• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : النفط العراقي والأزمة في المنطقة .

النفط العراقي والأزمة في المنطقة


مع تصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة تساؤلات تثار حول دور النفط العراقي في الحرب المحتملة على الصعيد الإقليمي والخيارات أمام العراق في حال توقف تصديره فيما أبدى البعض تخوفا من تحول الأموال العراقية في البنك الفيدرالي الأمريكي إلى ورقة ضغط على بغداد تستخدم عند اللزوم.

ومع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة تتدحرج الأحداث الميدانية نحو مزيد من التصعيد  فقد تم استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، إلى جانب دخول الحوثيين في اليمن على خط الأزمة، عبر إطلاق أكثر من صاروخ، جرى صدها من قبل البوارج الأمريكية، ليضاف هذا التصعيد إلى آخر بتحريك زعيم التيار الصدري لأنصاره نحو الحدود العراقية الأردنية، بهدف الوصول لحدود إسرائيل والتظاهر هناك.

تصدير النفط العراقي ودوره في الأزمة
هذا التصعيد الذي بدأ في العراق، وربما يحوله إلى طرف بالحرب الدائرة، بعيدا عن مخاطره الأمنية الكثيرة، فأن مراقبين أشاروا الى نقطة هامة وهي تأثر تصدير النفط، وفي حال حدوث مثل هذا الأمر فأن العراق سيدفع الثمن الأكبر، كما ستتحول أموال نفطه التي بيد الفيدرالي الأمريكي لورقة ضغط حتى يبتعد عن الحرب، لكن المخاوف الأكبر من دخول إيران وغلقها لمضيق باب المندب، الأمر الذي سيشعل حربا كبرى مع الدول العظمى.

ويقول المحلل السياسي فلاح المشعل، إن “الولايات المتحدة تحاول أن لا تزج العراق وإيران والسعودية بالحرب الدائرة في غزة، لأن أكثر من 30 بالمئة من نفط العالم في هذه الدول، التي تمثل مصدر تمويل للعالم”.

ويضيف المشعل، أن “إسرائيل بدأت تفرض قضية اتساع رقعة الحرب بهدف الضغط، وبالفعل بدأ الحوثيين من اليمن بالمشاركة في الحرب، والفصائل المسلحة بالعراق أيضا، حيث قصفت القواعد الأمريكية، كما تعرضت هذه القواعد في التنف ودير الزور للقصف أيضا”.

موضحا أن “هذه الهجمات ستستمر، وأتوقع أنه في هذه المرحلة أي بداية الاستهداف، لن يكون هناك رد أمريكي، رغم أن واشنطن أرسلت تعزيزات لقاعدة عين الأسد ومساعدات عاجلة وجنود إضافيين”.

النفط العراقي وارتباطاته بتوسعة الحرب
ويعرج المشعل على قضية مهمة، وهي ارتباط النفط بتوسع رقعة الحرب، إذ يبين أن “هناك مباحثات إقليمية حاليا بشأن موضوع النفط، وإذا ما تم إيقافه مثلا فستتوقف الحرب فورا وهذه قاعدة ثابتة، لكن تداعيات وقف النفط ستكون كارثية”.

ويلفت إلى أن “دول العالم صناعية ولن تتحمل أزمات توقف النفط والتضخم الهائل الذي سيحصل، كما سيفتح هذا الأمر جبهات عديدة من السورية والأردنية، وفي حال تعرض العراق إلى أي ضربة فأن الأمور ستأخذ مديات مختلفة وستدخل إيران بكل قوتها”، مستدركا أن “التكهن صعب حاليا بما ستتجه له الأمور، فخلال ساحات ممكن أن يتحول الوضع لجحيم أو يهدأ”.

قصف القواعد الأمريكية انطلاقا من العراق
وبدأت الفصائل المسلحة، منذ ليلة أمس الأول، بقصف القواعد الأمريكية، حيث استهدفت قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل بالطائرات المسيرة، ثم عاودت القصف ليلة أمس، واستهدفت عين الأسد بصواريخ عدة.

كما جرى استهداف قاعدة التنف الأمريكية عند الحدود العراقية السورية قرب البوكمال، كما جرى استهداف قاعدة حقل العمر النفطي في دير الزور بسوريا.

وفجر اليوم الجمعة، جرى استهداف قاعدة فيكتوريا للقوات الأمريكية، في مطار بغداد الدولي.

يذكر أن القوات الامنية قامت بإغلاق مداخل ومخارج ناحية البغدادي بمحافظة الانبار بشكل مؤقت، بعد استهداف قاعدة عين الأسد يوم أمس.

وقد أعلن تشكيل يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” الذي تضم الفصائل المسلحة، مسؤوليته عن الهجوم على قاعدة “التنف” العسكرية التابعة للتحالف الدولي.

وقد أكدت القيادة المركزية الأمريكية، هذه الاستهدافات في بيان لها، بل وكشفت عن تسببها بإصابات بسطية بين صفوف الجنود الأمريكان.

تعهدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” مساء الخميس، باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية القوات المتواجدة في العراق وسوريا، بعد الهجمات التي تعرض لها جنود أمريكيون خلال الساعات الماضية.

يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أكد يوم أمس أن “الولايات المتحدة ستقوم بالإجراءات اللازمة من أجل حماية القوات الأمريكية، ومن ذلك تعزيز انتشار الطائرات المقاتلة في المنطقة لتوفير قدرات إضافية، وسنظل يقظين تجاه أي تهديدات محتملة أخرى.. لدينا القدرة على الدفاع عن مصالحنا في المنطقة وردع أي تصعيد إقليمي أو توسع للصراع الذي بدأته حماس.

تصعيد يمني يهدد نقل النفط في البحر الأحمر
كما أطلقت من اليمن، صواريخ وتصدت لها سفنية حربية أمريكية، وما تزال الأنباء غير واضحة حول وجهة هذه الصواريخ، لكن بحسب السي أن أن الأمريكية، فأنها كانت متوجهة نحو إسرائيل ولم تستهدف السفينة بالتحديد.

إلى ذلك، يوضح الخبير النفطي كوفند شيرواني، أن “منطقة الخليج، موردة لنحو 40 بالمئة من نفط العالم، عبر البحرين العربي والأحمر، اللذين يعتبران من الممرات المهمة لتوريد الطاقة، وفي حال توسع المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس، فبالتأكيد ستنعكس سلبا على وضع الطاقة”.

ويتابع أن “هناك بوادر لهذا الأمر، وهي أن إسرائيل أوقفت إمدادات الغاز لمصر في أول أسبوع للحرب، وفيما يخص منطقة الخليج، فهي مهددة في حال توسع رقعة الحرب، لاسيما وأن إيران هددت سابقا بغلق مضيق باب المندب وحاولت أن تستخدم الأمر سياسيا، بالتالي هناك تخوف من أن تنتقل المواجهة من حماس وإسرائيل إلى إيران وأمريكا”.

ويشير إلى أن “أي تأثر للطاقة في المنطقة سيكون وقعه ثقيلا على العالم، فلو أغلق مضيق باب المندب، فهذا يعني استدراج القوى العظمى للمنطقة، ويعني تدخلها بهدف إعادة فتحه وستكون هناك مواجهة كبرى، لاسيما وأن أمريكا لديها قواعد وقطع بحرية في المنطقة، بالتالي فأن الصراع سيأخذ شكلا آخر”.

ويستطرد أن “البوادر بدأت عندما دعت إيران منظمة أوبك أن تفرض حظرا نفطيا على إسرائيل، لكن أوبك رفضت، ونأت بنفسها عن التأثيرات السياسية، لأن قراراتها اقتصادية بحتة”.

مخاطر تحويل أموال النفط العراقي إلى البنك الفيدرالي الأمريكي
وعن وضع العراق، يوضح شيرواني، أن “العراق بوضع حرج جدا أكثر من الدول الأخرى، فهو من جانب لديه علاقات مع إيران وفيه فصائل مسلحة وكتل سياسية مرتبطة بإيران، ومن جهة أخرى مقيد باتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن وفيها شق أمني وآخر اقتصادي، وإضافة لهذا فأن أموال النفط العراقي تذهب للبنك الفيدرالي الأمريكي، وإذا حصلت مواجهة وتدخل العراق فيها، فأن أموال النفط ستكون أول ورقة ضغط على العراق، لكي يبتعد عن توجه إيران”.

ويشير إلى أن “العراق يعتمد على الاستيراد بنسبة 80 بالمئة، وكل الاستيراد هو بالدولار، وهنا أي تأخر بدفعات الدولار من واشنطن سيؤدي إلى تأثر الحركة التجارية والاقتصادية وسيدفع المواطن ثمنا باهظا”.

الجدير ذكره إلى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعا يوم أمس، الشعوب الإسلامية والعربية إلى تجمع شعبي سلمي من جميع تلك الدول، للذهاب من أجل اعتصام سلمي عند الحدود مع إسرائيل من جانب مصر وسوريا ولبنان والأردن من دون أي سلاح، غير الأكفان، والبقاء لحين فك الحصار، ولإيصال بعض المعونات الطبية والغذائية شمال غزة وجنوبها.

وسرعان ما بدأت تجمعات أنصار الصدر، وتم تجهيز الحافلات لنقلهم إلى الحدود الأردنية، وبالمقابل فأن انباء وردت عن تعزيز “إسرائيل” لقواتها عند الحدود مع الأردن.

لا إجراءات على مستوى أوبك
أفادت أربعة مصادر من منظمة “أوبك”، بأنها لا تخطط لعقد اجتماع استثنائي أو اتخاذ أي إجراء فوري بعد دعوة إيران أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إلى فرض حظر نفطي على إسرائيل.

يذكر أن وكالة “رويترز”، نقلت عن 4 مصادر في منظمة أوبك، بأن المنظمة لا تخطط لعقد اجتماع استثنائي أو اتخاذ أي إجراء فوري بعد دعوة إيران أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إلى فرض حظر نفطي على إسرائيل.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، دعا قبل يومين، الدول الإسلامية إلى “فرض حظر نفطي على النظام الصهيوني”.

جدير بالذكر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذر في العام 2018، إيران من إغلاق مضيق باب المندب، وقال في حينها “إنني على اقتناع بأنها ستجد نفسها أمام ائتلاف دولي مصمم على منعها من القيام بذلك”.

وفي ذلك العام، علقت السعودية، شحنات النفط الخام عبر المضيق، حتى التأكد من تأمين حركة الملاحة، وذلك بعد أن استهدف الحوثيون ناقلتي نفط تابعتين لشركة “البحري” السعودية.

وخلال أزمة الاتفاق النووي والمفاوضات حوله، كانت إيران قد هددت بغق مضيق هرمز، في حال تعرض مصالحها للخطر.

المصدر: العالم الجديد




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=187604
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 10 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 17