• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات مختارة من القرآن الكريم (كبد، لبدا) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات مختارة من القرآن الكريم (كبد، لبدا)

قال الله تعالى عن كبد "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" ﴿البلد 4﴾ كبد اسم، كبد: شدةُ خَلقٍ، و مشقَّة عظيمة، و مكابدة و عناء. أو اعتدال و استقامة، و يقال: إنه خلق يعالج و يكابد أمر الدنيا و أمر الآخرة، و الكبد: الاستواء و الاستقامة، كبد: نـَـصَـب و مشقـّة و مُكابَدة للشّدائد، أقسم الله بهذا البلد الحرام، وهو (مكة)، وأنت أيها النبي مقيم في هذا (البلد الحرام)، وأقسم بوالد البشرية وهو آدم عليه السلام وما تناسل منه من ولد، لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
جاء في معاني القرآن الكريم: كبد الكبد معروفة، والكبد والكباد توجعها، والكبد إصابتها، ويقال: كبدت الرجل: إذا أصبت كبده، وكبد السماء: وسطها تشبيها بكبد الإنسان لكونها في وسط البدن. وقيل: تكبدت الشمس: صارت في كبد السماء، والكبد: المشقة. قال تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد" (البلد 4) تنبيها أن الإنسان خلقه الله تعالى على حالة لا ينفك من المشاق ما لم يقتحم العقبة ويستقر به القرار، كما قال: "لتركبن طبقا عن طبق" (الانشقاق 19).
وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (كبد) "في كبد" (البلد 4) أي في شدة ومكابدة لأمور الآخرة والدنيا. (لبد) "لبدا" (البلد 6) كثيرا من التلبيد كأنه من كثرته بعضه على بعض، ومنه اشتقاق اللبود التي تفرش، و "لبدا" (الجن 19) جماعات بعضهم على بعض واحدها: لبدة أي كادوا يركبون على النبي صلى الله عليه وآله رغبة في القرآن وشهوة لاستماعه.
قال الله تعالى "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا" ﴿الجن 19﴾ لبدا بكسر اللام اسم، لِبدا: جماعات متكاثفة قد ركب بعضها بعضاً كما في اللِّبد، أو متراكمين من ازدحامهم عليه تعجباً. أو أعواناً، و اللِّبد: البساط من صوف يُجعل على ظهر الفرس، أو يمدُّ بساطاً، لِبَدًا: كان العرب أعواناً على حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم، عَـليْه لِبَدًا: مُـتـَـراكِمِين من ازدحامهم عليه تعجّـبا، وأنه لما قام محمد صلى الله عليه وسلم، يعبد ربه، كاد الجن يكونون عليه جماعات متراكمة، بعضها فوق بعض؛ مِن شدة ازدحامهم لسماع القرآن منه، و "يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا" ﴿البلد 6﴾ لبدا بضم اللام صفة، لُبدا: جَمّا، كثيراً. يقال: مال لُبَد: أي كثير، لا يُخاف فناؤه، و لُبَد: اسم نسر لقمان.
جاء في تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي: وجواب القسم: "لقد خلقنا الانسن في كبد" (البلد 4) أي: نصب وشدة، فهو مغمور في مكابدة المشاق والشدائد. واعترض بقوله: "وأنت حل بهذا البلد" (البلد 2) بين القسم وجوابه، يعني: ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك تستحل بهذا البلد الحرام كما يستحل الصيد في غير الحرم، وقد استحلوا إخراجك وقتلك، وقيل: إنه وعد له بفتح مكة، أي: وأنت حل به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر، بأن يفتحه الله عليك ويحله لك. والكبد: أصله من قولك: كبد الرجل كبدا فهو كبد: إذا وجعت كبده، ثم استعمل في كل تعب ومشقة. كابده: أي قاساه. (القاموس المحيط: مادة كبد). قوله تعالى "أو يكبتهم" (ال عمران 127) ويقال: كبته، أي كبده يعني: ضرب كبده بالغيظ والحرقة. قوله تعالى "كادوا يكونون عليه لبدا" (الجن 19) أي: يزدحمون عليه متراكمين تعجبا مما رأوا من عبادته، وإعجابا بما كان يتلوه من القرآن، لأنهم رأوا ما لم يروا مثله، وسمعوا ما لم يسمعوا بمثله، وقيل: معناه: لما قام رسولا صلى الله عليه وآله وسلم يعبد الله وحده، كاد المشركون لتظاهرهم على عداوته يزدحمون عليه متراكمين "لبدا" جمع (لبدة)، وهي ما يلبد بعضه على بعض، وقرئ: "لبدا" بضم اللام، واللبدة في معنى اللبدة، وعن قتادة: تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى الله إلا أن يتم نوره. قوله "يقول أهلكت مالا لبدا" (البلد 6) كثيرا، يريد: كثرة ما أنفقه فيما كانوا يسمونها مكارم الأخلاق. تلبد: تداخل ولزق بعضه ببعض. (القاموس المحيط: مادة لبد).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=187273
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 10 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12