهم ممن ذكرنا ممثلين حقيقيين للشعب كله على عكس النظرة التي يرمقون بها القادة المقصرين أوالخاملين خاصة وقت الأزمات وحيث وجب سرعة التحرك والتماهي مع الجماهير.

نعم إنهم محقون!

إن النظر للخطاب المؤيد للحق الفلسطيني والعدالة والحرية من أي جهة كان يُضفي على المشاعر والانفعالات طوفان من الإيجابية والإشراق والاحتضان والقبول والأمل، ولا يأبه الجمهور هنا بالانتماء الحزبي الضيق، وإنما يأبه بأن الخطاب يمثلها هي، ويعبر عن حقيقة التطلعات الجماهيرية.

أحببت البدء بهذا الأمر لأبين أننا بالصيغة الوطنية الفلسطينية الجامعة، بالصيغة الوحدوية والنظرة الوحدوية والدعوة الوحدوية لفلسطين نحسّ بالنصر، ننتصر.

وحين تفرقنا التكتيكات أو الوسائل أو خطابات التنابذ والقسمة والتنافر المتبادلة فنوجه أسلحتنا لنحور بعضنا البعض نخسر. ومن هؤلاء أولئك المختصين بنحر الرقاب ممن يعرفهم الجميع.

رغم كل ذلك يتساءل الجمهور كما الأعضاء في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح أين حركة فتح؟

وللسؤال عدة مناحي الأساس منها هو أين الدور المركزي بالأحداث الداهمة ومفاصل التاريخ، أوما يرونه الدور المركزي من الأحداث. فمثلًا التساؤل بالوضع الحالي يصبح أين حركة فتح مما يحصل من حرب على فلسطين من بوابة قطاع غزة؟ وبمعنى أين جهدها الميداني هنا أوهناك، أو أين جهدها السياسي أو أين جهدها الإعلامي والدبلوماسي كلّ وفي واحد فيصبح منطق التقصير شاملًا دون تجزيء مرتبطًا بالخطاب.

أسئلة محقة (أين الحركة؟)، وقد يكون السؤال مرتبطًا بالدور المفترض للقيادة، أو الموقف الجالب للفخر، أوالداعم للروح المعنوية وتعزيز الانتماء، أو الذي يعتقده الشخص تجاوبًا مع حرارة الدم والذي قد يصل الى كسر كثير من الأسس التي تقوم عليها السياسات المهلهلة أوالضعيفة لبعض القادة في مواقف العنفوان؟

وقد يكون السؤال مرتبطًا بنظرة مستقرة نحو عدد من القادة الخوّارين وهي نظرة سلبية قديمة، وقد تكون تكرست مع العدوان، لأن هذه الشخصيات إما اختفت أو ذبلت او خارت قواها في هذه المعركة فلم تظهر الا باهتة اوضعيفة أو منتكسة ومن هنا يصبح التساؤل بما أن القائد لم يكن على قدر الحدث فليرحل.

إن القائد الذي لا يكون على قدر الحدث مآله الرحيل، نعم.

من واجب الأطر التنظيمية في كل الفصائل أن تحاسب نفسها أولًا فردًا فردًا، وإطارًا إطارًا ماذا فعلت هي ضمن واجباتها العامة وواجباتها الفردية في خضم المطلوب والقائم، قبل أن تتناسي كسلها أو تقصيرها وتلقي بأحمالها الثقيلة فقط على الغير.

ولكن رغم ذلك يظل لها الحق بمحاسبة القيادات السياسية ما هو واجب. (وغدًا إن احيانا الله نكمل)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=188101
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 11 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14