ضيف مركز تراث البصرة التابع للعتبة العباسية المقدسة وضمن برنامجه الثقافي للنصف الثاني من العام الجاري الاديب الناقد والشاعر محمد صالح عبد الرضا ليتحدث ضمن ندوة بعنوان ( كاظم الخليفة اديب بصري وعالم موسوعي ) وفي مستهل الندوة التي تشرفت بتلاوة آي من الذكر الحكيم رتلها القارئ عبد العزيز مسلم رحب الشيخ ياسين اليوسف بالحضور الكرام منوها الى ان هذه اللقاءات هي خير من يحفز المثقفين وبتوجهاتهم المختلفة الى النهوض بتراث مدينة البصرة الزاخر بالعطاء والانتاج . بعدها اكد الشاعر والناقد الدكتور عامر السعد مقدم الندوة على الدور الكبير الذي يضطلع به الاستاذ المحاضر من خلال رد الدين والوفاء لأستاذه ورد جميله ولو بإشارة او ذكرى تنتصر لجهوده ومواقفه وعطاءاته وهذا ما فعله بحق الاستاذ محمد صالح عبد الرضا وهو ما زال مثقفا لمشروع يختص بمنجز استاذنا المثقف والشاعر والقاص والمحقق والموسوعي الكبير كاظم الخليفة والذي تحتفي به البصرة كواحد ممن حقق مكانة استثنائية مشرقة اشر عليها كبار الادباء والنقاد والكتاب حتى اسبغت عليه القابا وكنى اكدت على فيوض الابداع وعطاء الفكر الذي توجه بالأعمال والمشاريع الفكرية التي جعلت منه شخصية موسوعية تستحق التقدير والثناء .
ثم تحدث الاستاذ الشاعر والناقد محمد صالح عبد الرضا والذي التمس الحضور الوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على شهداء عكا وشهداء الامة العربية ، بعدها سلط كشافاته على الغريب البعيد وغير المعلن مما لم يعرفه الآخر عن هذه الشخصية التي لم نف حقها الى الآن ، ناهيك من الدراسات التي كتبت عنها ... وعلى ضوء الاستشهادات المستطردة والمواقف الغريبة التي بينها عبد الرضا بما تؤكد تمتع المحتفى به بشخصية متنوعة متعددة المواهب والاتجاهات ، التمس من نجل الراحل السيد حسن كاظم الخليفة ان يقدم حصيلة شهادته . ليضيف سماحة السيد قصصا وحكايات واحداث ونوادر رائعة وغريبة كللت ما افاض به المحاضر ، ونافت عليها بالجديد والطريف والجميل ، بعدما بين ان للفقيد الكبير محفوظات ومدخرات ومخطوطات ومسودات ما زالت تنتظر ساعة خروجها الى دائرة القارئ ، وهو ما يعكف عليه الآن ويحث الخطى لحسمه . بعدها تداخل الضيوف الكرام باضافات ومداخلات رائعة ثرية كان لوقعتها مكانة زادت من قيمة الندوة قدمها بعض الاساتذة من امثال الاستاذ الكاتب علاء العيسى المتحفة ، ومداخلات الاستاذ القاص جابر خليفة الذي نبش التاريخ البصري بطريقة موضوعية وهو يؤشر بأصابع مضيئة الى المخفي من تاريخ البصرة الذي يحتاج من مؤسساتنا الفكرية والثقافية ضرورة حصره وتشخيصه ودراسته ..وهي احداث غزيرة جسدتها شخصيات فكرية وسياسية ، وعرفت وبشرت لها مؤلفات ومخطوطات كثيرة ، وهي تنتظر من يزيح الحجب عنها ويخرجها الى عالم النور والفعل . واضاف ، وان من واجب مؤسساتنا الفكرية البصرية ان تتوجه الى هذا الكم المخفي وغير المنشور من التراث والفكر البصري ، كما نوه الى دلالات ومحطات عديدة تستحق التحري والبحث من مثل شركة الهند الشرقية والهولندية ، ومكتبات ومتاحف ودور تراث تحتفظ بالتراث البصري وتنتظر من يكشف النقاب عن هذا التاريخ الزاخر الغني ،فضلا عن ما تحتويه المدخرات والمحفوظات والكتب عن الشخصيات البصرية وغير البصرية التي لم تنل حظها في الكتابة ( الكعبي / جمال الدين الافغاني) مثلاً .
وفي ختام الندوة وزع الشيخ مدرك الحسون مدير المركز كتب الشكر على الاستاذ المحاضر ونجل المحتفى به .
وشهدت الندوة فعاليات ثقافية اخرى مثل توزيع كتاب (مارية بطلة كربلاء في البصرة ) لمؤلفه المبدع وكاتب التراث الاستاذ باسم غلب حسين مدير فرع قصر الثقافة في البصرة .