• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيدة زينب القائدة الرسالية في نهضة الامام الحسين (عليه السلام) .
                          • الكاتب : حوراء جبار .

السيدة زينب القائدة الرسالية في نهضة الامام الحسين (عليه السلام)

انفردت السيّدة زينب(عليها السلام) بمكانة خاصّة في التاريخ، وتواضعت الأقلام لعظم مكانتها، ولم تفِ حقّها، فهي وُلدت وترعرعت في حضن الرسالة المحمدية والبيت العلوي، وبرزت بعفّتها وحيائها ولم يُرَ لها شخص، إلّا أنّه عندما اقتضت الضرورة، وبلغ الأمر حدّاً لا يُطاق، نجدها مارست دورها بشجاعة قلّ مثيلها، بحيث تولّت قيادة الركب الحسيني بعد استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) وبتوصية منه، وهذا الأمر وحده كفيل ببيان عظمة السيّدة التي أخذت على عاتقها ادواراً مختلفة يصعب على المرء حصرها، كان أهمها هو تفصيل وتكريس الأهداف التي من أجلها نهض الامام الحسين(عليه السلام)  بعد شهادته، أو لنقل تكميل ذلك الدور واستمراريته، فأن التاريخ لا يستطيع نسيان ذلك الدور، ولولا جهودها لما اثمرت تلك النهضة المباركة بهذا الشكل الذي أثمر وانتج هذه الرسالة الخالدة على مر العصور والازمنة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة الحسينية بعد شخصية أخيها الإمام الحسين ،فكانت معه في اغلب الفصول والمواقف، بل أنها قادت الثورة بعد استشهاد الإمام الحسين وأكملت حلقاتها، فلولا كربلاء لما بلغت شخصيتها هذه القمة والتألق والخلود... ولولا السيدة زينب لما حققت كربلاء أهدافها ومعطياتها وآثارها في واقع الأمة والتاريخ، فمواقفها الرسالية في نصرة امام زمانها بات منهجاً واضحاً لنصرة الأئمة المعصومين وليس فقط الأمام الحسين. 
أن نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) انطلقت الى البشرية عبر منظومة قيمه الإنسانية، مبينا ما يتوجب من حق الله وحق رسوله وحق خليفته الشرعي، فكشف عن واقع الحس الإسلامي والجو الإيماني الذي ينبغي ان يعيشه المسلم في عقيدته وأخلاقه، اذ ليس الجهاد وحده الذي رفعه ليوقظ الناس، وإنما عظمة الأفعال الي صاحبت هذه النهضة والتي جسدها ال البيت بكل تفصيل قدوة يحتذى بها ومنهجاً ثابت لنصرة الحق في كل زمان ومكان. 
فهذه النهضة في الحقيقة قامت على كتف رجل وامرأة وهذه من مميزاتها، الرجل هو الحسين بن علي بن ابي طالب والمرأة هي زينب بنت علي بن ابي طالب (سلام الله عليهما)، واذا كان الامام الحسين قد حمل راية الانبياء جميعاً، فأن السيدة زينب هي التي كملت المسيرة وحملت تلك الراية على كتفها الشريف ونقلتها الى بقية البلدان، اي أن الامام الحسين بأستسهاده ادى مسؤولياته كاملة غير منقوصة ثم سلم الراية بيد زينب لان الأمام زين العابدين (سلام الله عليه) كان مريضاً وكان لابد من الحفاظ على حياته، والا لقتلوه فلقد رفعوا هذا الشعار لا تبقوا لاهل هذا البيت من باقية فحتى مسؤولية الامام زين العابدين كانت على عاتق السيدة زينب وكانت اهلا لها. 
واذا كان الملايين اليوم يأتون لزياره قبر ابي عبد الله الحسين؛ فلأن زينب جاءت الى قبر اخيها هنا بعد اربعين يوماً من مقتله احياء لرايته ولذكره وثورته ومبادئه ولقيمه ولكل ما أستشهد  من اجله، فدورها الجهادي لم يكن بالسلاح؛ بل بالكلمة والموقف وهي التي هزت عروش الطغاة بوعدها الألهي في خطبتها المعروفة في الشام ".. فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا،.."

ومن هنا جاءت كلمتها أمام الطاغية يزيد، تهدر ليس فقط في قصره وتحطيم نصره الوهمي، بل على مساحات الزمن كلها، لتحفر على صفحات التاريخ كلمة يسجل لها عمقها الاستراتيجي، وهي تقرر أن النصر يحسب على المدى البعيد، وأن الانتصارات الآنية لا تعني ربح المعركة، إضافةً إلى أنها تعكس إيمانها ويقينها بصوابية الخيار الذي انتهجه الحسين(عليه السلام) في سبيل الإسلام وحفظه.
اوجز هذا المقال الذي كتبه المستشرق إدوارد مونتاغيوا في الصحف البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية عن شخصية السيدة زينب عليها السلام، فلكم النص قال:
“لقد فتشنا في كتب العرب التاريخية كابن الاثير و المسعودي و غيرهم من فحول المؤرخين فعثرنا على خطبة للسيدة زينب ومن فقراتها: “فكد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولن تُدرِك أمدنا.. من هي هذه المرأة؟!
إن أقوالها تفلق الحجر لقوتها وهي امرأة إنها تهدد عرشاً عظيماً عرش يزيد بن معاوية، يزيد و حسب ما تعرفنا على سيرته هو من أشباهنا نحن الغربيين… نحن في أوروبا نتعاطى الخمور و نتسلى بالمراقص الليلية و نتسامر عبر العلاقات الجنسية و غيره الكثير،
أما زينب فهي شبيهة بالسيدة العذراء حقيقة نعترف فيما بيننا أن هذه المرأة تشكل خطراً كبيراً يهدد ليس فقط عرش يزيد بل كل عرش مثل عرش يزيد إذن زينب تهددنا نحن أيضاً من أين قطعت أن يزيد لن يكون بإمكانه محو ذكرها هي و عائلتها إن هذا التحدي يجب أن يوضع على طاولة البحث و التحليل و من أين قطعت أن رأيه سيكون بدداً و أن عرشه سيسقط إن السيدة العذراء عندنا لم تتحدى الأمبراطور الكبير و لا زعيم كهنة الكنيسة، إذن زينب أخطر من العذراء بكثير لكن ما هي.."
من هذا المقال نستطيع ان نعرف رأي العالم بالسيدة زينب (عليها السلام) وقوة تأثيرها واعداد العدة من قبل انظمة الشيطان لمحاربة المتمسكين بنهجها. 
فمواقف السيدة زينب (عليها السلام) جليلة وعظيمة، فهي دروس وعبر لكل امرأة عبر التاريخ ولكل إنسان رجلاً كان أم امرأة، أن لا يهن ولا يحزن وأن يقتدي بزينب (عليها السلام) أمام المصائب والأهوال التي احتسبت وتوكلت على الله سبحانه وتعالى في مصائبها وأحزانها، فقدمت نموذجاً لا مثيل له عن إرادتها ومواقفها ومنهج نصرتها لدينها. 

وبصفتنا نساء علينا أن نتخذ الأخلاق الزينبية مثالا حياً و صادقاً ومنهجاً حياتياً، فيجب أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى، فارتباطنا بأهل البيت ارتباط روحي لا دنيوي، وينبغي علينا معرفة صاحب الزمان وأدخال السرور على قلبه ونصرته بكل وقت وزمان، عن طريق معرفتنا به أمام زماننا وجعل كلمة الله هي العليا،  فعن طريق الآثار الروحية والمعنوية التي تستمدها من مواقفها (عليها السلام) يتحقق الهدف الذي ننشده من العمل بالواجبات والطاعات وترك المحرمات، للمرأة المتمثلة بالأخلاق والرسالة الزينبية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186454
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 09 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13