عاشت البشرية لحظة صعبة وصُدمت بالأزمة الأخلاقية التي نشأت من تسابق الدول الاوربية وتنافسها وسلوك طرق ملتوية للحصول على اللقاح مع ضرب كل معايير منظمة الصحة العالمية وحقوق الانسان في وجوب العدالة في التوزيع، حيث القوى العظمى (عدته انعكاساً لبطولتها العلمية واعترافاً بتفوق نظامها السياسي).

الحرب الأوكرانية أظهرت التمييز الصارخ في التعامل بين اللاجئين المعرضين للظروف الإنسانية المتشابهة التي اجبرتهم على ترك ديارهم، حيث شاهد العالم كيف تفاعل الغرب وتعامل مع اللاجئين الاوكرانيين وكيف قدّم دعما منقطع النظير لهم، مقارنة بما جرى مع اللاجئين السوريين والمعاملة اللاإنسانية التي لاقوها.

جاء طوفان الأقصى واراق المتبقي من ماء وجه الغرب وما يتشدقون به ويسوقوه عن حقوق الانسان وعدالة وحقانية النظام الذي يقودوه.

التمييز سمة رافقت هذا النظام منذ تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه الاحداث الثلاثة وغيرها وخصوصا ما يجري في غزة قد تكون نقطة التحول التي ستغير نظرة العالم لهذا النظام وتدعو إلى إعادة تقييم المبادئ التي يقوم عليها، ستتغير الكثير من القناعات للأفراد والأمم وستلفت انظار الكثيرين لسوء هذا النظام الذي إلفوه او تغاضوا عن ظلمه، واعتقد انها ستقود لأحداث اخرى على مستوى المنطقة والعالم فالقناعات تتحول الى سلوكيات على مستوى الافراد والأمم.

التغييرات آتية، ولكنها ستأتي بتكاليف قد نضطر لدفعها.