كل مجموعة من حلقات السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في معاني القرآن الكريم: حطط الحط: إنزال الشيء من علو، وقد حططت الرجل، وجارية محطوطة المتنين، أي: ملساء غير مختلفة ولا داخلة، أي: مستوية الظهر، وقوله تعالى: "وقولوا حطة" (البقرة 58)، كلمة أمر بها بنو إسرائيل، ومعناه: حط عنا ذنوبنا (تفسير غريب القرآن ص 50)، وقيل: معناه: قولوا صوابا.
جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قوله تعالي: "وَ ادخُلُوا البابَ سُجَّداً" (الاعراف 161) يعني متواضعين و كانوا أمروا بأن يدخلوا باباً منه معيناً في هذا الموضع كانوا فيه في قول الجبائي و قال ذلك قبل دخولهم الي بيت المقدس، قال و لم يرد ان يدخلوا الباب سجداً منحنين. قال إبن عباس کان هناك باب ضيق أمروا بان يدخلوه ركعاً فدخلوه علي أستاههم. و قيل لهم "قُولُوا حِطَّةٌ" (الاعراف 161) أي مغفرة، فقالوا حنطة. و ذكرنا اختلاف النّاس في ذلك. و قوله "وَ قُولُوا حِطَّةٌ" (الاعراف 161) معناه قولوا حط عنا ذنوبنا و هو بمنزلة الاستغفار و التوبة. و قوله "نَغفِر لَكُم خَطِيئاتِكُم" (الاعراف 161) جواب الأمر و فيه معني الجزاء. و التقدير انكم ان فعلتم ذلك غفرنا لكم خطاياكم. و قوله "سَنَزِيدُ المُحسِنِين" (الاعراف 161) معناه سنزيد المحسنين منكم نعماً و فضلا في الدنيا و الاخرة، و لا نقتصر لهم علي نعم هذه القرية. و رفع حطة علي تقدير مسألتنا حطة و مطلوبنا حطة. و ان نصب جاز بمعني حط عنا حطة. و قوله سجداً نصب علي الحال من دخول الباب. و قال ابو علي ليس بحال لدخول الباب، لأنهم بدلوا في حياة موسي. قوله: "وَ ادخُلُوا البابَ" أي الباب ألذي أمروا بدخولها. و قال مجاهد و السدي: هو باب حطة من بيت المقدس. و هو الباب الثامن. و قيل: باب القبة الّتي کان يصلي إليها موسي. و قال قوم: باب القرية الّتي أمروا بدخولها. قال أبو علي: قول من قال: إنه باب القرية، لأنه لم يدخلوا القرية في حياة موسي، لأنه قال: "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ الَّذِي قِيلَ لَهُم". و العطف بالفاء يدل علي أن هذا التبديل منهم کان في أثر الأمر فدل ذلک علي أنه کان في حياة موسي. و معني قوله: "سجداً" قال إبن عباس: ركعاً. و هو شدة الانحناء. و منه السجد من النساء: الفاترات الأعين. و قوله: "حِطَّةٌ" المعني: قال الحسن، و قتادة و اكثر أهل العلم: معناه حُط عنا خطايانا. و روي عن إبن عباس أنه قال: أمروا أن يستغفروا. و روي عنه ايضاً أنه قال: أمروا أن يقولوا: هذا الأمر حق: کما قيل لكم. و قال عكرمة: أمروا أن يقولوا لا إله إلّا اللّه. و کل هذه الأقوال محط الذنوب فيترحم لحطة عنها. اللغة: و حطة مصدر مثل ردّة و جدّة من رددت و جددت. قال صاحب العين: الحط: وضع الأحمال عن الدواب تقول: حططت عنها أحط حطا. و انحط انحطاطا. و الحط و الوضع و الخفض نظائر. و الحط: الحدر من العلو: كقول امرئ القيس: كجلمود صخرٍ حطه السيل من علِ. و يقال للنجيبة السريعة: حطت في سيرها و انحطت. و تقول حط اللّه وزرك ألذي انقض ظهرك. و قال الشاعر: و احطط إلهي بفضل منك أو زاري. و الحطاطة: بثرة تخرج في الوجه تقبح اللون و لا تقرح. و جارية محطوطة المتنين: ممدودة حسنة و الحط: حط الأديم بالمحط. و هي خشبة يصقل بها الأديم او ينقش. و أصل الباب: الحط: و هو الحدر من علو. و ارتفعت "حطة" في الآية علي قول الزجاج علي تقدير مساءلتنا حطة، و قال غيره: دخولنا الباب سجداً: حطة لذنوبنا كقوله: "وَ إِذ قالَت أُمَّةٌ مِنهُم لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذِّبُهُم عَذاباً شَدِيداً قالُوا: مَعذِرَةً" (الاعراف 164) يعني موعظتنا بعذرة إلي ربكم. و يجوز النصب في العربية علي معني حط عنا ذنوبنا حطة، كقولك: سمعا و طاعة يعني اسمع سمعاً و أطيع طاعة، كقولك: معاذ اللّه. يعني نعوذ باللّه و هو أقوي لأنه دعاء. و قوله: "نَغفِر لَكُم" اللغة: و الغفران و العفو، و الصفح نظائر. يقال: غفر الله غفرانا. و استغفر استغفارا و اغتفر اغتفاراً. قال ابو العباس: غفر الله لزيد بمعني: ستر غطي له علي ذنوبه. و الغفران انما هو التغطية. يقال للسحابة فوق السحاب: الغفارة. و ثوب ذو غفر: إذا کان له زئير يستر قبحه. و يقال: المغفر، لتغطية العنق. و يقال غفرت الشيء: إذ واريته. و المغفرة و الغفيرة بمعني واحد. و المغفرة: منزل من منازل القمر. يسمي بذلك لخفائه. و قال الزجاج: الغفر: التغطية.
تكملة للحلقتين السابقتين عن المصادر التي ذكرت الحديث باب حطة جاء عن مركز الأبحاث العقائدية: لثامن: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 2 - ص 278 سعيد بن خيثم، باسناده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنه لم تكن أمة إلا وقد كان لهم علم تعرف به طاعة الله من معصيته، ابتلى الله قوما "، فقال: لا تأكلوا الحيتان يوم السبت، وابتلى قوما " بناقة، فقال: لا تعقروها. وابتلى قوما " بنهر، فقال " فمن شرب منه فليس مني "، وجعل سفينة نوح من ركبها نجا، من تخلف عنها غرق، وجعل باب حطة من دخله ساجدا " غفر له وإن الله تبارك وتعالى لم يذر هذه الأمة حتى جعل لها علما " تعرف به طاعته من معصيته، وهو علي بن أبي طالب، من تولاه فقد تولى الله ورسوله، ومن عصاه فقد عصى الله ورسوله. التاسع: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 2 - ص 479. أبو غسان، باسناده، عن أبي ذر رضوان الله عليه، أنه أخذ بحلقتي باب الكعبة، وقد اجتمع الناس للموسم، وحول وجهه إلى الناس وهم أجمع ما كانوا في الطواف حول البيت. فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، وإلا فأنا أعرفه بنفسي، أنا أبو ذر الغفاري، لا أخبركم إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله، سمعته يقول: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، (ألا وإن) مثلهما فيكم سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق. العاشر: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 2 - ص 501
عبد الرحمان بن نجران، باسناده عن حذيفة بن أسد، أنه قال: سمعت أبا ذر - وهو متعلق بحلقة باب الكعبة -: أنا جندب لمن عرفني، وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح في لجة البحر من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ألا هل بلغت. الحادي عشر: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 2 - ص 502 الحسن بن محبوب، باسناده، عن زيان بن عمرانة، قال رأيت أبا ذر متعلقا " بأستار الكعبة وهو يقول: أيها الناس أنا جندب من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أذكركم الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. ألا قال ذلك ؟ فقال طوائف من الناس: اللهم نعم، لقد سمعناه يقول ذلك. فقال: والله ما كذبت مذ عرفت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا اكذب حتى ألقاه. ولقد سمعته يقول: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي حبل ممدود من السماء إلى الأرض، طرف منه بيد الله، وطرف منه بأيديكم. فانظروا كيف تحفظوني في أهل بيتي، وإن الله قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ولقد سمعته يقول: يا أيها الناس إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. ومثل باب حطة بني إسرائيل. الثاني عشر: شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 2 - ص 512. علي بن الحزور، باسناده، عن أبي ذر رحمة الله عليه، أنه صعد درجة الكعبة حتى أخذ بحلقة الباب، ثم أسند ظهره إليه، وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قاتل أهل بيتي في الأولى، وتوفي في الثالثة فهو من شيعة الدجال. وسمعته يقول: إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك.
جاء في موقع العتبة الحسينية المقدسة عن تفسير الإمام علي عليه السلام: سورة البقرة الآيات (45، 46، 54، 58) للدكتور خليل خلف بشير:
رويّ عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في تفسير قوله تعالى "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة 45)، تفسيراً باطنياً (فالصبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال الله تعالى: "وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ"، ولم يقل: وإنهما لكبيرة؛ لأن الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون، وذلك لأن أهل الأقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد صلى الله عليه وآله ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل. وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال "وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة 45). وفي قوله "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ" (البقرة 46)، يقول عليه السلام: يوقنون أنهم مبعوثون والظن منهم يقين. وفي قوله: "ففَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 54)، قال عليه السلام: (قالوا لموسى ما توبتنا؟ قال: يقتل بعضكم بعضا فأخذوا السكاكين فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وابنه والله لا يبالي من قتل حتى قتل منهم سبعون ألفا فأوحى الله إلى موسى مرهم فليرفعوا أيديهم وقد غفر لمن قتل وتيب على من بقي). وفي قوله "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِين" (البقرة 58) قال أمير المؤمنينعليه السلام: (فهؤلاء بنو إسرائيل نصب لهم باب حطة وأنتم يا معشر أمة محمد نصب لكم باب حطة أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله، وأمرتم باتباع هداهم ولزوم طريقتهم، ليغفر (لكم) بذلك خطاياكم وذنوبكم، وليزداد المحسنون منكم، وباب حطتكم أفضل من باب حطتهم، لان ذلك (كان) باب خشب، ونحن الناطقون الصادقون المرتضون الهادون الفاضلون، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله:(إن النجوم في السماء أمان من الغرق، وإن أهل بيتي أمان لأمتي من الضلالة في أديانهم، لا يهلكون (فيها ما دام فيهم) من يتبعون هديه وسنته). أما أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال: (من أراد أن يحيا حياتي، وأن يموت مماتي، أن يسكن الجنة التي وعدني ربي، وأن يمسك قضيبا غرسه بيده وقال له: كن فكان، فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام، وليوال وليه، وليعاد عدوه، وليتول ذريته الفاضلين المطيعين لله من بعده، فإنهم خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذب بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي).
|