• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشارات قرآنية من كتاب بشارة المصطفى للطبري (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اشارات قرآنية من كتاب بشارة المصطفى للطبري (ح 1)

جاء في كتاب بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام للمؤلف عماد الدين الطبري: عن أبي الورد، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌ السلام يقول: (إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأولين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً وتشتدّ أنفاسهم، فيمكثون بذلك ما شاء الله، وذلك قوله "لا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا" (طه 18)، قال: ثم ينادي منادٍ من تلقاء العرش: أين النبي الاُمي؟ قال: فيقول الناس: قد أسمعت فسمّ باسمه، فينادي: أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبد الله؟ قال: فيقوم رسول الله، فيتقدم أمام الناس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة وصنعاء، فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم، فيقوم أمام الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون. قال أبو جعفر: فبين وارد يومئذٍ وبين مصروف عنه، فإذا رأى رسول الله من يصرف عنه من محبّينا بكى، وقال: يا رب شيعة علي، قال: فيبعث إليه ملكاً فيقول له: يا محمّد ما يبكيك ؟ فيقول: وكيف لا أبكي واُناس من شيعة عليّ بن أبي طالب أراهم قد صُرّفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي، قال: فيقول الله عزّ وجلّ له: يا محمّد إنّي قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك ومن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك. ثم قال أبو جعفر: فكم من باك يومئذٍ وباكية ينادون: يا محمداه، إذا رأوا ذلك فلا يبقى أحد يومئذٍ كان يتولاّنا ويحبّنا (ويتبرّأ من عدوّنا ويبغضهم)، إلاّ كان من حزبنا ومعنا وورد حوضنا). أيلة بالفتح جبل بين مكّة والمدينة قرب ينبع، بلد بين يَنْبُع ومصر، وإيلة بالكسر قرية وعين بباخرز، وموضعان آخران.
يقول عماد الدين الطبري في كتابه عن آيات في سور الكوثر والواقعة والنبأ والنمل والفرقان: عن عبد الله بن عباس رضي ‌الله‌ عنه قال: (لما نزل على النبيّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر" (الكوثر 1)، قال له علي عليه ‌السلام: ما هذا الكوثر يارسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به، قال: إن هذا النهر شريف فانعته لي يارسول الله، قال: نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشد بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل، وألين من الزّبد، حصباؤه الزّبرجد والياقوت والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله تعالى. ثمّ ضرب رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله يده على جنب أمير المؤمنين عليه‌ السلام فقال له: يا علي إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبيّك من بعدي). عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله عن قول الله عزّ وجلّ "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الواقعة 10-12)، فقال: قال لي جبرئيل: ذاك علي وشيعته، هم السابقون إلى الجنّة المقرّبون من الله بكرامته لهم. عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام في قول الله عزّ وجلّ "أُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الفرقان 70)، قال: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه حتّى لا يطلع على حسابه أحد من النّاس، فيعرّفه ذنوبه، حتّى أذا أقرّ بسيئآته، قال الله عزّوجلّ للكتبه: بدّلوها حسنات وأظهروها على النّاس، فيقول الناس حينئذٍ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة، ثم يأمر الله به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصّة. عن عباية بن ربعي قال: قلت لعبدالله بن عباس: لم كنّى رسول الله علياً أبا تراب؟ قال: لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول: انّه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة عليّ من الثواب والزلفى والكرامة قال ياليتني كنت تراباً أي ليتني كنت من شيعة علي عليه‌ السلام، وذلك قول الله عزّ وجلّ "وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا " (النبأ 40). عن المسعودي، قال: حدّثنا الحارث بن حصيرة، عن عمران بن الحصين، قال: (كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبيّ وعلي جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله "أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" (النمل 62)، قال: فانتفض علي عليه‌ السلام انتفاض العصفور، فقال له النبي: ما شأنك تجزع؟ (فقال: ومالي لا أجزع، والله يقول: انّه يجعلنا خلفاء الأرض، فقال له النبي: لا تجزع فوالله لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ كافر منافق).
ويقول مؤلف الكتاب عماد الدين الطبري عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه‌ السلام قال: (خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه ‌السلام بالكوفة عند منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً فحمّد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثمّ قال: لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عزّ وجلّ "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (الضحى 11) اللّهمّ لك الحمد على نعمك التي لا تحصى، وفضلك الّذي لا ينسى، يا أيّها النّاس أنّه بلغني ما بلغني وانّي أراني قد أقترب أجلي، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري، وانّي تارك فيكم ما تركه رسول الله: كتاب الله وعترتي، وهي عترة الهادي إلى النّجاة، خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ المصطفى. يا أيّها النّاس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلاّ مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمّه وسيف نقمته، وعماد نصرته وبأسه وشدّته، أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات، وقابض الأرواح، وبأس الله الّذي لا يردّه عن القوم المجرمين، أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام، أنا سيّد الأوصياء ووصيّ خير الأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه، وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين، فاطمة التقيّة النقيّة، الزكيّة البرّة المهدية، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد، هل ينكر أحد ما أقول، أين مسلمو أهل الكتاب؟ أنا اسمي في الإنجيل (إليا)، وفي التوراة (بريا)، وفي الزبور (اري)، وعند الهند (كابر)، وعند الروم (بطريسا)، وعند الفرس (جبير) وعند الترك (تبير)، وعند الزنج (حيتر) وعند الكهنة (بوسي)، وعند الحبشة (بتريك)، وعند اُمّي (حيدرة)، وعند ظئري (ميمون)، وعند العرب (علي)، وعند الأرمن (فريق)، وعند أبي (ظهيرا). ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم، يقول الله عزّ وجلّ (إنّ الله معَ الصادقين) أنا ذلك الصادق، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى "فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (الاعراف 44) أنا ذلك المؤذن، وقال الله تعالى "وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ" (التوبة 3) فانا ذلك الأذان، وأنا المحسن يقول الله عزّ وجلّ "وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ" (العنكبوت 69)، وأنا ذو القلب يقول الله عزّ وجلّ "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ" (ق 37)، وأنا الذاكر يقول الله عزّ وجلّ :"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ" (ال عمران 191) ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمّي وأخي وابن عمّي، والله فالق الحبّ والنوى، لا يلج النار لنا محبّ ولا يدخل الجنّة لنا مبغض يقول الله عزّ وجلّ "وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ" (الاعراف 44). وأنا الصهر يقول الله عزّ وجلّ "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا" (الفرقان 54)، وأنا الاذن الواعية يقول الله عزّ وجلّ "وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" (الحاقة 12) وأنا السلم لرسول الله يقول الله عزّ وجلّ "وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ" (الزمر 29)، ومن ولدي مهدي هذه الاُمّة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186812
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12