• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زينب عليها السلام والقرآن الكريم (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

زينب عليها السلام والقرآن الكريم (ح 1)

تعتبر الحوراء زينب ثاني أعظم سيدة من سيدات اهل البيت المحمدي. في اليوم الخامس عشر من شهر رجب توفيت الحوراء زينب الكبرى عليها السلام عام 62 هجرية. ولا تختلف الحوراء زينب عليها السلام في الصبر والتحمل عن النساء التي ضرب الله فيهن المثل كما في حالة زوجة فرعون "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (التحريم 11). وفي كربلاء ثلاثة اعمدة للكيان المحمدي امامة الحسين وشجاعة العباس وصبر زينب عليهم السلام. فصبرها عليها السلام هز القلم الذي يرتجف من هول ما يكتب. فهي عليها السلام تملك صبر الانبياء عليهم السلام الا وهو الصبر الجميل "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ" (يوسف 18).
الحوراء زينب عليها السلام مثال صبر الام المفجوعة باخوانها واولادها واهلها الذين قتلوا في يوم واحد. مع ما مر بها من ألام فقد شهدت وفاة جدها المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وهي طفلة. ثم وفاة امها بعد اشهر قليلة من وفاة جدها عليهما السلام. وشهدت شهادة ابيها واخوانها وابنائها عليهم السلام. ولكن شعارها كما قال الله سبحانه وتعالى "قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا" (التوبة 51). وكانت السيدة زينب عليها السلام تستعين بالصلاة عند الشدائد ولا تترك صلاة الليل وتهجده. والله عز وجل يقول في محكم كتابه العزيز "وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ" (البقرة 45).
جاء في صفحة جعفر مرتضى العاملي عن تفسير سورة الفاتحة: قال تعالى: حكاية لقول ذي القرنين: "قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا" (الكهف 95). هناك فرق بين الاستعانة وبين العبادة، والمحرم هو عبادة غير الله لا الاستعانة به، فيحرم عبادة غير الله لأي سبب كان وبأي طريقة كانت. وكما يحرم السجود له كذلك يحرم التمسح به تمسح عبادة. وكما يحرم السجود له بعنوان كونه رباً وإلها وخالقاً . كذلك يحرم السجود له بعنوان أنه يقربه إلى الله زلفى. أما الاستعانة، فهي لا تلازم الاعتقاد بوجود مؤثر غير الله على حد التأثير الإلهي أو الربوبي. تمنع بعض الفرق من الاستعانة بغير الله سبحانه، وتعد ذلك شركاً، وخروجاً عن الدين، إذ لا مؤثر في هذا الوجود سوى الله سبحانه. والاستعانة بغيره تستبطن الاعتقاد بوجود مؤثر آخر سواه. إذن، فلا يجوز (وفق مقولتهم) أن نقول عندما يتكالب علينا المستكبرون: يا مهدي أدركنا. وعندما يتكالب علينا الأعداء، ونحتاج إلى الأسوة، وإلى إلهاب روح التضحية والفداء لندفع عنا كيد الأعداء، لا يجوز أن نقول: يا حسين. وحينما نشعر بالمظلومية ونحتاج لبلسمة الجراح لا يجوز أن نقول: يا زهراء. وعندما نحتاج إلى الصبر في موقع الكرب والبلاء، لا يجوز (وفق مقولتهم أيضاً) أن نقول: يا زينب. قوله تعالى "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة 45) عن صفحة مدرسة اهل البيت: ومن مظاهر صبر السيدة زينب عليها السلام انّها تحمّلت عناء السبيّ ولمحافظة على عيال أبي عبد الله الحسين عليه السلام وكذلك مجابهة الطغاة وفضحهم، وقامت بمسؤوليّتها على أحسن وجه وكانت تستعين بالصلاة خصوصاً تتهجّد في الليل للقيام بمسؤوليّتها في النهار ومن هنا قال الامام زين العابدين عليه السلام إنّ عمّتي الحوراء زينب لم تترك تهجدها الليلي حتّى في ليلة الحادي عشر من المحرّم بل كانت في الطريق مع متاعب الطريق كانت لا تترك صلاة الليل، بل ربّما للتعب والأعياء تصلّيها من جلوس.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186667
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12