في كل عام من شهر شعبان المعظم يقام (مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي) ابتهاجا بمناسبة ولادات الأقمار والانوار الثلاثة الإمام أبي عبد الله الحسين المولود في الثالث من شعبان, والإمام زين العابدين السجاد علي بن الحسين حيث ولادته في الخامس من الشهر ,وحامل لواء الحسين أبي الفضل العباس في الرابع منه (سلام الله عليهم أجمعين ) .
ومن ذلك اطلق عليه كلمة ربيع الشهادة أي جمع هذه المناسبات ,واحياء هذه الذكرى العزيزة التي هي شمس مشرقه تضيء الحياة والروح.
نعود الان الى المهرجان السابق لنتذكر كلمات واقوال ثابته ذكرها الرجال الداعمين والمخططين لهذا الملتقى المهيب .وبراي القاصر اعتبرها من أصول ثقافات مهرجان ربيع الشهادة .
من كلمات سماحة السيد احمد الصافي (الامين العام للعتبة العباسية المقدسة ) في المهرجان الماضي قوله : أن التأمل في الحسين (عليه السلام) يزيد الإنسان بصيرة ويكسبه معرفةً فهو محل الكمال ومشرب للاستكمال وصرح شامخ لا يرقى إليه الطير وينحدر عنه السيل , قوته في ذات الله تعالى جعلته لغز عند عباد الله ولو عاش الواحد منا محاول فك هذا لغز شخص الأمام (عليه السلام) لكفاه فخر بأن يزداد تحيراً في عظمة هذا الشخص ونحن بأمس الحاجة لهذه العظمة"(انتهت ).
اما رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري ,فله كلمه حيث قال : نقف في هذا المهرجان لنكتشف الروح ببعدها الإنساني السائر الى الله في رحلة الشهادة من ربيع مولدها الى ربيع حياتها الجديدة في ما بعد الموت حيث يطل الشهيد بمولده على الإنسانية بوجه يشرق أمل وأيماناً, وقدرة على التحسس والمعاناة تحت وطئه المسؤولية ليقهر الموت ويتسربل بالخلود(انتهت ).
يتبادر سؤال الى الاذهان ماهي أهمية هذا المهرجان ؟
والاجابه في كلمة (الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة ) حيث أشار سماحة العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى ذلك من خلال كلمته في المهرجان السابق حيث قال : ان اهمية المهرجان جاءت بسبب دور الضيوف الذين هم اصحاب الدور الاول (انتهت ) .
أذن هذا المهرجان من دواعيه أنه ملتقى ثقافي عالمي من أسبابه انتاجات الضيوف الفضلاء من العلماء الاجلاء والادباء والكتاب.
واما العنوان ,فبعد أن عرفنا بأن اسمه مهرجان ربيع الشهادة الثقافي لابد من الاشارة الى كلمة عالمي .
والعالمي مصطلح كون الضيوف من جميع انحاء دول العالم ,فلايقتصر الحضور على دوله محدده .
والغاية من هذا المهرجان احياء ذكرى ولقاء ثقافي يجمع ماسطرته أنامل الضيوف وتلك الطاقات ,وتحدثت به افكارهم ,فبينهم من كان مستبصرا لولاية أهل البيت (عليهم السلام) ,ومنهم من هو في المهجر ,وأخرين من ديانات أخرى وطوائف اسلامية .
هذا الملتقى بعيد كل البعد عن السياسة ,وهمه الوحيد ترسيخ ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) .
ومن نتائجه أضافة الى اللقاء التواصل مع المبدعين والمفكرين والباحثين ,وايضا هو منح فرصة للجميع بأن تعرض البحوث أو تقرأ للنظر في الافكار الرصينة التي تطرح كل جديد .
هذا المشروع الحضاري أحد الوسائل الثقافية المهمة لاحياء الشعائر المقدسة باسلوب ثقافي سليم .
فالباحثين عن اعلانات السلام يجدون ضالتهم المنشودة في هذا الصرح المتواصل من خلال التعددات الدينية والطوائف الاسلامية المختلفة ,فكما هناك وجود للاسلام بجانبه وجود للمسيح ,وبذلك أيصال رسالة لكل العالم بان ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) والمذهب الجعفري لايتعارض مع الاخر .
لذلك نجد تعدد الضيوف من الذين يؤمن بالحوار والثقافة قد دخلوا الى كعبة الاحرار ضريح الامام الحسين (عليه السلام) بقلوب مطمئنة خاشعة تردد (لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ وَ لِسَانِي عِنْدَ اسْتِنْصَارِكَ فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِي).
|